إجلاء جرحى ومرضى غزة عبر معبر رفح... العلاج في مصر فقط

02 فبراير 2025
جرحى ومرافقوهم في الطريق إلى معبر رفح. 1 فبراير 2025 (هاني الشاعر/الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- وصلت الدفعة الأولى من المرضى والجرحى من غزة إلى مصر عبر معبر رفح، بتنسيق بين منظمة الصحة العالمية والجهات المعنية، وشملت 50 مريضاً و50 مرافقاً، مع تجهيز سيارات إسعاف لنقلهم داخل مصر.
- تم إعداد الترتيبات اللوجستية لتشغيل المعبر، مع إرسال كشوف بأسماء 6000 مريض للعلاج بالخارج، حيث ستصدر كشوف يومية بعدد خمسين مريضاً حصلوا على الموافقة للسفر.
- استأنفت بعثة الاتحاد الأوروبي مراقبة معبر رفح لدعم نقل الحالات المرضية، ضمن اتفاق وقف إطلاق النار، بعد تعليق عملياتها منذ 2007.

وصلت ظهر أمس السبت، الدفعة الأولى من المرضى والجرحى إلى الجانب المصري من معبر رفح البري على الحدود بين مصر وقطاع غزة، وكان الغالبية فيها من الأطفال والفتيات ممن أغلقت في وجههم سبل العلاج داخل غزة عبر تدمير المنظومة الصحية، ومنعوا من السفر للعلاج طيلة فترة إغلاق المعبر.
وأفاد مصدر مصري من معبر رفح بوصول الدفعة الأولى من مرضى قطاع غزة للمرة الأولى منذ سيطرة جيش الاحتلال الإسرائيلي على محور صلاح الدين والمعبر، مؤكداً في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنه "تم تنسيق وصول المسافرين إلى المعبر بين منظمة الصحة العالمية وجيش الاحتلال وبعثة الاتحاد الأوروبي المدنية والمخابرات المصرية. 50 مريضاً من الأطفال والفتيات، إضافة إلى 50 مرافقاً تم السماح لهم بالمرور إلى الجانب المصري من المعبر". 
وعلى مدار الأيام الماضية جرى العمل على إنهاء الترتيبات اللوجستية في الجانب الفلسطيني لبدء تشغيل المعبر، بما يشمل إنشاء بعض المرافق اللازمة للتشغيل بديلاً عن المرافق التي دمرها جيش الاحتلال خلال العملية العسكرية على مدينة رفح.
وأشار المصدر المصري إلى أن "سيارات الإسعاف المصرية كانت على أهبة الاستعداد للتعامل مع الحالات المرضية والمصابين القادمين من غزة لنقلهم إلى النقاط الطبية المخصصة لاستقبالهم في مصر".
من جانبه، كشف مصدر فلسطيني مطلع على تنسيق سفر المرضى والجرحى، أن "التعليمات الواردة للجانب المصري من المعبر تؤكد أن المسافرين من غزة إلى مصر لن يسمح لهم بمغادرة الأراضي المصرية، فيما يجري نقاش حول تحويل جزء منهم للعلاج في مستشفيات القطاع الخاص بعد شكاوى فلسطينيين قدموا للعلاج في مصر مع بداية الحرب من تدني مستوى المستشفيات التي جرى نقلهم إليها".
وأشار المصدر الفلسطيني إلى أن "مصر وإسرائيل اتفقتا على أن يسمح لكل مريض أو جريح مدني بمرافق واحد، ولكل جريح عسكري بثلاثة مرافقين، وهذا ما جرى تطبيقه في أول أيام إعادة تشغيل المعبر، إذ تم إرجاع عدد كبير من مرافقي المرضى رغم أن عدداً منهم أطفال حاولوا المغادرة رفقة أمهاتهم المرافقات لأطفال مرضى وجرحى".

حافلة تقل جرحى ومرافقيهم إلى معبر رفح، 1 فبراير 2025 (بشار طالب/ فرانس برس)
حافلة تقل جرحى ومرافقيهم إلى معبر رفح، 1 فبراير 2025 (بشار طالب/ فرانس برس)

وتابع: "وزارة الصحة في غزة أرسلت إلى المخابرات المصرية عبر حركة حماس، كشوفاً بأسماء 6000 مريض ومصاب لديهم تحويلات طبية عاجلة لتلقي العلاج في الخارج، على أن ترسل السلطات المصرية الكشوف إلى الاحتلال الإسرائيلي، والذي يصدر بدوره الموافقات لكل حالة، فيما ستصدر كشوف يومية بعدد خمسين مريضاً أو جريحاً حصلوا على الموافقة الإسرائيلية والمصرية لمغادرة القطاع".
وقال مرافقو مرضى وجرحى فلسطينيين إن الإجلاء من خلال معبر رفح يمثل "أملاً كبيراً للمرضى والجرحى" في استكمال علاجهم اللازم على طريق التعافي. في حين أكدت وزارة الصحة في غزة في بيان، أنها ستتواصل هاتفياً مع المرضى والمرافقين لترتيب إجراءات السفر بحسب الكشف الذي جرى الموافقة عليه. مشيرة إلى أن منظمة الصحة العالمية ستعمل على تجهيز حافلات تقل المرضى والجرحى للتحرك نحو المعبر.
ووصلت أمس الأول الجمعة، طواقم الاتحاد الأوروبي المدنية إلى الجانب الفلسطيني من معبر رفح لمراقبة العمل فيه، وكذلك الطواقم الفلسطينية التي ستعمل في المعبر، وذلك بعد أخذ الموافقات الأمنية للوصول إلى الجانب الفلسطيني في ظل وجود جيش الاحتلال الإسرائيلي في محيط المعبر وفي محور صلاح الدين. 

وأعلنت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، الجمعة، أنّ التكتل استأنف مهمته المدنية لمراقبة معبر رفح الحدودي بين غزة ومصر، وكتبت على منصة "إكس": "تنتشر بعثة الاتحاد الأوروبي المدنية على الحدود عند معبر رفح بناء على طلب الفلسطينيين والإسرائيليين. ستدعم البعثة الموظفين الفلسطينيين، وستسمح بنقل أفراد إلى خارج غزة، مثل من يحتاجون إلى الرعاية الطبية".
ويوم الاثنين الماضي، قالت كالاس: "اتفق الجميع على أنّ بعثة الاتحاد الأوروبي للمساعدة الحدودية في معبر رفح يمكن أن تلعب دوراً حاسماً في دعم وقف إطلاق النار. وافق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي على معاودة نشر البعثة. سيسمح هذا لعدد من المصابين بمغادرة غزة، وتلقّي الرعاية الطبية". 
وينص اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة على فتح معبر رفح الحدودي لسفر الحالات المرضية والجرحى بمن فيهم العسكريون، وأن تتولى بعثة الاتحاد الأوروبي للمساعدة الحدودية المسؤولية في المعبر. وأُنشئت هذه البعثة في عام 2005، لكنها علّقت عملياتها في عام 2007 بعد سيطرة حركة حماس على قطاع غزة، إذ رفض الاتحاد الأوروبي التعاون مع الحركة.

المساهمون