"أونروا": فرص بقاء 75 ألف فلسطيني أحياء تتضاءل في شمال غزة

28 نوفمبر 2024
في مدينة بيت لاهيا، 17 نوفمبر 2024 (عمر القطّاع/ فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تواجه مناطق شمال قطاع غزة أزمة إنسانية حادة مع تضاؤل فرص البقاء لنحو 75 ألف فلسطيني بسبب الحصار المستمر، ونقص المساعدات الإنسانية، وتدهور الأحوال الجوية.
- يعاني القطاع من أزمة غذائية حادة مع إغلاق المخابز ونقص الإمدادات، حيث تم تسجيل ثلثي الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد في الأشهر الأخيرة، رغم إنشاء مركز جديد لعلاج سوء التغذية.
- حذر رئيس بلدية دير البلح من توقف خدمات البلديات بسبب نقص الوقود، مما يهدد بكوارث صحية خطيرة، ودعا إلى تدخل دولي عاجل.

حذرت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، اليوم الخميس، من أن فرص البقاء على قيد الحياة تتضاءل لنحو 75 ألف فلسطيني في شمال قطاع غزةوقالت في بيان: "يواجه نحو 75 ألف فلسطيني في شمال غزة المحاصر فرصاً متضائلة للبقاء أحياء منذ أكثر من 50 يوماً". وأشارت إلى أن "مناطق جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون ممنوعة إلى حد كبير منذ أسابيع من تلقي المساعدات الإنسانية وسط استمرار الأعمال العدائية العنيفة".

ولفتت إلى أن "الأيام الثلاثة الماضية شهدت هطولاً غزيراً للأمطار وانخفاضاً ملحوظاً في درجات الحرارة، وآلاف العائلات التي نزحت من المناطق المحاصرة تواجه الآن برد الشتاء وأمطاره من دون أن تتوفر بطانيات أو فرشات أو ملاجئ تحميهم من المياه". تابعت: "في الفترة الممتدة من 6 إلى 25 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، نفذت الأمم المتحدة 91 محاولة للوصول إلى جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون لتقديم مساعدات إنسانية منقذة للحياة، لكن 82 منها رُفضت بشكل قاطع، وجرت إعاقة تسع".

على صعيد آخر، أفاد برنامج الأغذية العالمي بأن كل المخابز وسط قطاع غزة أغلقت بسبب الشح الحادّ في الإمدادات، في حين حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من تدهور الوضع الغذائي في أنحاء غزة، وأشار إلى أن "ثلثي الأطفال الذين يحصلون على علاج من سوء التغذية الحادّ منذ بداية العام الحالي جرى تسجيلهم خلال الأشهر الخمسة الماضية". وأفاد "أوتشا" بأن "أكثر من 3400 طفل توجهوا لتلقي العلاج من سوء التغذية الحاد في الفترة بين الأول و23 أكتوبر الجاري".

ورغم التحديات التي تواجهها منظمات الإغاثة في غزة، أنشأت منظمة الصحة العالمية وشريكتها منظمة الإغاثة الدولية مركزاً جديداً لعلاج سوء التغذية الحاد في دير البلح، علماً أن أربعة مراكز تعمل في هذا المجال في أنحاء غزة، أحدها في خانيونس، وآخر في مدينة غزة واثنان في دير البلح. وفي شمال غزة، أغلق مركز لعلاج سوء التغذية في مستشفى كمال عدوان منذ بدء الحصار الإسرائيلي منذ أكثر من سبعة أسابيع، رغم تزايد الاحتياجات في المنطقة.

إلى ذلك، حذر رئيس بلدية دير البلح دياب الجرو من توقف عمل كل خدمات البلديات في المحافظة بعد مرور أكثر من 20 يوماً من منع قوات الاحتلال الإسرائيلي دخول الوقود اللازم لتشغيل آبار المياه ومضخات الصرف الصحي وآليات جمع وترحيل النفايات، والمعدات الثقيلة اللازمة لإزالة الركام وفتح الشوارع. وقال: "بذلت بلديات المحافظة جهوداً مضنية لتقديم الحدّ الأدنى من الخدمات خلال فترة انقطاع الوقود، لكن الأوضاع وصلت إلى شلل وتوقف كامل لكل الخدمات الإنسانية نتيجة تعنت الاحتلال في منع إدخال الوقود رغم المناشدات ونداءات الاستغاثة المتكررة التي أطلقتها البلديات والمؤسسات الشريكة".

وشدد على أن "توقف ضخ المياه في الشبكات وطفح مياه الصرف الصحي وتكدس النفايات في الشوارع تنذر بحدوث مكاره صحية خطيرة، وانتشار الأوبئة والأمراض، خاصة في ظل الأجواء الباردة ودخول فصل الشتاء، ما يزيد معاناة الأهالي ويستدعي تدخل الطواقم الميدانية للبلديات من أجل تخفيف المعاناة وتسهيل حياتهم". وحمّل الجرو الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية الكوارث الإنسانية بسبب نفاد الوقود، "فهذه جريمة حرب تتنافى مع كل القوانين الدولية والإنسانية". وطالب "كل المنظمات الأممية والمؤسسات الدولية بالتدخل العاجل والسريع لتوريد الوقود اللازم لتشغيل آبار المياه ومضخات الصرف الصحي، وتفعيل خدمات البلديات كي تستطيع أداء واجبها الخدماتي والإنساني تجاه أهالي المحافظة والنازحين فيها، والذين تجاوز عددهم أكثر من نصف سكان غزة، وزادت معاناتهم مع دخول فصل الشتاء".

(قنا)

المساهمون