أونروا تطالب بتضافر الجهود لمنع كارثة إنسانية غير مسبوقة في غزة

04 مايو 2025   |  آخر تحديث: 11:51 (توقيت القدس)
تهافت على مطبخ خيري في خانيونس جنوبي قطاع غزة، 3 مايو 2025 (عبد الرحيم الخطيب/الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أطلقت الأونروا تحذيرات من كارثة إنسانية غير مسبوقة في غزة بسبب الحصار الإسرائيلي المستمر، مما أدى إلى نقص حاد في الغذاء والدواء والوقود، ودعت إلى تضافر الجهود الدولية لوقف الكارثة ووقف إطلاق النار.
- الوضع الإنساني في غزة بلغ مستوى كارثياً مع خطر الموت جوعاً يهدد مليوني شخص، حيث تمنع إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية، بما في ذلك 116 ألف طن من المواد الغذائية.
- نزوح أكثر من 90% من سكان غزة إلى مآوٍ مكتظة أو مخيمات عشوائية، مع تحذيرات من انهيار العمليات الإنسانية، واضطرار الأطفال للبحث عن بقايا طعام ووقود بديل.

في سياق التحذيرات والمناشدات التي تُطلَق أخيراً، بعد أكثر من شهرَين من الحصار الشامل الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة، طالبت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) ببذل جهود دولية منسّقة لمنع كارثة إنسانية غير مسبوقة في القطاع. وأفادت الوكالة، في تدوينة نشرتها على موقع إكس صباح اليوم الأحد، بأنّ "الوضع الإنساني في قطاع غزة يفوق التصوّر"، في حين كان كبير مسؤولي مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في الأراضي الفلسطينية المحتلة جوناثان ويتال قد حذّر أخيراً من أيام "حرجة" في قطاع غزة وسط الفظائع اليومية المسجّلة. 

يأتي ذلك بعد نحو 19 شهر من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، التي كانت قوات الاحتلال قد استأنفتها في 18 مارس/ آذار الماضي، مع العلم أنّ خروقات كثيرة تخلّلت الهدنة الهشّة التي سبقت انهيار وقف لإطلاق النار كان قد دخل حيّز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي. ويعمد الاحتلال الإسرائيلي منذ الثاني من مارس الماضي إلى تشديد حصاره على القطاع، مانعاً عن الفلسطينين العالقين فيه كلّ مساعدة إنسانية، بما في ذلك المساعدات الإغاثية والغذائية والطبية والوقود، وكذلك كلّ الإمدادات الأخرى التي من شأنها إبقاء أهل قطاع غزة على قيد الحياة.

وشدّدت وكالة أونروا على "وجوب تضافر الجهود الدولية لمنع هذه الكارثة الإنسانية من بلوغ مستوى غير مسبوق"، وذلك مع دخول الحصار الشامل على قطاع غزة أسبوعه التاسع من خلال منع الاحتلال إدخال كلّ الإمدادات الأساسية الحيوية. وختمت الوكالة تدوينتها بتجديد مطالبتها بوقف فوري لإطلاق النار، الأمر الذي تعدّه أساسياً كما بقيّة الوكالات التابعة للأمم المتحدة ومنظمات دولية عديدة تنشط في المجال الإنساني عموماً وكذلك الحقوق وغير ذلك.  

وأرفقت وكالة أونروا تدوينتها بصورة أطفال يحملون أوعية طعام فارغة، مع "رسالة من غزة" نقلتها من القطاع المحاصر تقول: "أطفالي يذهبون إلى النوم جياعاً، من دون طعام، منذ أكثر من أسبوعَين"، والصورة التي استخدمتها الوكالة الأممية تأتي شبيهة بآلاف الصور الواردة من قطاع غزة، إذ يعتمد الفلسطينيون، بمعظمهم، اليوم على المطابخ الخيرية، وتُرصَد طوابير انتظار الوجبات التي توفّرها تلك المطابخ.

وأوّل من أمس الجمعة، حذّر المفوض العام لوكالة أونروا فيليب لازاريني، في تدوينة على موقع إكس، من أنّ الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة "سوف يقتل بصمت" مزيداً من الأطفال والنساء يومياً، إلى جانب الذين يُقتلون من جرّاء القصف. بدورها، حذّرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الجمعة، بعد مضيّ شهرَين على تشديد إسرائيل حصارها على غزة من خلال منع إدخال كلّ الإمدادات إليه، من أنّ العمليات الإنسانية في غزة "على وشك الانهيار التام".

في السياق نفسه، أفادت المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في مدينة غزة أولغا تشيريفكو، أوّل من أمس الجمعة، بأنّ الأطفال الفلسطينيين في القطاع يبحثون في أكوام النفايات عن بقايا طعام وبدائل وقود، ودعت إلى إنهاء الحصار المشدّد الذي تمنع إسرائيل من خلاله كلّ الإمدادات المخصّصة لأهل القطاع، من بينها مساعدات غذائية ومستلزمات طبية ووقود ومواد أخرى حيوية ومنقذة للحياة.

من جهتها، أطلقت منظمة الصحة العالمية صرخة، يوم الخميس الماضي، حذّرت فيها من أنّ الوضع في قطاع غزة بلغ مستوى كارثياً بسبب منع إسرائيل وصول المساعدات إلى الفلسطينيين منذ الثاني من مارس الماضي، وأضافت أنّه "فيما يواجه مليونا شخص خطر الموت جوعاً في قطاع غزة، يُمنَع إدخال 116 ألف طنّ من المواد الغذائية (الموجودة) على بُعد دقائق قليلة من الحدود"، واصفةً ما يجري في القطاع بـ"الفظاعة".

ويعتمد الفلسطينيون المحاصرون في قطاع غزة كلياً على تلك المساعدات الإنسانية التي تمنع إسرائيل إدخالها إليهم، وذلك بعدما حوّلتهم حرب الإبادة الجماعية المتواصلة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إلى فقراء، وفقاً لبيانات البنك الدولي. وتأتي هذه الأزمة الإنسانية في ظلّ نزوح أكثر من 90% من فلسطينيي غزة من منازلهم، علماً أنّ آلة الحرب الإسرائيلية هجّرت كثيرين منهم أكثر من مرّة، وقد لجأ هؤلاء إلى مآوٍ مكتظّة أو إلى مخيّمات عشوائية.

(العربي الجديد، الأناضول)

المساهمون