"أونروا" تحذّر من جديد: المنظومة الصحية في غزة بوضع حرج ونفاد وشيك للأدوية
استمع إلى الملخص
- وصفت منظمة الصحة العالمية الوضع الصحي في غزة بأنه "قريب من الهاوية"، حيث شدد الاحتلال الإسرائيلي حصاره، مما أدى إلى منع دخول الإمدادات المنقذة للحياة، مع استئناف دخول المساعدات بشروط خاصة.
- تعاني مستشفيات غزة من نقص حاد في الوقود، حيث يكفي المتوفر لتشغيلها لثلاثة أيام فقط، مما يهدد حياة المرضى ويؤدي إلى خروج معظم المستشفيات عن الخدمة.
في تحذير جديد، أفادت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بأنّ المنظومة الصحية في قطاع غزة بـ"وضع حرج"، مع اقتراب نفاد مخزون الأدوية الحيوية ونواتج الدم (ما يُجمَع من المتبرّعين لاستخدامه في عمليات نقل الدم)، وسط الحرب الإسرائيلية المتواصلة منذ أكثر من 20 شهراً.
The health sector in #Gaza is in a critical situation:
— UNRWA (@UNRWA) June 17, 2025
🩺 45% of essential supplies are already out of stock
🩸 Nearly a quarter more could run out within 6 weeks
💊 Stocks of vital medicines and blood products are nearly depleted.
Needs are urgent—and growing. pic.twitter.com/AD5aGw9o08
وتتوالى التحذيرات ذات الصلة، ليس فقط من قبل وكالة أونروا، إنّما من وكالات أخرى تابعة للأمم المتحدة ومنظمات عالمية تُعنى بالشؤون الإنسانية والحقوقية، في ظلّ استهداف الاحتلال المنظومة الصحية منذ بداية عدوانه على الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر، في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وأوضحت وكالة أونروا، في تدوينة نشرتها على موقع إكس، أنّ 45% من المستلزمات الأساسية المطلوبة في المجال الصحي نفدت، مع توقّعات بنفاد نحو ربع الكمية المتبقية في الأسابيع الستة المقبلة. وأضافت أنّ "مخزون الأدوية الحيوية ونواتج الدم على وشك النفاد"، مشدّدةً على أنّ الاحتياجات الصحية في القطاع "ملحّة وتتزايد" يوماً بعد يوم.
في الإطار نفسه، وصفت المتحدّثة باسم منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس الوضع الصحي الكارثي في قطاع غزة المحاصر، في مايو/ أيار الماضي، بالقول: "نحن قريبون جداً من الهاوية". وحذّرت من أنّ المخاطر الصحية التي يواجهها الفلسطينيون في القطاع تتزايد وسط الحصار. وكان الاحتلال قد شدّد حصاره على قطاع غزة وأهله في الثاني من مارس/ آذار الماضي، مانعاً إدخال كلّ الإمدادات إليه، ولا سيّما تلك المنقذة للحياة، قبل أن تعلن سلطاته في 19 مايو/ أيار الماضي استئناف عمليات إدخال المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين المحاصرين، إنّما بشروطها ومع إقصاء وكالة أونروا ومن ورائها منظمة الأمم المتحدة ككلّ.
يُذكر أنّ الوكالة الأممية شدّدت، في تدوينة سابقة، على وجوب العودة إلى نظام توزيع المساعدات الآمن الذي يعمل على نطاق واسع، والذي تديره الأمم المتحدة، بما في ذلك وكالة أونروا. وكان المفوض العام لوكالة أونروا فيليب لازاريني قد انتقد، في وقت سابق، آلية توزيع المساعدات على الفلسطينيين وسط الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة عبر "مؤسسة غزة الإنسانية"، المدعومة من قبل إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية. ووصف هذه الآلية التي تأتي خارج إشراف الأمم المتحدة بأنّها "مهينة جداً ومذلّة وتُعرّض الأرواح للخطر".
صحة غزة: وقود المستشفيات على وشك النفاد
من جهة أخرى، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم الأربعاء، بأنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي منعت مجدّداً الجهات الدولية والأممية من الوصول إلى مواقع تخزين الوقود المخصّص لتشغيل المستشفيات، بحجّة أنّها تقع من ضمن ما يُعرف بـ"المناطق الحمراء". وشرحت الوزارة، في تصريح عمّمته على وسائل الإعلام، أنّ هذا الإجراء يعيق بصورة مباشرة وصول إمدادات الوقود الحيوية إلى المستشفيات، التي تعتمد بصورة أساسية على المولدات الكهربائية لتشغيل أقسامها الحيوية، مثل غرف العمليات والعناية المركّزة وحاضنات الأطفال.
وحذّرت الوزارة من أنّ كميات الوقود المتوفّرة، في الوقت الراهن، في المستشفيات تكفي لتشغيلها لمدّة لا تتجاوز ثلاثة أيام، الأمر الذي يُنذر بكارثة إنسانية حقيقية في حال استمرار المنع الإسرائيلي. وتعاني مستشفيات القطاع من أزمة حادة من جرّاء حالة الانهيار التي تعصف بالمنظومة الصحية ككلّ، وسط الحرب الإسرائيلية المتواصلة.
وفي سياق استهداف إسرائيل المنظومة الصحية بقطاع غزة في إطار حربها المتواصلة عليه وعلى أهله، عمدت قواتها إلى إخراج مستشفيات غزة بمعظمها عن الخدمة، الأمر الذي يعرّض حياة المرضى والجرحى للخطر. واليوم، يبلغ عدد المستشفيات العاملة في القطاع 16 مستشفى، جزئياً أو بالحدّ الأدنى، من أصل 38 مستشفى، علماً أنّ خمسة منها حكومية و11 خاصة، وفقاً للبيانات الأخيرة الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية في غزة. كذلك، تعمل في القطاع ثمانية مستشفيات ميدانية، تقدّم خدمات طارئة لمن يحتاجها.
وفي وقت سابق، كانت منظمة الصحة العالمية قد شدّدت على ضرورة السماح بإدخال الوقود إلى قطاع غزة المحاصر، من أجل الإبقاء على مستشفياته التي ما زالت قيد التشغيل. وبيّن ممثل المنظمة في الأراضي الفلسطينية المحتلة ريك بيبركورن انّ "الوقود لم يدخل إلى قطاع غزة منذ أكثر من 100 يوم، وقد رُفضت محاولات جلب مخزونات من مناطق الإخلاء"، محذّراً من أنّ الأمر يدفع المنظومة الصحية إلى حافة الانهيار عندما يُضاف إلى النقص الحاد في الإمدادات.
(العربي الجديد، الأناضول)