استمع إلى الملخص
- أكد المكتب الإعلامي في غزة أن إغلاق المعابر تسبب في أزمة إنسانية كبرى، مع نقص الغذاء والوقود، ودعا المجتمع الدولي للتحرك لوقف الحصار.
- أعلنت "أونروا" عن مقتل أكثر من 180 طفلاً في يوم واحد بسبب القصف الإسرائيلي، مع نزوح 124 ألف فلسطيني، مما يمثل خرقاً لاتفاق وقف إطلاق النار.
أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، رفض إسرائيل معظم محاولات المنظمات الإنسانية لإدخال إمدادات أساسية لقطاع غزّة الذي يشرف على مجاعة غير مسبوقة. وقالت الوكالة الأممية في بيان الأربعاء: "الوضع في غزّة يتدهور مع استمرار الأعمال العدائية العنيفة للأسبوع الثاني". وتابعت: "الإمدادات الأساسية تتناقص، وبعضها لن يكفي إلا لبضعة أيام أخرى ما لم يُستأنف دخول الشحنات إلى القطاع". وأوضح البيان أن معظم "محاولات المنظمات الإنسانية لتنسيق الوصول مع السلطات الإسرائيلية تُرفض".
وفي 2 مارس/ آذار الجاري، أغلقت إسرائيل معابر قطاع غزّة أمام دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية للقطاع، ما تسبب بتدهور غير مسبوق في الأوضاع الإنسانية وفق ما أكدته تقارير حكومية وحقوقية محلية. وقال المتحدث الإعلامي باسم "أونروا" عدنان أبو حسنة، في بيان، حول الأوضاع في القطاع: "انهيار شبه شامل في مناحي الحياة كافة في غزة". وأكّد الحاجة لوقف إطلاق النار، وإدخال آلاف الشاحنات من المساعدات، معتبراً حدوث غير ذلك "حكماً بالإعدام على المكان والبنى التحتية والبشر".
بدوره، أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أن إغلاق الاحتلال الإسرائيلي لمعابر قطاع غزة، يعد جريمة إنسانية كُبرى تدفع بالأوضاع نحو كارثة غير مسبوقة وتهدد حياة 2.4 مليون فلسطيني. وقال في بيان الأربعاء: "في مطلع مارس 2025، صعَّد الاحتلال من جرائمه باتخاذ قرار تعسفي بإغلاق جميع المعابر المؤدية إلى قطاع غزة، ومنع إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية وشاحنات الوقود بشكل كامل".
وأضاف: "بموجب البروتوكول الإنساني الموقع ضمن اتفاق وقف إطلاق النار، كان من المفترض دخول 600 شاحنة مساعدات يومياً و50 شاحنة وقود، إلا أن الاحتلال انقلب على الاتفاق، مما فاقم الكارثة الإنسانية، حيث كان من المفترض منذ بدء مارس الجاري دخول 15 ألف شاحنة مساعدات، وكذلك 1,250 شاحنة وقود، إلا أن ذلك لم يدخل مُطلقاً مما ينذر بكارثة حقيقية وأزمة إنسانية عميقة".
وأشار المصدر نفسه، إلى أن المساعدات الإنسانية منذ بدء حرب الإبادة الجماعية لا تستلمها الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة، ولا أي فصيل فلسطيني، وإنما تدخل لصالح المؤسسات الدولية والإغاثية بالتنسيق مع الاحتلال الإسرائيلي ويتم توزيعها بشكل مباشر على المواطنين دون تدخل في إطار تعزيز مبدأ الاستقلالية.
وحذر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة من التداعيات الكارثية لهذا القرار غير القانوني، ومن بينها انعدام الأمن الغذائي، وإغلاق عشرات المخابز في جميع محافظات غزة بسبب نفاد الوقود ومنع الاحتلال دخوله إلى قطاع غزة، وتفاقم أزمة الغذاء بشكل خطير خلال الأيام المقبلة، وأزمة مياه حادة، وانهيار الخدمات البيئية والصحية...
وشدد على أن هذه الجرائم والانتهاكات التي يرتكبها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة تتطلب تحركاً دولياً عاجلاً لوقف الحصار فوراً وإلزام الاحتلال بالقانون الدولي الإنساني. ودعا الأمم المتحدة، والمنظمات الحقوقية والإنسانية، وجميع الدول الحرة إلى الضغط الفوري على الاحتلال لفتح المعابر والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية، قبل أن تتحول هذه الكارثة الإنسانية إلى مجاعة شاملة وكارثة غير مسبوقة في العصر الحديث.
"أونروا": إسرائيل قتلت أكثر من 180 طفلاً في يوم واحد
من جهة ثانية، أعلنت "أونروا"، مقتل أكثر من 180 طفلاً في يوم واحد جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة. وقالت "أونروا" في منشور على "إكس" اليوم، إنه "بعد استئناف القوات الإسرائيلية القصف في جميع أنحاء قطاع غزة، قيل إن المئات قد قُتلوا، بما في ذلك أكثر من 180 طفلاً قتلوا في يوم واحد".
After the Israeli Forces resumed bombing across the #Gaza Strip, hundreds have been reportedly killed, including more than 180 children reportedly killed in one single day.
— UNRWA (@UNRWA) March 26, 2025
Bodies remain under the rubble of destroyed structures, and doctors describe how “many injured people have… pic.twitter.com/rtWvLW64Sj
وأضافت: "تبقى الجثث تحت ركام الهياكل المدمرة، ويصف الأطباء كيف أن الكثير من المصابين ماتوا أمام أعيننا بينما لم نتمكن من علاجهم". وشدّدت على ضرورة أن يتوقف هذا، داعية إلى وقف إطلاق النار الآن.
ومنذ استئنافها الإبادة الجماعية بغزة في 18 مارس، قتلت إسرائيل حتى الأربعاء 830 فلسطينياً وأصابت 1787 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، وفق وزارة الصحة بالقطاع. وقالت الأمم المتحدة إن قرابة 124 ألف فلسطيني نزحوا مرة أخرى، بعد أن استأنفت إسرائيل هجماتها على قطاع غزة وأصدرت "أوامر الإخلاء".
وبدعم أميركي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 164 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 14 ألف مفقود. ويمثل هذا التصعيد، الذي قالت تل أبيب إنه بتنسيق كامل مع واشنطن، أكبر خرق لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، الذي امتنعت إسرائيل عن تنفيذ مرحلته الثانية بعد انتهاء الأولى مطلع مارس الجاري. ورغم التزام حركة "حماس" ببنود الاتفاق، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، رفض بدء المرحلة الثانية استجابة لضغوط المتطرفين في حكومته.
(الأناضول، العربي الجديد)