أونروا: أكثر من 415 ألف نازح في غزة يحتمون بمدارسنا

01 ديسمبر 2024
من مدارس أونروا التي تؤوي النازحين في النصيرات، وسط قطاع غزة، 27 نوفمبر 2024 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أكثر من 415 ألف نازح في غزة يحتمون في مدارس الأونروا، بينما يعيش آخرون في ظروف أسوأ بملاجئ مؤقتة، مع نقص في مقومات الحياة الأساسية وتحديات خاصة للنساء والفتيات.
- يعاني النازحون مثل أبو محمد من ظروف معيشية قاسية في غرف صفية بلا أبواب أو نوافذ، مما يزيد من معاناتهم في الشتاء القاسي.
- الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ أكتوبر 2023 أدت إلى تهجير نحو 1.9 مليون فلسطيني، مما يزيد من صعوبة الأوضاع الإنسانية في القطاع.

أفادت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بأنّ أكثر من 415 ألف نازح يحتمون حالياً في مباني مدارسها في قطاع غزة بأكمله، في حين يعيش مئات الآلاف الآخرون "وسط ظروف أسوأ في ملاجئ مؤقتة". وقد أعلنت وكالة أونروا ذلك في تدوينة من ضمن مجموعة تدوينات نشرتها على موقع إكس، أرفقتها بتسجيل فيديو صوّرته إحدى النازحات من إحدى المدارس التابعة لها، وقد تحدّثت عن الصعوبات والتحديات التي تواجه النازحين في هذه المباني المخصّصة للتعليم، وتفتقر إلى ضروريات كثيرة، خصوصاً ما يخص النساء.

وأكدت النازحة التي تُدعى عائشة أنّ "هذا المكان مخصّص للتعليم وليس للسكن"، معبّرةً عن معاناتها ومسلّطة الضوء على "التحديات الإضافية القاسية التي تواجه النساء والفتيات في الحرب". وقالت عائشة: "هذا المكان الذي أسكن فيه"، مضيفةً "تركتُ بيتي ومكاني الجميل لآتي إلى هذا المكان الذي لا تتوفّر فيه مقومات الحياة". وأوضحت أنّ "هذا المكان مخصص للتعليم وهو غير صالح للسكن"، لافتةً إلى أنّه مليء بالحشرات، ولا سيّما "الذباب والصراصير، من دون أن يتوفّر فيه أيّ مرفق صحي نحتاج إليه في حياتنا اليومية".

وتابعت عائشة: "نحن هنا، النازحات الفلسطينيات، نعاني معاناة شديدة في الظروف الصحية والاقتصادية وتوفير المأكل والمشرب بلا أيّ دعم أو مساعدات". وأكملت أنّ "مرافق الحياة بعيدة عنا" ولا سيّما "المراحيض"، و"لا مكان لإعداد الطعام أو الراحة. والمكان حيث نحن موجودون غير آمن ومعرّض لخطر القصف (الإسرائيلي) في أيّ لحظة". وشدّدت على أنّه "لا أمان في كلّ قطاع غزة، وقد حرمونا حقّ الأمن والحماية".

وناشدت عائشة: "من حقوقنا أن تحمونا في وقت الحروب. نحن بصفتنا نساء فلسطينيات نعاني ونحتاج إلى دعمكم. احمونا ودافعوا عنّا. نريد منكم أن توفّروا للنساء اللواتي لا ذنب لهنّ في هذه الحرب حياةً كريمةً لنتمكّن من مواجهة المجتمع والحياة". وشكت من أنّ "الحرب ألقت بثقلها على نساء غزة اللواتي تعبنَ كثيراً، في حين يتعذّر توفير أيّ من احتياجاتهنّ من أدوات، بما في ذلك لوازم نظافة وتعقيم في أثناء الدورة الشهرية"، وأكدت أنّ "في هذا الوقت من الشهر المرأة تُدمَّر".

في تدوينة أخرى نشرتها وكالة أونروا على موقع إكس، نقلت عن أبو محمد، أحد النازحين الذين لجؤوا إلى مدارسها، قوله "نحاول تغطية النوافذ بقطع من القماش، لكنّها لا توفّر أيّ حماية من البرد أو المطر". وأوضح الرجل الستّيني أنّ "عائلتي وأنا في غرفة بلا أبواب ولا نوافذ". وإذ أشار إلى ليالٍ طويلة وباردة، أفاد "نكافح من دون بطانيات متوفّرة لنا أو لأطفالنا".

وأوضحت الوكالة الأممية، في تدوينتها هذه، أنّه في قطاع غزة الذي مزّقته الحرب، يعيش أبو محمد وعائلته في إحدى غرف الصفوف المدرسية في منشأة تربوية تابعة لها تحوّلت إلى مأوى. وبيّنت أنّ فصل الشتاء القاسي يفاقم خطر انهيار المباني المتضرّرة التي لجأت إليها عائلات فلسطينية كثيرة.

وتتواصل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، في حين يمضي الاحتلال في تهجير الفلسطينيين في داخل القطاع المحاصر. وقد قُدّر عدد النازحين قسراً وسط حرب الإبادة التي تشنّها إسرائيل بنحو 1.9 مليون من أصل 2.3 مليون، بحسب بيانات وكالة أونروا الأخيرة، علماً أنّ كثيرين منهم اضطرّوا إلى النزوح مرّات عدّة وصلت إلى حدّ عشر مرّات في أحيان كثيرة.

(الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون