أول قافلة مساعدات تدخل شمال غربيّ سورية بعد الزلزال

أول قافلة مساعدات تدخل شمال غربيّ سورية بعد الزلزال

09 فبراير 2023
بحسب مسؤول في باب الهوى فإنّ المساعدات مُجدوَلة ما قبل الزلزال (عمر البام/رويترز)
+ الخط -

دخلت أول قافلة مساعدات بعد الزلزال المدمر، الخميس، إلى المناطق الخارجة عن سيطرة النظام في شمال غرب سورية، في الوقت الذي أكد فيه مدير العلاقات الإعلامية في معبر باب الهوى على الحدود مع تركيا، مازن علوش، لـ"العربي الجديد"، أنّ قافلة المساعدات التي دخلت، كانت مُجَدوَلة وغير مخصصة للزلزال.

وشاهد مراسل "فرانس برس" عند المعبر قافلة من ست شاحنات فقط تعبر إلى سورية، وتضم بشكل أساسي مستلزمات خيم وأدوات تنظيف.

وذكر مسؤول تركي لـ"رويترز"، أنّ معبر باب الهوى الحدودي مفتوح أمام المساعدات الإنسانية، وأنّ السلطات ستفتح عدداً قليلاً آخر من المعابر بعد يومين، إذا كان الوضع الأمني جيداً.

من جهته، قال مدير العلاقات الإعلامية في معبر باب الهوى، مازن علوش، لـ"العربي الجديد"، إنّ قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة مؤلفة من ست شاحنات، دخلت، ظهر اليوم الخميس، من معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا إلى مناطق شمال غرب سورية. وأكد علوش أنّ "الشاحنات التي دخلت، محملة بمستلزمات النظافة والبطانيات، والإسفنجات، وهذه المساعدات مُجَدوَلة ما قبل الزلزال"، مُشيراً إلى أنّ "هناك شحنات خاصة بالزلزال ستتبع هذه الشحنة، ومن المتوقع أن تدخل، غداً الجمعة، من المعبر". ولفت علوش إلى أنّ عدد الضحايا السوريين الذين وصلوا إلى معبر باب الهوى شمالي محافظة إدلب، من الذين قضوا في الزلزال داخل تركيا، بلغ أكثر من 420 ضحية، متوقعاً أن يتزايد العدد خلال الساعات المقبلة، لافتاً إلى أنّ هناك عدداً من صهاريج المحروقات التجارية يدخل الآن من معبر باب الهوى إلى مناطق شمال غرب سورية. وبحسب ما أكدت منظمة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، في حديث لـ"العربي الجديد"، فإنّ "الخوذ البيضاء" بدأت باستخدام المخزون الاحتياطي لها منذ شهرين، مشددةً على أنّ الدفاع المدني السوري بحاجة إلى مساعدات طارئة، ومعدات ثقيلة، وأجهزة متطورة، للإسراع في عمليات انتشال العالقين تحت الأنقاض. في السياق، أشارت "الخوذ البيضاء" إلى أنّ ارتفاع منسوب مياه نهر العاصي، أدى إلى غمر مياه النهر للعديد من المنازل في قرية التلول بالقرب من مدينة سلقين غربي محافظة إدلب، محذراً من أنّ المياه تقترب من مخيم التلول للمهجرين في المنطقة، بعد هدم المياه لسواتر ترابية كانت مجهزة لمنع فيضان مياه النهر.

وأشارت المنظمة إلى أنّ الأمر أدى إلى نزوح عدد من المدنيين إلى قرى قريبة، موضحةً أنّ فرقها تعمل على فتح قنوات لتصريف المياه، وتقيّم الاحتياج في المنطقة، وتقدم المساعدة إلى الأهالي. وكانت "الخوذ البيضاء" قد أكدت أنّ فرقها تواصل عمليات البحث والإنقاذ وسط ظروف صعبة جداً بعد مرور حوالى 75 ساعة على الزلزال العنيف الذي ضرب المنطقة.

الزلزال يفاقم الاحتياجات

وتصف الأمم المتحدة دخول الدعم إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في سورية من خلال باب الهوى بأنه "شريان حياة" لنحو أربعة ملايين شخص تقول إنهم يعتمدون على المساعدات الإنسانية.

وتفاقمت هذه الاحتياجات في أعقاب الزلزال الذي أودى بحياة ما لا يقل عن 1730 شخصاً في شمال غرب سورية، وقال منقذون إنه دمر مئات المباني في المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة.

واستفاد نحو 2.7 مليون شخص في شمال غرب سورية من مساعدات الأمم المتحدة القادمة عبر تركيا شهرياً خلال العام الماضي مقابل 43,500 تلقوا المساعدات شهرياً عبر طرق داخل سورية منذ أغسطس/ آب 2021.

"الائتلاف الوطني السوري": الطرق سالكة لإدخال المساعدات 

من جهته، عقد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، اليوم الخميس، مؤتمراً صحافياً في مدينة أعزاز شمالي محافظة حلب، شمالي سورية، للحديث عن تداعيات الزلزال المدمر وآثاره على مناطق سيطرة المعارضة السورية، واستجابة الدول والمنظمات الدولية.
وقال الأمين العام للائتلاف الوطني السوري، هيثم رحمة، خلال المؤتمر: "بصفتنا أعضاءً في الائتلاف الوطني السوري، تحركنا جميعاً لنعيش مع أهلنا في هذه الظروف العصيبة، ولنقوم بدور المتابعة الحثيثة للكارثة الحاصلة"، مؤكداً أنّ "هذه الكارثة أودت حتى اللحظة بحياة 3162، و2950 جريحاً"، ومُشيراً إلى أنّ "عشرات الآلاف من العوائل تشردت وباتت بلا مأوى".
وأوضح رحمة أنّ "الأبنية المنهارة بشكل كُلي تجاوز عددها الـ 400 مبنى، وعدد الأبنية المتضررة بشكل جزئي بلغ أكثر من 1300 مبنى"، مضيفاً: "نحن نقف على الدور الكبير الذي يقوم به الدفاع المدني السوري بإمكاناته المحدودة، وأسهم في إنقاذ المئات من أهلنا السوريين من تحت الأنقاض". ولفت رحمة إلى أنّ "آليات الجيش الوطني السوري وصلت في الساعات الأولى بشهادة الكثيرين، والتقينا بهم أيضاً، ولا سيما أنّ أفراد الجيش أيضاً أسهموا في عمليات الإنقاذ، وتحركت المجالس المحلية بإمكاناتها المحدودة لاحتواء الكارثة".
وأكد رحمة أنّ "أعضاء الائتلاف تمكّنوا من الوصول إلى الشمال السوري من معبر بري سالك وآمن وقابل لنقل كل الدعم اللوجستي الممكن والمتوقع الذي صرحت به الدول وأيضاً المنظمات الدولية"، موضحاً أنّ "الحاجات الأساسية المطلوبة هي الإغاثية المتعلقة بالصحة والطبابة بشكل عام، بالإضافة إلى الخيام للأهالي الذين تهدمت بيوتهم وباتوا في العراء، والشيء الأهم الآن هو المعدات الثقيلة"، مشدداً على أنّ "المساعدات حتى هذه اللحظة لم تصل"، لافتاً إلى أنّ "المساعدات السريعة التي وصلت إلى النظام لم يصل منها شيء إلى الشمال السوري، بالرغم من أنّ الكارثة متموضعة في الشمال الغربي السوري". ودعا الأمين العام للائتلاف، مَن "أرسل دعمه مِن طريق النظام القاتل، أن يتأكد من وصول الدعم الذي أرسله للمحتاجين، فقد علّمنا سابقاً النظام كيف يستخدم هذه الأموال وهذه المساعدات لاستمرار قتل شعبنا واستخدامها لمليشياته وإمداد قواته التي أساءت للسوريين على مدى السنوات السابقة". وأكد رحمة أنّ الائتلاف "تواصل مع الدول المعنية، ورُتِّبَت القوائم وأرسلت أيضاً القوائم الطبية المطلوبة والضرورية جداً إلى المؤسسات الإغاثية وإلى الدول المعنية، وطلبنا أيضاً المعدات الثقيلة التي لا نزال بحاجة إليها لترحيل الركام المتراكم". وتوجه رحمة بـ"الشكر للحكومة التركية بفتح الحدود والاستجابة السريعة لتسهيل حركتنا في داخل تركيا، وعلى المعابر، بالرغم من حجم المأساة الكبيرة في تركيا". إلى ذلك، دعا "الحراك الثوري في الشمال السوري" إلى وقفات احتجاجية، اليوم الخميس، في كل من منطقة جنديرس بريف حلب الشمالي، ومنطقة بسنيا بريف مدينة حارم في ريف إدلب الشمالي، ولا سيما أنّ المنطقتين أكثر تضرراً من الزلزال، وذلك للتنديد بـ"التخاذل الدولي حيال إدخال المساعدات الطارئة إلى الشمال السوري"، مطالبين بـ"التحرك الفوري والسريع لإدخال المساعدات الطارئة واللازمة من أجل مساعدة المتضررين من الزلزال".

المساهمون