أوكرانيا: غارة روسية دمرت مستشفى أطفال في ماريوبول

أوكرانيا: غارة روسية دمرت مستشفى أطفال في ماريوبول

09 مارس 2022
دمار هائل بمستشفى الأطفال في ماريوبول الأوكرانية (تويتر)
+ الخط -

قال مسؤولون أوكرانيون، الأربعاء، إن غارة روسية ضربت مستشفى أطفال ومنشأة ولادة في مدينة ماريوبول المحاصرة جنوب شرقي البلاد.

وقال بيان من مجلس المدينة، إن المستشفى تعرض لدمار هائل، وكتب الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، على "تويتر"، إن هناك "أطفالا تحت الأنقاض"، ووصف الغارة بـ"الوحشية"، في حين قال مكتبه إن السلطات "تحاول تحديد عدد الأشخاص الذين قتلوا أو أصيبوا".

وأظهر مقطع فيديو نشره الرئيس زيلينسكي، ممرات وقد تناثرت فيها قطع معدنية ملتوية، وغرف كل نوافذها مهشمة، والأرضيات مغطاة بالحطام. أما في الخارج فظهرت سيارات محترقة في مقطع مصور نشره مجلس مدينة ماريوبول، إضافة إلى أضرار جسيمة لحقت بثلاثة مبان على الأقل، وقد اقتلع تماما جزء كبير من واجهة أحد المباني.

وأعلن المسؤول المحلي، بافلو كيريلنكو، أن الغارة الروسية ألحقت أضرارا فادحة بمستشفى الأطفال، وتسبب الهجوم في إصابة 17 شخصا، وفق المعطيات الأولية.

وقال حاكم منطقة دونيستك الجنوبية: "إلى الآن، هناك 17 جريحا في صفوف أفراد الطاقم. لم يصب أي طفل، ولا توجد وفيات".

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، الأربعاء، إنه ينبغي أن تبقى المنشآت الصحية في أوكرانيا بمنأى عن القصف، وقال خلال مؤتمره الصحافي اليومي، إن الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية طالبتا، وما زالتا تطالبان "بوقف فوري للهجمات على المرافق الصحية والمستشفيات، والعاملين في مجال الرعاية الصحية، وسيارات الإسعاف".

ونقلت الحكومة الأوكرانية عن رئيس بلدية ماريوبول، أن "1170 مدنيا قتلوا في المدينة منذ بدء الغزو الروسي"، وإن "السكان من دون ماء ولا تدفئة ولا كهرباء ولا غاز، ويذيبون الثلج ليشربوا".

ووسط القصف المستمرّ، يسارع عمّال في مدينة ماريوبول إلى دفن مدنيين وجنود أوكرانيين عشوائياً في مقبرة جماعية، وتفيد أخبار متداولة بأنّ المشارح فاضت بالجثث نتيجة الحرب، فيما تظهر أخرى في المنازل. لذا قرّر مسؤولو المدينة ألا ينتظروا إجراءات الدفن الفردية.

وفي مقبرة قديمة بقلب المدينة، أقيمت حفرة بعمق 25 متراً وقد امتلأت بجثث جمعها عمّال البلدية من مشارح ومنازل. وجاء بعضها ملفوفاً بسجّاد أو بأكياس بلاستيكية. وقد نُقلت 40 جثة أمس الثلاثاء، فيما نُقلت 30 أخرى اليوم الأربعاء. وكان من بين تلك الجثث، ما يعود إلى ضحايا مدنيين سقطوا في قصف على المدينة وإلى جنود وكذلك إلى مدنيين توفوا من جرّاء المرض أو لأسباب طبيعية.

وجلب عمّال البلدية جثثاً أخرى، لترتفع الأعداد المدفونة سريعاً، ولم يتّضح بالتالي إجمالي المدفونين هناك. يُذكر أنّ هؤلاء العمّال رسموا شارة الصليب على صدورهم سريعاً، بعد أن ألقوا الجثث في المقبرة المشتركة. ولم يحضر أيّ من أفراد أسر هؤلاء أو مشيّعون لوداع الراحلين.

وتأتي عمليات الدفن من دون مراسم تفادياً للخطر المحدق، علماً أنّ قذائف كانت قد سقطت فوق المقبرة نفسها أمس الثلاثاء، وعرقلت عملية دفن ودمّرت جداراً. وتخطط سلطات المدينة لإغلاق هذه المقبرة غداً الخميس، إذا توقّف القصف لفترة كافية تسمح بذلك.

وعند مدخل المقبرة، سألت امرأة إن كانت أمّها من بين المدفونين فيها، لافتة إلى أنّها تركت جثّتها قبل ثلاثة أيام أمام مشرحة وعليها ورقة باسمها. فأخبرها العمّال بأنّها دُفنت بالفعل فيها.

(أسوشييتد برس، فرانس برس)

المساهمون