أوامر ترامب تربك المهاجرين في المكسيك

31 يناير 2025
مخيم لا سوليداد للمهاجرين في المكسيك، 30 ديسمبر 2024 (نارسيسو كونتريراس/ الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يواجه مخيم "لا سوليداد" في مكسيكو سيتي أزمة إنسانية حادة بسبب تكدس آلاف المهاجرين من أمريكا اللاتينية، بعد قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإغلاق الحدود الجنوبية، مما أدى إلى حصارهم في المخيمات والمراكز الإيوائية.
- يعاني المهاجرون من ظروف اقتصادية صعبة، حيث باعوا ممتلكاتهم واقترضوا المال لدفع تكاليف التهريب، ويواجهون خيارات صعبة بين العودة إلى بلدانهم أو الانتظار في المكسيك أو محاولة العبور إلى الولايات المتحدة.
- تروي خورماريس فيغويرا فيرنانديز تجربتها في المخيم، حيث تعيش مع زوجها في كوخ بسيط بعد رحلة هجرة طويلة، ويفكران في العودة إلى كولومبيا بعد الأوامر الجديدة.

يخيّم إحساس باليأس على مخيم "لا سوليداد" للمهاجرين، الذي سُمّي تيمّناً بكنيسة تعود إلى العهد الاستعماري تطلّ على المنطقة الفقيرة في وسط مدينة مكسيكو سيتي المكسيكية. وتذكر صحيفة "لوس أنجليس تايمز" أنّه كان من المقرّر أن يمثّل هذا المخيم محطة توقّف مؤقّتة للمهاجرين، من أجل إعادة التجمّع وانتظار اللحظة المناسبة لمواصلة رحلة الهجرة غير النظامية التي يخوضونها نحو الولايات المتحدة الأميركية. لكنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي تسلم ولايته الثانية قبل أيام، في 20 يناير/كانون الثاني الجاري، أصدر مراسيم أدّت إلى وقف الهجرة بفاعلية على طول الحدود الجنوبية لبلاده مع المكسيك، الأمر الذي أسفر عن حصار عشرات الآلاف من المهاجرين في مخيمات ومراكز الإيواء وأماكن الإقامة الأخرى هناك.

ويبدو المهاجرون الوافدون من بلدان مختلفة في أميركا اللاتينية يائسين ومفلسين، إذ باع كثيرون منهم منازلهم واقترضوا المال لسداد "ما يتوجّب عليهم" للمهرّبين، كذلك ثمّة من ترك أطفاله في الوطن سعياً وراء الحلم الأميركي. واليوم يتخبّطون في تساؤلات وجودية، لا سيّما "ماذا بعد؟". مانويلا بيريز غيرونيمو واحدة من بين هؤلاء، وهي مهاجرة من غواتيمالا تبلغ من العمر 47 عاماً. تقول، فيما تحمّر البطاطس فوق الفحم، إنّ "ثمّة غموضاً كبيراً في الوقت الراهن". تضيف أنّ "لا أحد يعلم أيّ شيء"، وتسأل "هل سنتمكّن من عبور الحدود؟ هل سنُرحَّل جميعاً؟".

تفيد "لوس أنجليس تايمز" بأنّ مخيم لا سوليداد يؤوي الآن ألفاً و500 شخص يخوضون رحلات هجرة غير نظامية وجهتها الولايات المتحدة الأميركية، ويتحدّث هؤلاء عن خياراتهم الثلاثة الرئيسية؛ العودة إلى البلدان الأصلية أو الانتظار في المكسيك أو الاستمرار في محاولة العبور إلى الولايات المتحدة الأميركية. وعلى الرغم من عدم توفّر إحصاءات بشأن هؤلاء، فإنّ المهاجرين يأتون إلى مخيم لا سوليداد ويذهبون. لكنّ الموجودين فيه، على ما يبدو، في معظمهم من فنزويلا، الدولة التي كانت سابقاً دولة غنية في أمريكا الجنوبية، وقد شهدت نزوح أكثر من سبعة ملايين شخص في ظلّ انهيار اقتصادي واجتماعي وسياسي.

تشير المهاجرة الفنزويلية خورماريس فيغويرا فيرنانديز البالغة من العمر 42 عاماً، وهي تتحدّث من أمام كوخ يؤيها مع زوجها، بُني من ألواح خشب ومظلّة من القماش المشمّع، إلى أنّ "من المستحيل كسب العيش" بعد اليوم. وكانت المرأة الأربعينية قد غادرت مع زوجها فنزويلا قبل ستة أعوام، وانضمّا بداية إلى حشود من المواطنين الكولومبيين، فعملا في مجال البناء وفي مقهى وحقول، إلى جانب وظائف أخرى. وفي وقت لاحق، حاولا التوجّه إلى البرازيل وتشيلي قبل العودة إلى كولومبيا. وفي عام 2023، انطلقا في هجرة تهدف إلى الوصول إلى الولايات المتحدة الأميركية، علماً أنّ رحلتهما أتت محفوفة بالمخاطر، وقد بدأت في داريين غاب، وهي منطقة صعبة تتألّف من غابات مطيرة بين كولومبيا وبنما. وبعد ستّة أسابيع، تمكّنا من الوصول إلى المكسيك. ولأكثر من عام، عملت هذه المهاجرة الفنزويلية في مجال تنظيف المنازل في ولاية تشياباس جنوبي المكسيك، في حين عمل زوجها في الحقول. وفي النهاية، وصلا إلى مكسيكو سيتي، حيث دفعا نحو 200 دولار مقابل الإقامة في كوخهما في مخيم لا سوليداد.

وفي أعقاب انتخاب ترامب في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، فرّ مئات المهاجرين من مخيم لا سوليداد، وقد حاول كثيرون عبور الحدود إلى الولايات المتحدة الأميركية قبل أن يتولّى الرئيس الجديد مهامه رسمياً. لكنّ فيغويرا وزوجها بقيا في المخيم، أملاً في الوصول إلى وجهتهما بطريقة قانونية، بخلاف ابنهما. فقد اُلقي القبض عليه مرّتَين فيما كان يعبر الحدود بطريقة غير نظامية، وقضى أربعة أشهر في الحجز بالولايات المتحدة الأميركية، وهو اليوم في نيويورك ينتظر جلسة قضائية لترحيله. وبعد الأوامر التي أطلقها ترامب والتي تقضي بإغلاق الحدود، تراجع الاثنان عن قرارهما، وهما يعتزمان العودة إلى كولومبيا بمجرّد توصّلهما إلى طريقة للقيام بذلك.

(أسوشييتد برس)

المساهمون