أهالي كناكر السورية يقاومون الجوع بعد أسبوعين على الحصار

أهالي كناكر السورية يقاومون الجوع بعد أسبوعين على الحصار

05 أكتوبر 2020
يواصل النظام السوري حصار بلدة كناكر (فيسبوك)
+ الخط -

لطالما انتهج النظام السوري مخطط الجوع أو الركوع في مواجهة البلدات والمدن السورية المعارضة، وآخر ضحايا هذه الخطة بلدة كناكر بمحافظة ريف دمشق، والمحاصرة منذ نحو أسبوعين، يعاني فيها الأهالي من شح المواد الغذائية الأساسية مثل الخبز والطحين.

يبحث أهالي البلدة عن متنفس للحصول على حاجيات المعيشة اليومية من دون جدوى، وعانى قاطنو كناكر خلال السنوات الماضية من فترات حصار متقطعة كانت تلجأ لها قوات النظام خلال ملاحقة مطلوبين، ويقطن في كناكر قرابة 25 ألف مدني حاليا، حسب نشطاء محليين. 
وقال الناشط الإعلامي أنس الكناكري، لـ"العربي الجديد": "يعيش أهل البلدة تحت التهديد، وكما شهدنا في عدة مناطق سورية سابقا، فإن الحصار والتجويع جريمة يكررها النظام لكسر إرادة الأهالي، وهذا ما يحدث اليوم في كناكر". 
وبين الكناكري أن "طبيعة البلدة الريفية حالت حتى الوقت الحالي دون وقوع كارثة، إذ يعتمد الأهالي على الآبار في الحصول على المياه، بينما يحصلون على الأغذية من إنتاج البلدة المحلي، لكن بكميات محدودة تؤخّر عنهم خطر المجاعة القادم بسبب الحصار، وأصبحت كميّات  الطحين قليلة، ومن يحتفظ بطحين منزلي لجأ إلى خبزه بالطرق التقليدية".


وقال صهيب الرحيل (32 سنة)، ابن بلدة كناكر، لـ"العربي الجديد": "في 21 سبتمبر/ أيلول، قام حاجز المخابرات الجوية باعتقال 3 نساء وطفلة في السادسة من عمرها بالقرب من مدينة الكسوة، فقام الأهالي بالاحتجاج بالقرب من حاجز على مدخل البلدة الغربي، فقوبل الاحتجاج بإطلاق النار من قبل عناصر الحاجز الذي وصلت إليه تعزيزات من فرع الأمن العسكري، لتقوم قوات النظام بقصف البلدة، كما أغلقت مداخلها لتفرض حصارا خانقا في ظل أوضاع معيشية صعبة، وانتشار وباء كورونا، مع غياب المؤسسات الصحية، ومنع خروج المرضى إلى المشافي.

وأضاف الرحيل: "وضع العالقين على أطراف البلدة سيئ، فهم ينامون في أماكن معدومة الخدمات، والمزارعون عاجزون عن جني المحاصيل في ظل الوضع الراهن، ما يهدد الموسم الزراعي كله، والبلدة تعتمد على الزراعة بشكل أساسي، وبعض الأهالي يعتمدون على العمل اليومي خارج البلدة".

وأكد المدرس إبراهيم أبو مصعب (55 سنة) أن الأوضاع  تتجه نحو الأسوأ في البلدة مع اشتداد الحصار، كونها بلدة منسية في الأصل، ومناشدات أهلها لن تكون ذات نفع. وبين أبو مصعب لـ"العربي الجديد"، أن "الأيام القادمة ستكون أصعب في حال نفذ النظام حملات اعتقال، أو اقتحام البلدة. نحن بحاجة للطعام حاليا، ونناشد المنظمات الإنسانية تأمين معابر تتيح دخول الغذاء، في السابق عندما كان النظام يحاصر البلدة، كان لدينا متنفس هو طرق التهريب، أما اليوم فكل الطرق مغلقة، والأراضي الزراعية في محيط البلدة بات الذهاب إليها خطرا".

وتقع بلدة كناكر في جنوب منطقة قطنا بريف دمشق الغربي، بمحاذاة جبل الشيخ، وتشتهر بالزراعة كمصدر دخل رئيسي، ورضخ أهالي البلدة لهدنة مع النظام في عام 2013، بعد منعه دخول المواد الغذائية والطحين والوقود، وهي السياسة ذاتها التي ينتهجها اليوم.

المساهمون