ألمانيا تكسر الموجة الثالثة من كورونا

ألمانيا تكسر الموجة الثالثة من كورونا

18 مايو 2021
ساهم قانون "مكابح الطوارئ" في انخفاض الإصابات (ينغ تانغ/ Getty)
+ الخط -

كسرت ألمانيا الموجة الثالثة من جائحة كورونا، بعد أنّ اتخذت تدابير استثنائية صارمة تزامناً مع التسريع في وتيرة التطعيم خلال الأسابيع الماضية، ما سمح بانخفاض كبير في أعداد الإصابات الجديدة بكوفيد - 19. هذا الواقع شكل ارتياحاً لدى السلطات المعنية، وبث المزيد من الطمأنينة في نفوس المواطنين، مع عودة الحركة النسبية لبعض القطاعات الاستهلاكية والترفيهية وعودة التدريس حضورياً في عدد من الولايات، بينما تستعد ولايات أخرى إلى تخفيف القيود خلال الأيام المقبلة.
وأكد معهد روبرت كوخ للأمراض المعدية تراجع أعداد المصابين على مستوى البلاد خلال الأسبوع الماضي إلى 83,1 حالة لكل مائة ألف شخص، بعدما كانت تعدت 150 حالة قبل بضعة أسابيع. وساهم قانون "مكابح الطوارئ" في انخفاض أعداد الإصابات اليومية إلى حدود 6500، أي بتراجع يقدر بـ30 في المائة مقارنة مع الأسابيع الماضية.

وذكرت شبكة "أن تي في" الإخبارية أنّ الموجة الثالثة في البلاد وصلت إلى ذروتها نهاية شهر إبريل/ نيسان الماضي، مع تسجيل أكثر من 145 ألف إصابة جديدة في غضون أسبوع واحد فقط، ما استدعى من السلطات حينها، وللمرة الأولى، فرض حظر تجول ليلي بين الساعة العاشرة مساءً والخامسة صباحاً. كل تلك الإجراءات ساهمت في تراجع أعداد المصابين خلال الأيام الماضية، بفضل التقيد بالإجراءات من قبل الألمان، مع الحد من التجمعات، وفق ما قال رئيس معهد روبرت كوخ للأمراض المعدية لوتار فيلر. 


بدوره، أشار عالم الفيروسات مارتن شتومر، خلال تقييمه للأوضاع الصحية المستجدة في البلاد، إلى أنّ ارتفاع نسبة متلقي اللقاحات، إضافة إلى الطقس الدافئ، لعبا دوراً مهماً بالتزامن مع التدابير المتخذة من قبل السلطات المعنية، ولكن رغم تلك الأجواء الإيجابية، حذر شتومر من الاستخفاف بالفيروس.

الصورة
تفاؤل كبير بإمكانية قضاء إجازة الصيف داخل دول الاتحاد الأوروبي (كارستن كوال/ Getty)
تفاؤل كبير بإمكانية قضاء إجازة الصيف داخل دول الاتحاد الأوروبي (كارستن كوال/ Getty)

وشكل تراجع الإصابات ارتياحاً لدى الطواقم الطبية، خصوصاً وحدات العناية المركزة داخل المستشفيات، بعد الجهد الكبير الذي واجهته خلال الفترة الماضية. وكشف رئيس الجمعية الألمانية لطب الطوارىء غرنوت ماركس، خلال مقابلة تلفزيونية،
عن انخفاض أعداد المصابين داخل العناية المركزة إلى حدود 4123، موضحاً أنّ "أحد أهم الأهداف الاستراتيجية لمكافحة كورونا تم بنجاح، ما جنب القطاع الصحي ووحدات العناية المركزة الكثير من الضغوط الهائلة".
وفي ظل تلك الأجواء الإيجابية، أعلن وزير الصحة الاتحادي ينس شبان عن إلغاء نظام الأولوية بالنسبة إلى لقاحي "أسترازينيكا- أكسفورد" و"جونسون أند جونسون"، إذ سمح للبالغين من جميع الفئات العمرية بالحصول عليهما، وبالتالي بات بإمكان الراغبين في التطعيم التواصل مع العيادات والمراكز المخصصة لتحديد مواعيد أخذ اللقاحات، على أنّ يقرر الأطباء من يمكن اعطاؤه اللقاح ومتى. وأعلنت أربع ولايات ألمانية "بافاريا وبرلين وساكسونيا وبادن فورتمبيرغ"، عن إلغاء أولوية عمليات التطعيم عن مختلف أنواع اللقاحات لجميع الفئات العمرية. وفي السياق نفسه، تشيرالمعلومات إلى أنه، واعتباراً من مطلع يونيو/ حزيران المقبل، ستحذو باقي الولايات الألمانية حذو الولايات الأربع، ويمكن حينها لجميع المواطنين السعي إلى الحصول على موعد للتطعيم من أي نوع لقاح ضد فيروس كورونا. 
من جهة أخرى، قال شبان في حديث صحافي "إن التفاؤل كبير بإمكانية قضاء إجازة الصيف داخل دول الاتحاد الأوروبي من دون مشاكل رغم إنتشار فيروس كورونا، مؤكداً أنّ ألمانيا مستعدة لأي متحورات جديدة من الوباء"، مضيفاً "نحن الآن من بين أفضل 5 دول في العالم من حيث اليقظة والتأهب لمواجهة الفيروس"، موضحاً أنه تم في الاتفاقيات الإطارية للاتحاد الأوروبي ضمان لقاحات يمكن تكيفها مع متحورات كورونا. وشدد شبان على أنه رغم تلك الأجواء، فإنّ ألمانيا لم تتغلب بعد على الفيروس، رغم ارتفاع معدلات التطعيم، مطالباً باستخدام جميع أنواع اللقاحات المتاحة.

عودة الحياة إلى قطاعات كثيرة في ألمانيا (ينغ تانغ/ Getty)
عودة الحياة إلى قطاعات كثيرة في ألمانيا (ينغ تانغ/ Getty)

ومع انخفاض أعداد المصابين إلى نحو 83,1 لكل مائة ألف مواطن خلال الأسبوع الماضي، سمحت بعض الولايات، بما فيها هامبورغ وسكسونيا السفلى وبراندنبورغ وبافاريا وراينلاند بفالتس وغيرها، باستقبال الزوار في الباحات الخارجية للمطاعم والمقاهي ضمن مواعيد مسبقة، مع إظهارنتيجة سالبة لفحص كورونا، كما أنه سمح للفنادق بإعادة العمل بالحجوزات للزوار. 
وبحسب البيانات، يقدر معدل التطعيم بنحو 850 ألف جرعة في اليوم الواحد على مستوى البلاد، وإذا استمر الأمر على هذا النحو، فمن المتوقع أنّ تصل ألمانيا إلى نسبة 75 في المائة للحاصلين على جرعيتين خلال ثلاثة أشهر.
وفي خطوة تهدف إلى تخفيف القيود، وافق البوندستاغ (البرلمان الاتحادي) على اقتراح قانون من الحكومة الاتحادية، قضى بالسماح لمن تلقوا اللقاح بلقاء أعداد غير محدودة من الأشخاص، ومنحهم هامشاً أكبر من الحركة خلال تنقلاتهم خارج القيود المفروضة، مع التشديد على ارتداء الكمامة وقواعد التباعد الاجتماعي، كما سمح لهم بالتسوق وزيارة صالونات التجميل، من دون إبراز نتيجة فحص سالبة.

تجدر الإشارة إلى أنّ عدد الإصابات في ألمانيا وصل إلى أكثر من 3,5 ملايين إصابة، بينما تجاوز عدد الوفيات 86 الفاً. وذكرت إذاعة "بايريشر روندفونك" أنه ووفق معهد "كوخ"، فإنّ حوالي 36,5 في المائة من السكان تم تطعيمهم بجرعة واحدة على الأقل ضد فيروس كورونا، أي ما يقارب 30 مليون شخص، فيما تلقى 10,9 في المائة الجرعتين، أي ما يقارب 9 ملايين شخص. 

المساهمون