أكثر من 30 ألف تونسي مصابون بداء الأبطن

أكثر من 30 ألف تونسي مصابون بداء الأبطن

25 ديسمبر 2021
مشاكل كثيرة تعترض المصابين به (العربي الجديد)
+ الخط -

كشف رئيس الجمعية التونسية لمرض الأبطن، الدكتور منجي بن حريز، أنّ "ما بين 70 و100 ألف تونسي مصابون بمرض الأبطن، أما الذين قاموا بتشخيص إصابتهم فعددهم  يتراوح بين 25 و30 ألفاً".

والأبطن (السيلياك) هو حالة مرضية تصيب غشاء الأمعاء، وهو نوع من التحسس المعوي إزاء مادة الغلوتين وهو البروتين الموجود في القمح والشعير وغيرهما.

وقال الدكتور منجي بن حريز، خلال اليوم التحسيسي بمرض الأبطن الذي نظمته الجمعية التونسية لمرض الأبطن، السبت، إنّ "مشاكل وصعوبات عديدة تعترض مرضى داء الأبطن في تونس، لا سيما منها غلاء المواد الغذائية الخالية من الغلوتين والتي ترتكز عليها حميتهم الغذائية، والنقص الفادح في عدد المشاريع والمخابز المتخصصة في الجهات، في المقابل لم يتم إلى اليوم رغم كل المحاولات، الاعتراف بالأبطن كمرض مزمن من قبل الصندوق الوطني للتأمين على المرض، حتى يتمكّن المصابون به من استرجاع مصاريفهم".

لم يتم إلى اليوم رغم كل المحاولات، الاعتراف بالأبطن كمرض مزمن من قبل الصندوق الوطني للتأمين على المرض

من جهته يوضح المواطن التونسي رضا، أحد المشاركين في اليوم التحسيسي لـ"العربي الجديد": "شخصان من عائلتي يعانيان من هذا المرض، وهما زوجتي وابنتي البالغة من العمر 16 سنة، ولا أخفيكم سرّاً أنني أواجه صعوبات مالية كبيرة في توفير حاجياتهما من الأكل بسبب الأسعار الباهضة للمواد الغذائية، باعتبار أنّ علاج هذا المرض يعتمد على الحمية".

ويضيف: "نحتاج تدخلاً من الدولة لتدعمنا وتصنف هذا المرض بالصندوق الوطني للمرض، وأيضاً دعم المواد الأولية لتصنيع المواد الغذائية المخصصة لهؤلاء المصابين حتى يتم تخفيض الأسعار". 

من جهته، يقول والد أحد المصابين بالمرض، لـ "العربي الجديد"، إنّ "ابني أصيب بهذا المرض منذ سن الخامسة، يعيش بصفة طبيعية، لكن الإشكال الكبير في غلاء أسعار المواد الغذائية المخصصة لهذا المرض. فلا يقدر على مجابهة هذا الداء إلا العائلات ذات الدخل المرتفع". 

وفي هذا السياق، تقول منتجة مواد غذائية خالية من مادة الغلوتين، سوسن النوالي، لـ"العربي الجديد" "ننتج مواد مصنعة من مادتي الأرز والذرة، وأسعارها في حقيقة الأمر باهضة نظراً لارتفاع أسعار المواد الأولية، فلو كان هناك دعم من الدولة لما كانت الأسعار مرتفعة بهذه الكيفية".

وتُضيف "هناك عائلات باستطاعتها مواجهة هذا الغلاء، ولكن الأغلبية ليس في وسعها مجاراة الوضع وتعاني صعوبات لتوفير حاجياتها، وبالرغم من انتشار هذا المرض في السنوات الأخيرة، إلا أنه لا يوجد دعم، بل أكثر من ذلك هناك مواد أولية مفقودة، ما جعلنا نواجه إشكاليات في تصنيع عدة مواد غذائية يحتاجها المرضى".

في المقابل، نجح الشاب أيمن شعباني ( 25 سنة) في تحويل إصابته بمرض الأبطن من ضعف إلى قوة. فأنشأ مشروعه الخاص بصناعة المواد الغذائية والحلويات الخالية من مادة الغلوتين من أجل توفير حاجياته الغذائية من جهة، وخلق حلول لأهل حيّه بأرخص الأثمان من جهة أخرى.

يقول أيمن، لـ"العربي الجديد"، على هامش اليوم التحسيسي: "في سنّ المراهقة كنت أذهب إلى المساحات التجارية الكبرى لأقتني ما أشتهيه من مأكولات وحاجيات تتناسب مع ما أعانيه من حساسية من مادة الغولتين، فلا أجد ما أرغب فيه من مواد ذات طعم لذيذ، أضف إليها ارتفاع الأسعار، لذلك فكرت في هذا المشروع الذي بدأ بانتاج مادة غذائية واحدة وتطور إلى 25 مادة تسوق في الأسواق التونسية".

المساهمون