أكثر من ألف بحيرة تشكلت في الألب السويسرية بعد ذوبان الأنهر الجليدية

أكثر من ألف بحيرة تشكلت في الألب السويسرية بعد ذوبان الأنهر الجليدية

20 يوليو 2021
تتشكّل نحو 18 بحيرة جديدة سنوياً في الألب السويسرية (Getty)
+ الخط -

في أقلّ من قرنين من الزمن، أعاد التغير المناخي رسم ملامح منطقة الألب السويسرية، متسبباً بذوبان شديد للأنهر الجليدية، لتظهر أكثر من ألف بحيرة جديدة.

وكشفت جردة شاملة جديدة للبحيرات الجليدية السويسرية أنه "منذ نهاية العصر الجليدي الصغير قرابة عام 1850، أبصرت نحو 1200 بحيرة جديدة النور في المناطق الجليدية السابقة في الألب السويسرية. ولا تزال ألف بحيرة منها موجودة حتى اليوم".
وأجريت الدراسة بالتعاون بين المعهد الفدرالي السويسري للعلوم والتكنولوجيات المائية وجامعة زيورخ والمكتب الفدرالي للبيئة. وقال دانييل أودرمات، المسؤول عن تقنيات الاستشعار عن بعد في المعهد السويسري: "فوجئنا بعددها الكبير من جهة، وبسرعة تشكّلها من جهة أخرى. في بادئ الأمر، توقّعنا نحو بضع مئات من البحيرات الجليدية، لكن 180 بحيرة أبصرت النور خلال العقد الأخير وحده"، هذه الجردة تشكّل "انطلاقة لمراقبة أثر التغير المناخي على الأنهر الجليدية وتحليله".
وكما الحال في بقيّة منطقة الألب، فإن الأنهر الجليدية في سويسرا آخذة في الذوبان، وخسرت خلال العام الماضي 2 في المائة من حجمها، بحسب الدراسة السنوية الصادرة عن الأكاديمية السويسرية للعلوم.
وحتّى لو تمّ التقيّد ببنود اتفاق باريس المناخي لحصر احترار الكوكب بأقلّ من درجتين مئويتين مقارنة مع معدلات الحرارة قبل الثورة الصناعية، فإن ثلثي الأنهر الجليدية في منطقة الألب ستكون قد اندثرت، وفق دراسة أجرتها المدرسة التقنية الفيدرالية في زيورخ سنة 2019.
واعتبر الباحثون أنه "دليل مرئي على التغير المناخي في منطقة الألب"، فما بين 2006 و2016 اشتدّت سرعة تشكّل البحيرات الجليدية الجديدة بصورة ملحوظة، وفي المعدّل، تشكّلت 18 بحيرة جديدة كلّ سنة، وتوسّعت المنطقة المائية بأكثر من 400 متر مربع في السنة الواحدة.
وفي عام 2016، كان أكبر نهر يمتدّ على 40 هكتاراً حتّى لو لم تكن أغلبية كتل المياه تتخطّى الهكتار. وتسنّى إجراء هذه الجردة الكاملة بفضل معطيات مجمّعة منذ منتصف القرن التاسع عشر.

 

وقال الباحث نيكو مولغ، والذي تعاون مع دانييل أودرمات: "عندما بدأ الثلج بالذوبان في نهاية العصر الجليدي الصغير، اتّقد فضول علماء الطبيعة في تلك الفترة". واستند الباحثون في أعمالهم إلى خرائط دوفور التي رُسمت ما بين 1840 و1870، وصور التُقطت من الجوّ سنة 1946، فضلاً عن معطيات المكتب الفدرالي للطوبوغرافيا (سويستوبو).
ولا يقتصر الغرض من هذه الجردة على دراسة تداعيات التغير المناخي، بل هي مفيدة أيضاً في مجال الأمن المدني، فقد دوّن العلماء موقع كلّ بحيرة، وارتفاعها، وحجمها، وحدّدوا أيضاً نوع السدّ ومكوّناته، ومحيط التسرّبات، فضلاً عن توثيق نموّ البحيرة.
وأوضحت الدراسة أنه "من شأن هذه المعطيات أن تسمح لاحقاً بتقييم المخاطر المرتبطة بكلّ بحيرة على حدة"، مثل تداعيات انهيار السدّ. لكن الصورة ليست سلبية فحسب، "فالظواهر الطبيعية تشكل عنصر جذب للسياح، وتمدّد البحيرات يوفّر فرصاً جديدة للطاقة المائية".

(فرانس برس)