أكبر منظمة إنسانية عالمية تحذر من المعلومات المضللة بشأن لقاح كورونا

أكبر منظمة إنسانية تقدر الإطار الزمني لتطعيم غالبية سكان العالم ضد كورونا

01 ديسمبر 2020
رئيس اتحاد جمعيات الهلال والصليب الأحمر وضع خمس ركائز لتوزيع اللقاح (Getty)
+ الخط -

حذر فرانسيسكو روكا، رئيس الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر، أكبر منظمة إنسانية في العالم، من فشل المساعي المبذولة لطرح لقاح ضد فيروس كورونا المستجد إذا لم تُبذل الجهود اللازمة والطموحة لمحاربة المستويات المتزايدة من انعدام الثقة باللقاح والمعلومات المضللة حول الفيروس كذلك، مضيفًا أن تطعيم غالبية سكّان الأرض قد يتطلّب أكثر من عام.

وقال في هذا السياق، خلال مؤتمر صحافي عقده عن بعد بمناسبة الجلسة الخاصة رفيعة المستوى حول جائحة كورونا التي ستعقد هذا الأسبوع في مقر الأمم المتحدة: "أرحب بالأنباء المتعلقة بالتوصل للقاح صالح ضد فيروس كورونا المستجد لكن هذا لا يكفي للقضاء على الجائحة". 

وتحدث روكا عن خمس ركائز سيعتمد عليها الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، الذي تعمل منظماته في 192 دولة ومنطقة، ولديه قرابة 14 مليون متطوع حول العالم. وشرح في هذا السياق: "أولا، ندعو إلى توزيع اللقاح بشكل عادل للجميع. وثانيا، ندعو إلى تعزيز الثقة باللقاح لمجابهة عدم الثقة واسع الانتشار. وثالثا دعم العمل على توصيل اللقاح للمرافق الصحية وأثناء أنشطة التوعية. ورابعا الوصول إلى الفئات والمجتمعات الأكثر هشاشة. وأخيرا الحفاظ على خدمات التطعيم الأخرى".

وفيما يخص انعدام الثقة قال: "لقد أصبحت الأخبار الخاطئة والكاذبة حول الفيروس واللقاح بمثابة جائحة ثانية. هناك عدم ثقة باللقاح منتشرة بشكل واسع". ولفت الانتباه إلى "دراسة أجرتها جامعة جونز هوبكنز في 67 دولة حول مستويات الثقة بلقاح ضد فيروس كورونا المستجد تظهر انخفاضا كبيرا في مستويات الثقة في معظم البلدان من يوليو/تموز إلى أكتوبر/تشرين الأول 2020. ربع البلدان لديها الآن معدل ثقة باللقاح يصل إلى 50 بالمائة أو أقل. وانخفض معدل الثقة في اليابان من 70 إلى 50 بالمئة، بينما هبط في فرنسا من 51 إلى 38 بالمئة".

يرفض الكثير من الناس في الدول الغربية اتباع نصائح الصحة العامة الأساسية كلباس الأقنعة

 وأردف حول المعلومات الخاطئة المتعلقة بالفيروس نفسه قائلا: "منذ البداية قوضت المستويات العالية من عدم الثقة جهود الصحة العامة للاستجابة لانتشار الفيروس، وسهلت انتشاره حول العالم. على سبيل المثال، وثّقت أبحاثنا في أفريقيا بأن هناك اعتقاداً وبشكل مستمر عند البعض بأن الفيروس مشلكة غربية، في الوقت ذاته يرفض الكثير من الناس في الدول الغربية اتباع نصائح الصحة العامة الأساسية كلباس الأقنعة".

ولفت الانتباه إلى التبعات السلبية لجائحة كورونا على عمليات التطعيم حول العالم المتعلقة بأمراض أخرى، والتي توقفت أو أصبحت أبطأ بسبب انتشار الجائحة. وأضاف في هذا السياق "على سبيل المثال يُقدر أن هناك ما لا يقل عن 80 مليون طفل، دون سن الواحدة، معرضون لخطر الإصابة بالدفتيريا والحصبة وشلل الأطفال بسبب اضطرابات برامج التطعيمات الروتينية بعد انتشار الجائحة".

وفي تصريحات لمراسلة "العربي الجديد" في نيويورك، قال روكا ردا على عدد من الأسئلة حول ما إذا كان قد اتصل بإدارة الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن وما يتوقعه من الإدارة الأميركية الجديدة: "لم نقم باتصالات مع الإدارة الأميركية الجديدة بعد لأننا لا نتدخل بالسياسة وسننتظر إلى أن تتولى مقاليد الحكم رسميا لنتواصل، أي بعد الـ21 من يناير/كانون الثاني. ونأمل أن تكون لدينا نقاشات مثمرة معها. ولكن عموما فإن دور الولايات المتحدة حيوي ورئيسي، وما أتوقعه شخصيا أن تعمل وتتعاون الإدارة الجديدة بشكل أكبر مع النظام الدولي متعدد الأطراف وهذا مهم للغاية". ثم أضاف "أتوقع أن تنضم الإدارة الأميركية القادمة (بايدن) لمبادرة كوفاكس. وهذا مهم للغاية بالنسبة لنا. من الضروري أن تنضم الدول الكبرى، كالولايات المتحدة وروسيا، للمبادرة".

ثمة حاجة لتطعيم قرابة سبعين بالمئة من سكان العالم لكي نتمكن من الحديث عن مستويات آمنة ومحاربة فعالة لانتشار الفيروس

 وتقود منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة مبادرة كوفاكس التي انضمت إليها قرابة 180 دولة، باستثناء دول مهمة كالولايات المتحدة وروسيا، وتهدف إلى العمل من أجل إيجاد لقاحات كورونا وإتاحتها عالميا بشكل منصف. وتحتاج إلى قرابة 28 مليار دولار أميركي إضافي لتمويلها.  

وردا على سؤال آخر حول مناطق الصراع والتحديات والمخاوف التي يراها  في توزيع اللقاح عندما يصبح متاحا على مستوى واسع، وخاصة في دول كاليمن وسورية وفلسطين المحتلة، تحديدا قطاع غزة، قال إن "مناطق الصراع تشكل قلقا كبيرا، ليس فقط بسبب جائحة كورونا ولكن بسبب الموارد... هذا ينطبق على قطاع غزة وفلسطين المحتلة عموما وسورية واليمن ومناطق أخرى. واحد من التحديات الرئيسية يتعلق بالدخول والسماح لنا بالوصول إلى المحتاجين. نتفاوض بشكل دائم مع السؤولين في كل مناطق الصراعات. في اليمن مثلا جابهتنا تحديات كثيرة في هذا السياق".

وقدر روكا أن ثمة حاجة "لتطعيم قرابة سبعين بالمئة من سكان العالم لكي نتمكن من الحديث عن مستويات آمنة ومحاربة فعالة لانتشار الفيروس". وأضاف في هذا السياق "إن الطريق أمامنا طويل لكي نصل إلى مستويات من هذا القبيل، ولهذا أشدد على ضرورة الانضمام لمبادرة كوفاكس وتمويلها بشكل كامل، مقدّرا أن الأمر سيتطلب أكثر من عام لتطعيم أغلبية سكان الأرض. وتوقع أن تصل نسبة هؤلاء الذين سيتم تطعيمهم بنهاية العام القادم إلى عشرين بالمئة من سكان العالم وليس أكثر.

ولفت الانتباه إلى عدد من التحديدات التقنية لتصنيع وإتاحة اللقاح على مدى واسع من بينها أنه يأخذ بالمعدل سنتين لبناء وتجهيز معامل أو مصانع جديدة مختصة لتصنيع اللقاحات. وعبّر عن قلقه بأن الدول الغنية لم تستوعب بعد تبعات ومعنى عدم مواجهة تحدي فيروس كورونا وإتاحة اللقاح للجميع وليس فقط لمواطنيها، مؤكدا أن التوجه الأحادي واهتمام كل دولة بمواطنيها فقط سيزيد من المشكلة ولن يعالجها بشكل جذري.  

 

المساهمون