أكاديميون يناقشون واقع المجلات العلمية وآفاقها في المغرب

24 ابريل 2025
جانب من المائدة المستديرة حول المجلات العلمية في المغرب، إبريل 2025 (العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- نظّمت جامعة الحسن الثاني مائدة مستديرة في معرض الرباط للكتاب، مسلطة الضوء على خمس مجلات علمية في العلوم الإنسانية والاجتماعية، بمشاركة أكاديميين وباحثين وطلاب.
- استعرض المشاركون تجارب المجلات مثل "revue Faits de langue et société" و"بصمات"، وتحدث شعيب حليفي عن مجلة "سرود" وأهمية النقاش الأكاديمي في المغرب.
- تناولت هند تك-تك تحديات المجلة المغربية للقانون والاقتصاد، وأعلن خالد الحياني عن مبادرة مع Elsevier لدعم المجلات علمياً، وكشف المصطفى الخيدر عن "قافلة الفهرسة" لدعم الباحثين.

نظّمت جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، ضمن فعاليات الدورة الـ30 للمعرض الدولي للنشر والكتاب في الرباط، مائدة مستديرة حول المجلات العلمية في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية من خلال تسليط الضوء على خمس مجلات علمية بارزة في الجامعة: "سرود" الخاصة بالنقد الأدبي، "بصمات" من كلية الآداب بنمسيك، المجلة المغربية للقانون والاقتصاد والتدبير بعين الشق، "بحوث في العلوم الإنسانية والاجتماعية" من المحمدية، و"revue Faits de langue et société" من عين الشق. شارك في اللقاء المنعقد يوم الاثنين أكاديميون وأساتذة وباحثون وطلاب.

سيّرت اللقاء فاضمة أيت موس، المكلفة بمهمة تطوير البحث العلمي بجامعة الحسن الثاني، التي أكدت أهمية تسليط الضوء على الموضوع من خلال خمسة منشورات رائدة للجامعة، مشيرة إلى ضرورة الوقوف على مساراتها التاريخية وتجاربها في الرقمنة والتحديث.

 شدّد المصطفى الخيدر، نائب رئيس الجامعة، على دعم الجامعة للبحث العلمي من خلال تخصيص ميزانية ومشروع لإحداث "دار علوم الإنسان" التي ستعنى بالنشر وتوفير الموارد اللازمة.

المجلات العلمية في المغرب، إبريل 2025 (العربي الجديد)
الأستاذ المصطفى الخيدر، نائب رئيس الجامعة، إبريل 2025 (العربي الجديد)

فيما قدمت نادية كعواس، مديرة "revue Faits de langue et société"، تحليل ببليومتري للمجلة بمناسبة مرور عشر سنوات على تأسيسها، مستعرضة تطورها والمساهمات العلمية التي نشرتها. كما أشارت إلى تزايد الاهتمام بالمجلة، التي أصبح لها حضور دولي في مجالات مثل السياسات اللغوية والدراسات الجندرية.

من جهة أخرى، استعرضت سميرة اركيبي تجربة "بصمات" المجلة التي تأسست في الثمانينيات لكنها شهدت توقفاً بسبب تحديات مادية. وأضافت أن المجلة عادت للصدور منذ بداية الألفية الجديدة وحققت تقدماً ملموساً، مشيرة إلى ضرورة تطوير المجلة لتواكب المجلات العلمية العالمية.

المجلات العلمية في المغرب، إبريل 2025 (العربي الجديد)
الأستاذ حليفي والأستاذة اركيبي خلال اللقاء، إبريل 2025 (العربي الجديد)

أما كمال الملاخ من كلية الآداب بالمحمدية، فقد تحدث عن مجلة "بحوث في العلوم الإنسانية والاجتماعية"، التي انطلقت في منتصف الثمانينيات. وأوضح أن المجلة مرّت بثلاث مراحل رئيسية: مرحلة ازدهار حتى التسعينيات، مرحلة تحديث منذ عام 2000، والمرحلة الحالية التي تتميز بالتحول الرقمي.

من جانبه تحدث الكاتب والأستاذ الجامعي شعيب حليفي، رئيس مختبر السرديات والخطابات الثقافية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك، ورئيس تحرير مجلة "سرود"، عن أهمية فتح النقاش حول المجلات العلمية بالمغرب، معتبراً أن أبرز المجلات عبر تاريخ المغرب، كان يقف وراءها أساتذة جامعيون لم يكن هاجسهم الفهرسة أو التصنيف لأن هذا المعطى لم يكن مطروحاً آنذاك، بل كان محركهم خلق نقاش أكاديمي ومعرفي بشكل مبسط داخل المجتمع.

وأشار إلى أن المغرب يحتل الصدارة في عدد المنشورات العلمية في مجالات الآداب والعلوم الإنسانية ضمن المجلات العربية، وهو معطى ينبغي الانتباه إليه لتوحيد الجهود وإنشاء مجلات علمية مغربية قوية تُعنى بهذا الزخم المعرفي، بدل الاعتماد الدائم على المجلات الأجنبية المفهرسة.

المجلات العلمية في المغرب، إبريل 2025 (العربي الجديد)

واستعرض حليفي تجربة سرود، مجلة النقد الأدبي التي انطلقت في سنة 2018، وتميزت بنشر مقالات باللغات العربية والفرنسية، والإسبانية والإنكليزية، في مجال الدراسات النقدية الأصيلة المهتمة بمجال من مجالات النقد الأدبي، مشيراً أيضاً إلى أنها تخضع للتحكيم التخصصي المتعارف عليه في الدوريات العالمية الأكاديمية. وأوضح المتحدث أن المعايير العلمية وضوابط النشر، تمتد أيضاً لتشمل الكتب الجماعية التي يصدرها مختبر السرديات. وقال " أكثر من هذا، فإن تفكيرنا يمتد إلى الجامعة المغربية، وإلى الباحثين باعتبارهم الرهان الأساسي في إعطاء دفعة لتطوير البحث العلمي". 

وفي مداخلتها، أكدت هند تك-تك التي تلت كلمتها بالنيابة فاضمة أيت موس على التحديات التي تواجه المجلة المغربية للقانون والاقتصاد، مشددة على ضرورة مواكبة التحول الرقمي واعتماد منصات حديثة لتحسين الوصول والتصنيف. وأكد الأستاذ خالد الحياني، مدير المكتبة الجامعية محمد السقاط، التحديات التي تواجه المجلات العلمية في العلوم الإنسانية، مثل ضعف التمويل والافتقار إلى آليات احترافية في النشر الرقمي. وأشار إلى أن هذه المجلات غالباً ما تواجه أحكاماً مسبقة تقلل من أهميتها في فهم التحولات الاجتماعية والسياسية.

وأعلن المتحدث مبادرة بالتعاون مع الناشر الدولي Elsevier، لإيواء المجلات الخمس على منصة Creative Commons وتحسين حضورها العلمي. تشمل المبادرة دعم المكتبة الجامعية رقمياً، وتشكيل شبكة محكّمين، ومرافقة النشر وفق المعايير العالمية. كما كشف المصطفى الخيدر عن إطلاق "قافلة الفهرسة" والتمكين العلمي لفائدة الباحثين والطلبة في سلك الدكتوراه في العلوم الإنسانية والاجتماعية، سيتم إطلاقها مباشرة بعد استكمال هيكلة البحث العلمي بالجامعة.

المساهمون