أفغان يعانون مع توقف توزيع جوازات السفر

أفغان يعانون مع توقف توزيع جوازات السفر

13 ديسمبر 2021
طلب للحصول على جواز سفر بأفغانستان (ساردار شفق/ الأناضول)
+ الخط -

لم يتوقّع كثيرون أن تتغيّر الأحوال في أفغانستان بهذه السرعة منذ سقوط العاصمة الأفغانية كابول على أيدي حركة طالبان قبل نحو ثلاثة أشهر، ولم يكونوا مستعدين لمواجهة التبعات. من بين هؤلاء تاج محمد محسن الذي أرجأ تأمين جواز سفر خاص به. كان يرغب في الحصول عليه للسفر إلى باكستان في حال احتاج إلى العلاج هناك. إلّا أنّ سيطرة طالبان على كابول أدت إلى تعثّر توزيع الجوازات.
ويقول تاج محمد لـ "العربي الجديد": "ذهبت إلى باكستان مرتين من دون جواز سفر أو تأشيرة دخول عن طريق معبر سبين بولدك الحدودي. وكان في إمكان بعض الأفغان عبور الحدود على أساس دفع المال، وقد تأخرت في جلب جواز سفر. لكن سابقاً، كانت الأمور تسير بسلاسة. وما كنت أظنّ أنها ستتغير بهذا الشكل وهذه السرعة، لكنّ بلادنا عجيبة ويحدث فيها كلّ شيء بشكل مفاجئ. الآن، اشتد مرضي وبتّ في حاجة للسفر إلى باكستان ليس لتلقي العلاج فحسب بل للبحث عن عمل أيضاً بسبب انتشار البطالة في أفغانستان".
وكانت "طالبان" قد أوقفت عملية توزيع الجوازات في العاصمة كابول بعد سيطرتها على العاصمة في الـ 15 من شهر أغسطس/ آب الماضي، في حين أن عملية إجلاء الأفغان من البلاد كانت مستمرة. وتحاول شريحة كبيرة من الأفغان الحصول على جواز سفر للخروج من البلاد.
وفي التاسع من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، لجأت طالبان مرة أخرى إلى فتح مكتب الجوازات، وقد توافد آلاف الأفغان من كل مناطق البلاد إلى العاصمة، كونه المكان الوحيد الذي توزع فيه الجوازات. وبحسب بيانات الإدارة، كان يأتي إليه أكثر من 20 ألف شخص للحصول على جواز سفر.
ويقول المدير الجديد لمكتب الجوازات، مولوي عالم غول حقاني، إنه كان يحضر إلى الإدارة يومياً نحو 20 ألف شخص، بينما يمكن للمكتب إعطاء الجوازات لثلاثة آلاف شخص. بالتالي، لجأت إلى توقيف العملية مرة أخرى، ما ضاعف معاناة المواطن الأفغاني. ولا يتعب فقط أولئك الذين يأتون إلى مكتب الجوازات من أجل الحصول على جوازات سفر جديدة أمثال تاج محمد، بل حتى الذين يأتون من أجل تصحيح الأخطاء في جوازاتهم.

قضايا وناس
التحديثات الحية

في هذا السياق، تقول فريدة عابد، وهي من سكان العاصمة كابول، إنها تذهب منذ أسبوعين وبشكل متواصل إلى مكتب الجوازات لتصحيح اسمها. لكن الحراسة التي فرضتها قوات "طالبان" أمام المكتب تمنعها من الدخول، علماً أنها تريد السفر إلى خارج البلاد. لكنّ المعضلة الأساسية أنّ اسمها مكتوب بشكل خاطئ في جواز السفر، وقوات "طالبان" لا تسمح لها حتى بالدخول إلى المكتب.
ويعاني المواطنون من مشاكل كبيرة، وتحديداً سكان العاصمة، إذ إنّ مكتب الجوازات يواصل العمل في الداخل ويعطي جوازات السفر لمن لديه علاقات وطيدة مع "طالبان" أو يعرف أحداً في الداخل. أما الذين لا يتمتعون بنفوذ في الأوساط الحكومية، فإنهم محرومون من الحصول على جواز سفر، ولا يمكنهم الدخول إلى المكتب. 
ويقول المواطن حميد الله عبد الرشيد، الذي يحتاج إلى جواز سفر للذهاب إلى إيران، لـ"العربي الجديد" إنّ "المشكلة الأساسية هي أنّ طالبان لا تسمح لأحد بالدخول، وقد أعلنت عن توقف عملية توزيع جوازات السفر لعامة المواطنين. لكنّ المقربين لها، ومن بيدهم السلطة، يدخلون إلى المكتب إذ إنّ العمل مستمر لبعض الناس وليس لعامة المواطنين، ومنهم المرضى والراغبون في السفر لأسباب ملحة".
كذلك، يشكو الرجل التعامل القاسي والشديد لمسلحي "طالبان" حتى مع الأشخاص ذوي الاعاقة والمرضى والنساء وكبار السن، مؤكداً أنهم يضربون الناس بالعصي وأعقاب البنادق، لإبعادهم عن أمام مكتب الجوازات. ومع أنّ "طالبان" أعلنت عن توقف عملية توزيع الجوازات في العاصمة كابول لأسباب تقنية، لكنّ عامة المواطنين يرون أنّ هذا ليس سبباً، بل حاولت إدارة "طالبان" إبعاد الحشود التي جاءت من الولايات إلى العاصمة، بحجة أن عملية توزيع الجوازات قد بدأت في عدد من الولايات، ويتوجب على سكان كلّ ولاية البقاء فيها لأخذ جوازات سفرهم بدلاً من التوجه إلى العاصمة.

طلاب وشباب
التحديثات الحية

وفي الولايات، لا تختلف الأمور كثيراً عن العاصمة. وبعد أيام من إنطلاق عملية توزيع جوازات السفر في معظم الولايات، فقد توقفت مرة أخرى لأسباب غير معروفة، منها ولاية قندهار في الجنوب، وكابيسا في الشمال، وذلك بسبب الازدحام الشديد.
ويقول أحمد خان، وهو أحد سكان مدينة قندهار، لـ "العربي الجديد"، والذي يسكن حالياً في كابول، إنّه ذهب إلى قندهار لتحمل أعباء الطريق كلها من أجل الحصول على جواز السفر. لكن عند وصوله وجد أنّ العملية قد توقفت والمكتب مغلق في وجه جميع المواطنين، وها هو ينتظر أن يتابع المكتب أعماله.

المساهمون