استمع إلى الملخص
- وصفت الدكتورة ماهيم قريشي الوضع الصحي الكارثي في غزة، مشيرة إلى انهيار نظام الرعاية الصحية واستهداف مستشفى كمال عدوان.
- وثّق المتحدثون جرائم الحرب في غزة، بما في ذلك استهداف الصحافيين، وأكد الباحث خيم روجالي على دور بريطانيا في هذه الجرائم من خلال دعمها لإسرائيل.
حذّر عدد من الأطباء والعاملين في مجال الرعاية الصحية، خلال مؤتمر صحافي عُقد في لندن، من أن إسرائيل تقتل العاملين في مجال الرعاية الصحية والصحافيين في قطاع غزة بشكل منهجي، من خلال روايات شهود عيان. ونظّمت المؤتمر كل من اللجنة البريطانية الفلسطينية (BPC)، ومجتمع غزة في المملكة المتحدة (UKGC)، يوم الخميس، بهدف عرض روايات مباشرة عن الإبادة الجماعية في غزة من العاملين في مجال الرعاية الصحية وسكان غزة، حضره أيضًا بعض العائدين أخيرًا من غزة في الأسابيع القليلة الماضية، والفلسطينيين من غزة الذين يعيشون في بريطانيا.
عرض الدكتور محمد أشرف، وهو طبيب من غزة، صورًا وشهادات العديد من زملائه الذين استشهدوا أو اختطفوا منذ ذلك الحين، وقال إن أحد زملائه "يجري العمليات الجراحية من الساعة الخامسة صباحًا حتى 11 مساءً وينام من الساعة 12 حتى الرابعة. كان يفعل ذلك لأكثر من عام. ليست لديه أي معرفة بمكان وجود عائلته وزوجته وأطفاله. استشهدت والدته في هذه الإبادة الجماعية. ويواصل أداء وظيفته"، كما عرض صورًا للعديد من الزملاء الذين استشهدوا أو اختطفوا على أيدي القوات الإسرائيلية منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، وقال: "هؤلاء أشخاص حقيقيون، هذه قصص حقيقية"، واصفًا كيف اختطف الدكتور مصعب سمان من مستشفى ناصر في مارس/آذار، قائلاً إن "الجريمة الوحيدة التي ارتكبها هي التطوع لمساعدة شعبه داخل المستشفى". وأضاف "لا نعرف شيئًا عن مصعب، ولا تعرف عائلته شيئًا عنه، ولسنا متأكدين مما إذا كان لا يزال في السجن أم أنه قُتل في الظروف القاسية التي يعذبونه فيها".
ووصفت الدكتورة ماهيم قريشي، وهي جراحة أوعية دموية عادت أخيرًا من غزة، جراحات المخ التي أجريت بأدوات غير كافية لأطفال لا تتجاوز أعمارهم ثماني سنوات أصيبوا بالرصاص وأصيبوا بالشلل، وقالت عن رحلتها: "كان هناك مستشفى مصمم لاستيعاب 150 مريضًا داخليًا، وكان هناك 700 إلى 1000 مريض داخلي و3000 شخص إضافي يحتمون في المستشفى وحوله. [...] لم أعتد العواقب المترتبة على انهيار نظام الرعاية الصحية بالكامل. فقد حضر الناس متأخرين وهم يعانون من أمراض وعلل كانت قابلة للعلاج تمامًا لو تم اكتشافها في وقت سابق. وبالنسبة للعديدين منهم، بحلول الوقت الذي وصلوا فيه إلينا، كان الأوان قد فات".
وقالت هالة صباح، منسقة مشروع سمير، وهي بريطانية فلسطينية ومقيمة في لندن، إن التحديثات اليومية من مدير مستشفى كمال عدوان في شمال غزة تُظهر "كيف تتم مهاجمته بواسطة طائرات بدون طيار وطائرات رباعية المراوح تذهب إلى هناك وتقتل العاملين في مجال الرعاية الصحية والأطباء". وأضافت: "يُستهدف العاملون في مجال الرعاية الصحية. مستشفى كمال عدوان هو واحد من العديد من المستشفيات المستهدفة".
وقدّم المتحدثون في المؤتمر أدلة فيديو وصورا فوتوغرافية لم تُنشر سابقًا، توثّق جرائم الحرب في قطاع غزة، بما في ذلك المجازر والإعدامات والتدمير العشوائي للمناطق المدنية والاعتقال الجماعي والتعذيب. وكان من الأمور ذات الصلة بشكل خاص للصحافيين البريطانيين التأكيد في المؤتمر الصحافي على تعاون بريطانيا النشط في هذه الجرائم. قال خيم روجالي، الباحث الذي قدم نتائج تقرير اللجنة البريطانية الفلسطينية حول دور المملكة المتحدة في جرائم إسرائيل: "لا يتعلق الأمر فقط بتراخيص تصدير الأسلحة، ولكن أيضًا بالتعاون النشط والدعم اللوجستي والإمدادات والمهام الداعمة التي استمرت لمدة 14 شهرًا. وهذا يعني أن بريطانيا لا تفشل فقط في الوفاء بالتزاماتها بصفتها طرفًا ثالثًا بموجب القانون الدولي، بل إنها أيضًا مشاركة نشطة منذ فترة طويلة في الجرائم الموضحة اليوم".
واستهدفت إسرائيل بشكل منهجي الصحافيين في غزة، إذ استشهد أكثر من 188 صحافيًا حتى الآن، وهو ما ساهم في تعتيم إعلامي على الواقع على الأرض. وساهم هذا في التعتيم الإعلامي الكامل على الأحداث في غزة في إضافة الإفلات من العقاب والحماية التي تتمتع بها إسرائيل على الساحة الدولية، بحسب بيان للجنة البريطانية الفلسطينية. وقالت المنظمة في تقريرها السنوي: "فلسطين هي الدولة الأكثر خطورة بالنسبة للصحافيين، حيث سجلت حصيلة قتلى أعلى من أي دولة أخرى على مدى السنوات الخمس الماضية"، ووصفت عدد الضحايا بأنه "حمام دم غير مسبوق".