أطباء تونس يعتصمون ضدّ مستشفيات الموت

أطباء تونس الشبان يعتصمون من أجل إنقاذ المستشفيات وحق التلقيح ضد كورونا

03 مارس 2021
الأطباء الذين عملوا في مكافحة الجائحة لم يتقاضوا أجورهم منذ سنة (Getty)
+ الخط -

يُنفّذ الأطباء الشبان في تونس، اعتصاماً مفتوحاً في مكتب وزير الصحة من أجل إجبار السلطات على الاستماع لمطالبهم، ووضع سياسة لإصلاح القطاع الصحي الحكومي الحاضن لآلاف الأطباء الشبان وطلبة كليات الطب في مختلف محافظات البلاد.

وبدأ، أمس الثلاثاء، الأطباء الشبان اعتصاماً عقب اقتحام وزارة الصحة واحتلال قاعة الانتظار بمكتب الوزير فوزي المهدي، رافعين شعارات رافضة لما وصفوها بمستشفيات الموت التي تهدد مستقبلهم المهني.

وانطلقت تحركات الأطباء الشبان عقب وفاة زميل لهم في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، عقب سقوطه من مصعد معطّل في مستشفى حكومي بمحافظة جندوبة شمال غربي البلاد، إلى جانب تسجيل عشرات الوفيات في صفوف الأطباء جراء إصابتهم بفيروس كورونا أثناء أداء عملهم.

وقال الأطباء الشبان، إن حادثة سقوط  زميلهم الطبيب الشاب تختزل واقع الصحة العمومية في تونس والوضع المتردي الذي آلت إليه المستشفيات، معلنين الدخول في اعتصام مفتوح من أجل ضمان الحق المادي والمعنوي للطبيب الراحل وإنشاء هيئة عليا لإنقاذ الصحة العمومية.

وأكّد وجيه ذكار وهو أحد المعتصمين في مقر وزارة الصحة، أن الأطباء الشبان يواجهون وضعاً مهنياً صعباً داخل المستشفيات الحكومية يؤثر على مستقبلهم المهني والعلمي، بسبب سوء ظروف العمل، مشيرا إلى أن هذه الفئة من الأطباء ستواصل قيادة تحركات من أجل إصلاح القطاع العام حتى لا تتحول المستشفيات إلى بؤر الموت لهم ولمرضاهم.

وأفاد ذكار في تصريح لـ"العربي الجديد" بأن الأطباء الشبان يتمسكون بردّ الاعتبار لزميلهم المتوفى جراء سقوطه من المصعد في مستشفى جندوبة أثناء ممارسة مهامه، مشيرا إلى أن عائلته أوكلت حق الدفاع عن حقوقه المعنوية والمادية لزملائه الشبان.

وأضاف ذكار أن إحداث هيئة عليا لإنقاذ القطاع الصحي العمومي أصبح ضرورة ملحة قبل أن تصل المستشفيات إلى مرحلة الانهيار التام، مؤكدا أن القطاع الحكومي يقود قاطرة الطب في البلاد ويوفر التكوين لآلاف الطلبة والأطباء الشبان الذين ساهموا في مكافحة الجائحة الصحية.

وقال ذكار في سياق متصل، إن الأطباء الشبان الذين عملوا في مكافحة الجائحة الصحية بمقتضى عقود محددة في الزمن لم يتقاضوا أجورهم منذ سنة، كما تم استثناؤهم من قائمات الإطار الطبي وشبه الطبي المعني بالتلقيح ضد فيروس كورونا، مشددا على حق هذه الفئة من الأطباء في تلقي اللقاح ضد الفيروس باعتبار أنهم في الخط الأمامي لمكافحة الجائحة، بحسب تعبيره.

ويوم 8 ديسمبر /كانون الأول الماضي، شارك آلاف الأطباء التونسيين في يوم غضب عام، احتجاجاً على أوضاع المستشفيات في البلاد والتهديدات التي باتت تلاحقهم أثناء أداء عملهم من مخاطر مهنية واعتداءات بالعنف.

وقاد الأطباء انطلاقاً من كلية الطب بالعاصمة تونس مسيرة توقفت عند وزارة الصحة ومنها إلى ساحة الحكومة بالقصبة، للتعبير عن رفضهم ظروف العمل وتدهور وضع القطاع الصحي العام والوضعية المهنية والاجتماعية للأطباء.

ورفع الأطباء شعارات منها "وحدة قطاعية" و"يا شهيد ارتاح ارتاح سنواصل الكفاح" و"الصحة العمومية ثروة وطنية" و"منّع سبيطارك أنقذ حياتك"،  كما رفعوا شعار "ارحل" في وجه وزير الصحة فوزي المهدي.

المساهمون