استمع إلى الملخص
- أشار تقرير أطباء بلا حدود إلى أن التوغلات العسكرية والقيود المشددة على الحركة قلصت القدرة على الوصول إلى الخدمات الأساسية، خاصة الرعاية الصحية، مما أدى إلى تدهور الظروف المعيشية.
- وثقت منظمة الصحة العالمية 694 هجوماً على مراكز الرعاية الصحية، مما يزيد من شعور العاملين في القطاع الصحي بانعدام الأمن، وأكدت أطباء بلا حدود أن إسرائيل تتحمل التزامات قانونية لضمان وصول السكان إلى الرعاية الصحية.
حذرت منظمة أطباء بلا حدود، اليوم الخميس، من تقويض عنف قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين، وصول فلسطينيي الضفة الغربية إلى الرعاية الصحية، ودعت إلى تدخل دولي لحماية المدنيين والطواقم الطبية، وإسرائيل إلى وقف عنفها ضد الطواقم الطبية والمرضى والمرافق الصحية التي تعيق قدرة الكوادر الطبية على إنقاذ الحياة.
وبحسب تقرير للمنظمة الدولية، شهدت الضفة الغربية المحتلة تصاعداً كبيراً في استخدام القوات الإسرائيلية والمستوطنين العنف الجسدي ضدّ الفلسطينيين منذ بدء الحرب الشاملة على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. وأكّدت مقتل 870 فلسطينياً على الأقل وجرح أكثر من 7100 في الضفة الغربية بين أكتوبر/تشرين الأول 2023 ويناير/ كانون الثاني 2025.
وأورد التقرير بعنوان "إلحاق الأذى والحرمان من الرعاية الصحية": "قلّص اشتداد العنف في الضفة الغربية قدرة الفلسطينيين على الوصول إلى الرعاية الصحية الأساسية، علماً أن هذه الممارسات تشكل جزءاً من نمط قمعي ممنهج تمارسه إسرائيل، وهو ما وصفته محكمة العدل الدولية بأنه يرقى إلى العزل والفصل العنصري".
وغطى التقرير الصادر عن أطباء بلا حدود، الفترة بين أكتوبر/ تشرين الأول 2023 وأكتوبر/ تشرين الأول 2024، وتضمن مقابلات مع 38 مريضاً وعاملاً من أطباء بلا حدود، إضافة إلى فرق المستشفيات من مسعفين ومتطوعين تدعمهم المنظمة. وتحدّث عن أن التوغّلات العسكرية العنيفة والمطوّلة للقوات الإسرائيلية والقيود المشدَّدة على الحركة قلّصت القدرة على الوصول إلى الخدمات الأساسية، لا سيما الرعاية الصحية. وقد تدهور الوضع بشكل أكبر منذ إعلان وقف إطلاق النار في غزة، و"تردّت الظروف المعيشية الصعبة للكثير من الفلسطينيين الذين يدفعون أثماناً باهظة على الصعيدين الجسدي والنفسي"، وفق ما يؤكّد التقرير.
وقال منسق الطوارئ في أطباء بلا حدود، بريس دو لو فين: "يموت المرضى الفلسطينيون لأنهم غير قادرين على الوصول إلى المستشفيات، وتعترض القوات الإسرائيلية سيارات إسعاف عند الحواجز حتى أثناء نقلها مرضى في حالات حرجة، وتطوّق المرافق الطبية وتدهمها خلال العمليات العسكرية، كما تستهدف العاملين في المجال الصحي للعنف الجسدي خلال محاولتهم إنقاذ حياة الناس".
وأشارت أطباء بلا حدود إلى أنه بين أكتوبر 2023 وديسمبر 2024، رصدت منظمة الصحة العالمية 694 هجوماً على مراكز الرعاية الصحية والعاملين فيها في الضفة الغربية، ومحاصرة مستشفيات ومرافق للرعاية الصحية، وقالت إنّ "العاملين في القطاع الصحي يشعرون بانعدام الأمن لأنهم يتعرضون في شكل متكرر لمضايقات والاحتجاز والإصابات وحتى القتل".
ونقلت عن مسعف في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني التي تدعمها أطباء بلا حدود، قوله إن "القوات الإسرائيلية حاصرت نقاط المعالجة المؤقتة في طوباس، وأغلقت مداخلها، رغم أنه كان واضحاً جداً أن المبنى طبي، كما أمرت 22 مسعفاً بالخروج من مركز الاستقرار، وأطلق جنودها النار داخل المبنى وخارجه ما أتلف الإمدادات وألحق أضراراً بمركز الاستقرار".
وشددت أطباء بلا حدود على أن الأوضاع تزداد قساوة في مخيمات طولكرم وجنين والمناطق النائية وضواحي المدن مثل جنين ونابلس، إذ يُجبر مصابون بأمراض مزمنة، مثل أولئك الذين يحتاجون إلى غسيل الكلى بانتظام، على البقاء في منازلهم بسبب العقبات الكبيرة التي تمنع وصولهم إلى الرعاية الصحية.
أيضاً أشارت أطباء بلا حدود إلى أن "عنف المستوطنين والتوسّع المستمر في المستوطنات عرّض الكثير من الفلسطينيين لمزيد من العنف وسط خشية من التنقل في أنحاء الضفة الغربية". ووفقاً لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية شن المستوطنون الإسرائيليون 1500 هجوم على الأقل على الفلسطينيين بين أكتوبر 2023 وأكتوبر 2024. وأكدت أطباء بلا حدود ان إسرائيل تتحمّل، باعتبارها سلطة قائمة بالاحتلال، التزامات قانونية بموجب القانون الدولي لضمان إمكانية وصول السكان إلى الرعاية الصحية وحماية العاملين في المجال الطبي، وأشارت إلى أن نظام الرعاية الصحية في الضفة الغربية يواجه ضغطًا هائلًا يجبره على العمل في حالة طوارئ دائمة.