"أطباء بلا حدود" تعلّق أنشطتها في مخيم زمزم بشمال دارفور وسط تصاعد المعارك

24 فبراير 2025
دخان يتصاعد من مخيم زمزم في ولاية شمال دارفور، السودان، 12 فبراير 2025 (إكس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- علّقت منظمة "أطباء بلا حدود" أنشطتها في مخيم زمزم بشمال دارفور بسبب تصاعد العنف، مما جعل تقديم المساعدة الطبية مستحيلاً في ظل الظروف الخطرة، حيث يعاني المخيم من أزمة إنسانية حادة وانتشار المجاعة.
- وفاة 11 مصاباً في مستشفى المنظمة، بينهم خمسة أطفال، بسبب عدم القدرة على تقديم العلاج المناسب، وتعرض سيارات الإسعاف لإطلاق نار، مما زاد من صعوبة نقل المرضى.
- عبّرت المنظمة عن قلقها إزاء سلامة موظفيها والنازحين، مؤكدة استمرار إدارة أنشطة الطوارئ في مدينة طويلة والبحث عن طرق لمساعدة الناس دون تعريض موظفيها للخطر.

وسط تصاعد أعمال العنف في مخيم زمزم الواقع في ولاية شمال دارفور غربي السودان، علّقت منظمة "أطباء بلا حدود" أنشطتها، علماً أنّ المجاعة تنتشر في هذا المخيم الذي يؤوي نحو نصف مليون هجّرتهم الحرب في البلاد. وأعلنت المنظمة ذلك في بيان نشرته اليوم الاثنين، شارحةً أنّ "التصعيد الحالي للهجمات والقتال في داخل مخيم زمزم للنازحين وحوله (...) يجعل من المستحيل على منظمة أطباء بلا حدود مواصلة تقديم المساعدة الطبية في مثل هذه الظروف الخطرة". وكانت منظمة الصحة العالمية قد أفادت، قبل أيام، بأنّ الحرب المتواصلة في السودان منذ نحو عامَين، بين الجيش وقوات الدعم السريع، جرّت البلاد إلى "أزمة إنسانية غير مسبوقة". 

وأوضحت المنظمة غير الحكومية أنّها مجبرة على هذه الخطوة الصعبة، وأفادت بأنّ "على الرغم من انتشار الجوع على نطاق واسع والاحتياجات الإنسانية الهائلة، ليس لدينا خيار سوى اتّخاذ قرار بتعليق كلّ أنشطتنا في المخيم، بما في ذلك (وقف العمل في) المستشفى الميداني" التابع لها. ولفتت إلى أنّ فرقها في مخيم زمزم الواقع بالقرب من مدينة الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور، استقبلت، في الأسابيع الثلاثة الأولى من فبراير/ شباط الجاري، 139 جريحاً في المستشفى الميداني، يعانون بمعظمهم من إصابات بطلقات نارية وشظايا مقذوفات.

وشدّدت منظمة "أطباء بلا حدود"، في بيانها الصحافي نفسه، على أنّه "لا يمكن لمرفق أطباء بلا حدود المصمّم للمساعدة في معالجة أزمة سوء التغذية الهائلة التي يشهدها المخيم، الذي أُعلن أنّه يمر بظروف مجاعة وفقاً للتصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي في العام الماضي، توفير جراحة للأشخاص المصابين بحالات حرجة" نتيجة القصف والقتال.

وأفاد رئيس بعثة المنظمة في السودان يحيى كليلة بأنّ "11 مصاباً (توفّوا) أثناء وجودهم في مستشفى أطباء بلا حدود، خمسة منهم أطفال، لأنّنا لم نتمكّن من علاجهم بشكل صحيح ولا إحالتهم إلى المستشفى السعودي؛ المرفق الوحيد الذي يتمتّع بالقدرة الجراحية في الفاشر القريبة". أضاف في البيان الصحافي: "في يناير/ كانون الثاني 2025 وديسمبر/ كانون الأول 2024، تعرّضت سيارتا إسعاف تابعتان لنا، تحملان مرضى من المخيم إلى الفاشر، لإطلاق نار". أضاف أنّ "الأمر صار أكثر خطورة الآن"، ونتيجة ذلك، فإنّ "كثيرين من الناس، بمن فيهم المرضى الذين يحتاجون إلى جراحات بسبب إصاباتهم الحربية أو حالات الولادة القيصرية الطارئة، محاصرون في مخيم زمزم".

ووصف كليلة "إيقاف مشروعنا في خضمّ كارثة متفاقمة في مخيم زمزم" بأنّه "قرار مؤلم"، لافتاً إلى أنّه "خلال أكثر من عامَين، بذلت فرقنا قصارى جهدها لتوفير الرعاية رغم كلّ الصعاب؛ على الرغم من الحصار ونقص الإمدادات والتحديات الأخرى المتعدّدة". وتابع أنّ "أطباء بلا حدود" دعت إلى "استجابة إنسانية موسعة وانتظرتها، لكنّها لم تتحقق". وأكملت: "مع احتدام معركة الفاشر ووصولها الآن مباشرة إلى مخيم زمزم، لا يتوفّر حالياً الحدّ الأدنى من الظروف الأمنية لنا للبقاء".

وأكد رئيس بعثة "أطباء بلا حدود" في السودان أنّ "القرب الشديد من العنف، والصعوبات الكبيرة في إرسال الإمدادات، واستحالة إرسال موظفين ذوي خبرة لتوفير الدعم الكافي، وعدم اليقين بشأن طرق الخروج من المخيم لزملائنا والمدنيين"، كلّ ذلك "لا يترك لنا خيارات كثيرة".

تجدر الإشارة إلى أنّ مخيم زمزم، الذي يستقبل نحو 500 ألف شخص بحسب منظمة "أطباء بلا حدود"، وصل إليه أخيراً وافدون جدد يقيمون في "المدارس أو المباني المجتمعية أو تحت الأشجار في العراء". وقد أخبر هؤلاء فرق المنظمة عن "حوادث إضرام النار في المنازل والنهب والعنف الجنسي والقتل والضرب وغيرها من الانتهاكات في القرى التابعة للفاشر، وكذلك على طرقاتها المحلية". كذلك، "وصلت مئات العائلات إلى مدينة طويلة"، بحسب المنظمة، وكان أفرادها "يأتون حفاة بعد أن تركوا كلّ شيء وراءهم وهربوا من العنف المروّع في طريقهم".

وقد عبّرت المنظمة عن "قلق عميق" إزاء "سلامة موظفيها ومئات آلاف الأشخاص في مخيم زمزم"، ولفتت إلى أنّها تواصل في شمال دارفور "إدارة أنشطة الطوارئ في مدينة طويلة مع البحث عن كلّ طريقة ممكنة لمساعدة الناس في مخيم زمزم ومدينة الفاشر من دون تعريض موظفينا لمستويات خطر غير مقبولة".

المساهمون