استمع إلى الملخص
- أثار سقوط الأسد تساؤلات حول السياسات الإيرانية، مع تعبير البعض عن السعادة بانتهاء دعم نظام مستبد، وقلق آخرين من تداعياته على الاقتصاد الإيراني، مع استبعاد حدوث احتجاجات داخلية.
- دافعت بعض الأصوات عن الحضور العسكري الإيراني في سوريا لمحاربة داعش، مشيرة إلى أن دعم الأسد كلف إيران كثيراً، مما يستدعي التركيز على الأزمات الداخلية.
تابع الإيرانيون باهتمام كبير التطورات السورية منذ سيطرة فصائل المعارضة على حلب وتقدمها نحو دمشق، ترقباً لما ستؤول إليها استثمارات بلادهم السياسية والعسكرية هناك، وتداعياته على إيران ودورها في المنطقة. قبل سقوط نظام بشار الأسد في سورية، كانت التوجهات مختلفة في الداخل الإيراني، فبينما كانت القوى المحافظة تتبنى الموقف الرسمي، أبدى الإصلاحيون انتقادات بين الحين والآخر، وانسحب هذا على الشارع. أما المعارضة الإيرانية، سواء في الداخل أو الخارج، فكان موقفها مغاير لكل ما تتبناه السلطات الإيرانية تجاه سورية.
بعد سقوط الأسد، تراوحت الآراء بين ترحيب وفرح، وتساؤلات ومخاوف بشأن ما بعد هذا السقوط، وما إذا كان يشكل باكورة تطورات أكثر سخونة، في ظل أنباء عن استعدادات إسرائيلية لضرب منشآت إيران النووية.
يقول رضا إيزي لـ"العربي الجديد"، إن "انهيار نظام بشار الأسد يكتسب أهمية كبيرة بالنسبة لإيران، والتي فقدت أحد مواقعها المهمة في البحر المتوسط. إيران وجبهة المقاومة تتضرران كثيراً بهذا الحدث، كما أنها استثمرت اقتصادياً، وكل ذلك ذهب سدى".
في المقابل، يؤكد وحيد نادر لـ"العربي الجديد" أنه "سعيد بسقوط بشار الأسد، وكان ينبغي أن يحدث ذلك قبل سنوات، إذ إن الشارع السوري لم يكن يريده. الشعب السوري، وفي ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة والعقوبات الاقتصادية والقمع والويلات، لم يكن مستعداً للدفاع عنه، وقد استقبل فصائل المعارضة بحفاوة. من الطبيعي أن يعود هذا السقوط بالضرر على إيران التي فقدت أحد حلفائها الأساسيين".
من جانبه، قال رئيس السلطة القضائية الإيرانية، غلام حسين محسني إيجئي، في التاسع من الشهر الحالي، لوكالة "فارس" للأنباء: "يمكن أن يسعى العدو إلى خلق اضطرابات ويمكن أن تزداد الشيطنة خلال هذه الأيام. المتآمرون يقصدون إحداث اضطرابات ومشاكل من خلال عملية نفسية ونشر الأكاذيب عبر الفضاء الافتراضي ومختلف المنابر".
إلى ذلك، يقول داود رضوي لـ"العربي الجديد" إن "التغيير في سورية يشكل حافزاً للمعارضين، ويزيد التساؤلات بشأن السياسات الإيرانية، ومن شأنه أن يفاقم الأوضاع". لكنه يستبعد أن "ينسحب على الداخل الإيراني من خلال اندلاع احتجاجات، لأن المعارضة غير موحدة، وغير قادرة على قيادة أي حركة احتجاجية في الوقت الراهن. في الوقت نفسه، ليس مستبعداً أن تشعل الأزمة الاقتصادية المتفاقمة والغلاء الفاحش المستشري في البلاد احتجاجات خلال الفترة المقبلة، على غرار ما حصل في السنوات الماضية".
من جهتها، تعرب المواطنة آيناز عن فرحتها الكبيرة بسقوط النظام السوري، قائلة لـ"العربي الجديد" إن "مشاهدة نا ينشر عن السجون السورية، وتعذيب وإعدام السجناء تدمي قلب كل إنسان، ولا يمكنني إلا أن أسعد برحيل مثل هذا الديكتاتور الذي كان سقوطه مسألة وقت. لا أعرف كيف كنا ندعم هذا النظام؟".
من جانبه، يؤكد رضا غريبي أن "النظام السوري كان كغيره من الأنظمة الاستبدادية في المنطقة، وإسقاطه لم يكن بمحض إرادة شعبه، بل كان نتيجة مساومة إقليمية ودولية، والخطر يكمن هنا"، مضيفاً لـ"العربي الجديد" أن "إسرائيل كانت طرفاً في ذلك، واليوم تتصرف بحرية تامة في سورية، وتضرب أي مكان وقتما تشاء. بالتالي، من المبكر القول إن ما حصل من تغيير سيعود بالنفع على الشعب السوري".
أما إدريس جوان زادة، فينظر إلى سقوط بشار الأسد من منظور اقتصادي، لافتاً إلى أنه يعود بالنفع على الشعب الإيراني، "إذ سقط أحد مبررات ذهاب الأموال إلى سورية، بينما نحن في الداخل في أمس الحاجة إليها في ظل الأزمة الاقتصادية. أتمنى أن ينتهي صرف الأموال بالخارج، وأن تركز السلطات على الداخل لحل المشاكل والأزمات، وخصوصاً الاقتصادية".
ويقول محسن طبطبايي لـ"العربي الجديد"، إن "أسباب فرحة الإيرانيين بسقوط الأسد تعود إلى انطباعهم عنه كمستبد، إضافة إلى امتعاضهم من حضور قوات إيرانية هناك، فضلاً عن الإنفاق في سورية".
ويرى حسين عبدوي أن دعم الأسد منذ أكثر من عقد "كلّف إيران كثيراً في سمعتها بين الشعوب، وفي أموالها التي يقال إنها بلغت نحو 30 مليار دولار، وسقوطه جعل الاستثمارات الاقتصادية والسياسية في مهب الريح، وانقطع الممر البري لإرسال السلاح إلى حزب الله. على الساسة الإيرانيين استخلاص الدروس مما حصل".
في المقابل، تدافع زهراء رافعي عن الحضور العسكري الإيراني في سورية، قائلة إن القوات كانت هناك من أجل محاربة داعش، وتعزيز محور المقاومة، وليس الدفاع عن الأسد، مشيرة إلى أنه "لولا هذا الوجود الإيراني ما تمكّن حزب الله من الوقوف في وجه الكيان الصهيوني. كان على إيران أن تقنع الأسد بإصلاحات جادة في بلاده، لكنه لم يفعل ذلك وهرب".