"أسطول الحرية" يجسّد صلابة مادلين "بنت البحر الغزّاوية"

بيروت

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
07 يونيو 2025   |  آخر تحديث: 11 يونيو 2025 - 02:07 (توقيت القدس)
مادلين كُلّاب.. صيادة فلسطينية سُمّي على اسمها أسطول الحرية
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- رمز للصمود والمقاومة: مادلين كُلاب، الشابة الفلسطينية من غزة، أصبحت رمزًا للمقاومة المدنية بفضل صمودها أمام الاحتلال الإسرائيلي وتحديها للفقر والعادات المجتمعية، حيث بدأت الصيد منذ طفولتها وأصبحت معيلة للأسرة بعد مرض والدها.

- التحديات والإنجازات: واجهت مادلين تحديات كبيرة، لكنها أصبحت الصيادة الوحيدة وسباحة الإنقاذ المعتمدة في غزة، وأسست مشروع "مادلين للسياحة والصيد" بعد تخرجها من برنامج "فلسطينية" لإدارة الأعمال.

- سفينة "أسطول الحرية": تكريمًا لمادلين، أطلق النشطاء اسمها على سفينة مساعدات إنسانية تابعة لـ"أسطول الحرية"، التي أبحرت نحو غزة لكسر الحصار، مجسدة الصوت العالمي الرافض للظلم.

تكريماً لصمود الشابة الفلسطينية مادلين كُلاب أمام همجية الاحتلال الإسرائيلي وتحدّيها للفقر والجوع والعادات المجتمعية في قطاع غزة، اختار النشطاء المشاركون في اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، إطلاق اسم "مادلين" على سفينة المساعدات الإنسانية التابعة لـ"أسطول الحرية".

مادلين، التي اشتهرت بأنها أول وأصغر صيادة أسماك في قطاع غزة، تحوّلت قصة كفاحها إلى رمز للمقاومة المدنية الفلسطينية في وجه الحصار الإسرائيلي والظروف الاقتصادية القاسية في القطاع. وبحسب منظمة "العربية لحماية الطبيعة"، بدأت مادلين رحلتها مع البحر وهي طفلة تمارس هواية الصيد رفقة والدها محمد، أحد صيادي غزة المعروفين، لكن هوايتها تحولت إلى مهنة في عمر الثالثة عشرة بعد مرض والدها الشديد وإصابته بالشلل وتوقفه عن العمل، ما دفعها لتحمل المسؤولية وإعالة أسرتها، لأنها كانت الابنة الأكبر بين أشقائها.

وتضيف مادلين أنها واجهت صعوبة بالغة في البداية، "فقد كانت المسؤوليةُ عن القارب تماماً مسألة كبيرة، لكنّنا كنّا بحاجة ماسة للمال للبقاء على قيد الحياة، واضطررتُ إلى تعريض حياتي للخطر حتى نتمكن من العيش". الشابة الفلسطينية التي ورثت هذه المهنة عن والدها، عُرفت بـ"بنت البحر"، كونها أمضت معظم حياتها في البحر، حتى إنّ البعض أطلق عليها لقب "الريّس"، كونها تفهم في كل مجالات الصيد، وتسعى دوماً لمساندة عائلتها وزوجات الصيادين الطامحات إلى مساعدة أزواجهنّ.

واصلت مادلين دراستها بجانب عملها في البحر، واجهت العادات المجتمعية والسفن الحربية الإسرائيلية، والانتهاكات المتكرّرة بحقها، لكنّها لم تستسلم بل ازدادت قوة ولم تتخلَّ عن عشقها للصيد والبحر ومواجهة الأمواج العاتية وغدرها. تُلقي مادلين شباك الصيد بعزمٍ وثباتٍ، لتجسّد بذلك صلابة أهالي غزة وقدرة الشعب الفلسطيني على الصمود في أرضه.

مادلين، الصيادة الوحيدة في غزة، بالإضافة إلى كونها سباحة الإنقاذ المعتمدة الوحيدة، كانت منذ بداياتها في المهنة، تبحر في قارب التجديف، وكان والدها ينتظرها على الشاطئ. وها هي اليوم تواصل رفقة زوجها خضر، تمسّكها بإرادة الحياة وكسر الحصار البحري وتخطّي المفاهيم المجتمعية الظالمة بحق النساء، وتعرب عن فخرها بمهنتها وبما أتقنته بعد تخرّجها من برنامج "فلسطينية" لإدارة الأعمال، حتى صارت صاحبة مشروع "مادلين للسياحة والصيد".

وكان والد مادلين استشهد في غارة جوية معادية قرب منزلهم في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، ما دفع بالعائلة إلى النزوح نحو خان يونس، رفقة مادلين، التي كانت حاملاً في شهرها التاسع، قبل أن ينتقلوا إلى رفح ثم إلى دير البلح، ثم النصيرات. وبعد سماح الجيش الإسرائيلي للنازحين، بالعودة شمالاً، في يناير/كانون الثاني 2025، عادت مادلين وعائلتها إلى ما تبقى من منزلهم في غزة.

تتحدى السياسات الظالمة (اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة)
تتحدى السياسات الظالمة (اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة)

أما سفينة "أسطول الحرية" فقد أبحرت في الأول من يونيو/حزيران الجاري، من إيطاليا وباتت قبالة سواحل مدينة مرسى مطروح المصرية، وتواصل الإبحار نحو القطاع المحاصر، في إطار جهود دولية جديدة لكسر الحصار الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة. وفي منشور عبر منصة "إكس"، أوضحت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة أن "السفينة تقترب تدريجياً من سواحل غزة، ومن المتوقع أن تصل خلال الساعات الـ48 القادمة"، محذرة من أن "الساعات القادمة حاسمة وحرجة"، وفق "الأناضول". وفي صفحتها على "الفيسبوك"، كشفت اللجنة أنه من المتوقع أن تعترض البحرية الإسرائيلية سفينة الاحتجاج التابعة لـ"أسطول الحرية"، في خطوة تعكس إصرار الاحتلال على خنق غزة ومنع أي صوت حر من الوصول إليها، وسط حصار يستمر منذ أكثر من 17 عاماً، ورغم إعلان الاحتلال مراقبته مسار السفينة واستعداده لاعتراضها أو سحبها إلى ميناء أشدود، إلّا أن "مادلين" تواصل رحلتها بعزم، مجسدة الصوت العالمي الرافض للحصار والظلم، ومدافعة عن الحق الإنساني في الحرية والحياة الكريمة.

وتحمل السفينة على متنها مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة، بينها معدات طبية قد تساعد في إغاثة القطاع الصحي الذي دمرته إسرائيل خلال أكثر من 20 شهراً من الإبادة الجماعية التي لا تزال تمارسها في القطاع، ويقود السفينة 12 مدافعاً دولياً عن الحقوق الإنسانية، عدد كبير منهم من فرنسا؛ وبعضهم سبقت له المشاركة ضمن أسطول الحرية وتعرّض للاعتقال على يد الاحتلال الإسرائيلي.

ذات صلة

الصورة
سفينة حنظلة تنطلق في رحلة لكسر الحصار عن غزة (منصة إكس)

سياسة

انطلقت سفينة حنظلة من شواطئ إيطاليا باتجاه غزة، الأحد، في محاولة جديدة من تحالف أسطول الحرية لكسر الحصار الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي على القطاع.
الصورة

سياسة

اقترح الطيارون إلقاء ما زاد من الذخائر المحمولة الفائضة معهم على أنحاء مختلفة من قطاع غزة، بذريعة مساعدة القوات البرية في مناورتها شمال غزة وخانيونس
الصورة
صحافيتان فلسطينيتان أمام مستشفى ناصر في خانيونس، 18 يناير 2025 (دعاء الباز/ الأناضول)

منوعات

تستهدف إسرائيل الصحافيات الفلسطينيات في الفضاء الرقمي عبر المراقبة والاعتقال والتحريض فقط لأنّهن يوثّقن ما يجري على الأرض، في ظل غياب آليات لحمايتهن.
الصورة
آثار حرق المستوطنين منزلاً في مسافر يطا، 27 يونيو 2025 (مصعب شاور/فرانس برس)

سياسة

صعّد المستوطنون وجيش الاحتلال الإسرائيلي من وتيرة الاعتداءات الاستيطانية في مناطق متفرقة من مسافر يطا جنوبي الخليل، جنوبي الضفة الغربية.
المساهمون