استمع إلى الملخص
- فيليبس يرى أن اعتقال رميساء يعكس القمع المتزايد لحرية التعبير في الجامعات الأميركية، مشيرًا إلى استخدام اتهامات معاداة السامية لإسكات المنتقدين لسياسات إسرائيل، مؤكدًا أهمية حرية الفكر والتعبير.
- اعتقال رميساء جاء ضمن حملة لإلغاء تأشيرات الطلاب الأجانب المؤيدين لفلسطين، حيث ألغت الولايات المتحدة تأشيرات أكثر من 300 طالب، مما أثار قلقًا حول حقوق الإنسان وحرية التعبير.
وصف الأستاذ في جامعة بوسطن الأميركية، ناثان فيليبس، إضرابه عن الطعام بأنه "صرخة ضد القمع"، وذلك تضامناً مع الطالبة التركية رميساء أوزتورك التي اعتقلتها السلطات الأميركية أواخر مارس/آذار الماضي بسبب تأييدها لفلسطين، واحتجاجًا على ما يصفه بانتهاكٍ لحرية التعبير وخرقٍ للدستور الأميركي.
قرار فيليبس جاء بعدما أزالت إدارة الجامعة عدة مرات لافتة كان قد علّقها على نافذة مكتبه في الطابق الرابع من مبنى الجامعة وسط مدينة بوسطن، كتب عليها "أطلقوا سراح رميساء". وفي حديث لـ"الأناضول"، داخل مكتبه في الحرم الجامعي الرئيسي، قال فيليبس إنه في آخر مرة أعاد فيها تعليق اللافتة، وضع داخل المكتب ورقة كتب عليها: "إذا أُزيلت اللافتة مجددًا، سأبدأ إضرابًا عن الطعام". وبعدما لاحظ اختفاء اللافتة مجددًا الثلاثاء في 15 إبريل/نيسان الجاري، نفذ قراره، موضحًا أنه يواصل مزاولة عمله الأكاديمي بشكل طبيعي، ويساعده في ذلك تناول السوائل ومحلّيات خالية من السكر وبعض الأعشاب، لكنه يمتنع تمامًا عن تناول الطعام.
Today, Boston University Professor Nathan Phillips shared an update on his hunger strike and accused BU of suppressing free speech.
— Stu (@thestustustudio) April 18, 2025
He recounted his outrage over the detainment of Tufts student Rumeysa Ozturk, saying, “I was as horrified as so many of us to see masked agents… pic.twitter.com/N43m0DGhZ2
صرخة ضد القمع المتزايد في أميركيا
وذكر فيليبس أن قرار الإضراب جاء رد فعل على إزالة لافتة "أطلقوا سراح رميساء" من نافذة مكتبه، مضيفًا أن عميد كلية الآداب والعلوم أخبره في اجتماع خاص بأن "إزالة الشعارات السياسية عن نوافذ المباني الجامعية جزء من سياسة الجامعة". لكن فيليبس رأى أن إزالة اللافتة أمر لا يمكن فصله عن قضية حرية التعبير وحرية الرأي، مؤكدًا أن التضييق على رميساء يعني تضييقًا على حقوقه هو أيضًا. وقال: "من هذا المنطلق، فإن الهجوم على حرية رميساء، هجوم على حريتي الشخصية".
فيليبس: الهجوم على حرية رميساء هو هجوم على حريتي الشخصية
كذلك أشار إلى أن احتجاجه لا يقتصر فقط على سياسة جامعته، بل "يمثل صرخة ضد القمع المتزايد لحرية التعبير في الجامعات وفي جميع أنحاء الولايات المتحدة"، لافتًا إلى أن اعتقال رميساء أوزتورك بالطريقة التي حدثت بها، شكّل صدمة له ولكثيرين في بوسطن وفي أنحاء البلاد. وقال: "أن تُعتقل طالبة بسبب مقال كتبته في صحيفة جامعية، وسحبها واختفاؤها بطريقة تنتهك الدستور، هذا لم يكن يخطر ببالي أبدًا أن يحدث في بلدي". وأضاف أن ذلك الاعتقال يشكل خرقًا للمادة الأولى من الدستور الأميركي التي تكفل حرية التعبير، والمادة الخامسة التي تضمن الحق في المحاكمة العادلة.
ولفت فيليبس إلى أن الاتهامات بـ"معاداة السامية" باتت تُستخدم خارج سياقها الحقيقي، حيث تحولت سلاحًا لإسكات المنتقدين لسياسات إسرائيل، خصوصًا في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية. وقال إن "معاداة السامية" الحقيقية موجودة فعلًا"، لكنه استدرك بأن "استخدام المصطلح لتجريم الآراء المؤيدة للفلسطينيين يُعدّ خطرًا على حرية التعبير". وأضاف: "حين أعلنت أميركا الحرب على العراق، كان بإمكاننا التعبير عن رفضنا للاجتياح، وهذا جوهر حرية الفكر. وانتقاد سياسات نتنياهو في غزة لا يعني أبدًا أنك معادٍ لليهود".
الأستاذ الجامعي عبّر عن استيائه من إلغاء السلطات تأشيرات عدد من الطلاب الأجانب "دون مبررات قانونية"، مؤكدًا أن بعض طلاب جامعته تعرّضوا للإجراء ذاته. وأضاف أن "حالة الخوف التي باتت تخيّم على الحرم الجامعي ومجتمعات الطلاب تُثير قلقًا عميقًا". وعند باب مكتبه، علّق فيليبس صورًا لكلّ من رميساء أوزتورك والطالب محمود خليل من جامعة كولومبيا، كذلك يحتفظ بلافتة "أطلقوا سراح رميساء" على أمل أن يتمكّن يومًا ما من تعليقها مجددًا بحرّية تامّة.
الأستاذ الجامعي سبق أن خاض إضرابين عن الطعام، استمر الأول 14 يومًا، والثاني 7 أيام، احتجاجًا على قضايا بيئية في ضواحي بوسطن. واليوم، يؤكد أنه سيواصل الإضراب عن الطعام طالما سمحت له صحته، حتى يُفرَج عن رميساء أوزتورك ومحمود خليل ومحسن مهدوي، اللذين اعتُقلا أيضًا على خلفية مواقف مؤيدة لفلسطين.
ومساء 25 مارس/آذار الماضي، اعتقل 6 ضباط مقنّعون من وكالة الهجرة والجمارك، الطالبة أوزتورك في أثناء توجهها إلى إفطار رمضاني مع أصدقائها. ويومها، ذكر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أن بلاده ألغت تأشيرة أوزتورك وتعتزم ترحيلها من الولايات المتحدة. وكان روبيو قد قال إن بلاده ألغت تأشيرات أكثر من 300 طالب أجنبي وصفهم بأنهم "مؤيدون لحماس" و"مجانين" (ضد إسرائيل). فيما أصدرت قاضية فيدرالية أميركية في 5 إبريل/نيسان الجاري، أمرًا بوقف ترحيل الطالبة التركية، وقضت باستمرار محاكمتها بولاية فيرمونت بناءً على طلب تقدم به محاموها. وقالت قاضية مقاطعة ماساتشوستس دينيس كاسبر، في تقرير أعدته بعد مراجعة التماسات المحامين مساء 4 إبريل، إن من المناسب مواصلة محاكمة أوزتورك المحتجزة في لويزيانا.
جدير بالذكر أن واشنطن تقدم دعمًا غير محدود لإسرائيل في الإبادة التي ترتكبها بحق الفلسطينيين منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، التي خلّفت أكثر من 168 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
(الأناضول)