أزمة المياه تزداد سوءاً في اللاذقية السورية

أزمة المياه تزداد سوءاً في اللاذقية السورية

19 فبراير 2022
برك مياه الزينة جفّت كذلك في اللاذقية (سيرغي بوبيليف/ Getty)
+ الخط -

وعدت حكومة النظام السوري بحلّ أزمة المياه في محافظة اللاذقية في أغسطس/ آب الماضي، لكنّها ازدادت سوءاً في الفترة الأخيرة، ووصلت مدّة انقطاع المياه عن أحياء في مدينة اللاذقية وأحياء في مدينة جبلة إلى أسبوع كامل.

وتُعَدّ الأزمة قديمة ومتجذّرة في المحافظة الغنيّة بالمياه. ويؤكد الناشط حسام الجبلاوي لـ"العربي الجديد"، اليوم السبت، أنّ "مشكلة المياه ليست مشكلة حديثة، ومنذ أشهر عدّة تعاني أحياء مدينة اللاذقية ومدينة جبلة وعموم مناطق محافظة اللاذقية من جرّاء انقطاعات طويلة للمياه. وقد ازداد الانقطاع أخيراً ليمتدّ لمدّة أسبوع، على الرغم من كون اللاذقية غنيّة بالمياه وتضمّ نبع السنّ، من أغزر ينابيع سورية بالماء".

يضيف الجبلاوي أنّ "بلدية جبلة كانت قد أعلنت أنّ كلّ منطقة سوف تُزوّد بالمياه ليوم واحد، وفي اليوم التالي تُقطع عنها. لكنّه لم يتمّ الالتزام ببرنامج التقنين هذا، وثمّة شكاوى دائمة من أحياء المدينة بخصوص انقطاع المياه".

ويؤكّد خالد، أبو محمد، المقيم في حيّ الفيض بمدينة جبلة، لـ"العربي الجديد"، أنّ "المياه تنقطع في الحيّ لفترات طويلة تصلّ إلى أسبوع، وهذا ما يضع سكان الحيّ في أزمة حقيقية، مع صعوبة توفيرهم المياه". يضيف أبو محمد الذي تحفّظ على ذكر اسمه كاملاً لدواع أمنية: "نبقى أحياناً مدّة أسبوع من دون مياه، ونستعيض عن مياه الشبكة بمياه الصهاريج أو نجلب كميات منها من بيوت أقارب لنا في المدينة تصل إليهم المياه"، لافتاً إلى أنّهم يقتصدون في "استخدام مياه الصهريج، فسعر الصهريج الواحد يبلغ 15 ألف ليرة سورية (نحو 30 دولاراً أميركياً)". 

من جهته، يقول خضر حمدي، وهو من سكان مدينة اللاذقية، لـ"العربي الجديد"، إنّ "النظام يربط المسألة بقضية الكهرباء، فمؤسسة المياه تلقي اللوم على مؤسسة الكهرباء، والأخيرة تلقي اللوم على الأولى لجهة مواعيد تقنين الكهرباء. وتقول إنّها تغذّي المضخّات بالكهرباء، والمواطن كالعادة ضحية التقاذفات وتبريرات النظام". ويلفت إلى أنّ "أحياء الصليبة والكورنيش والمستودعات تعاني من انقطاع المياه منذ أكثر من خمسة أيام".

وكان النظام قد سلّم شركة روسية أخيراً مشاريع مياه في الساحل. لكنّ شبكة المياه في عموم المحافظة سيئة جداً، ويُسجّل فيها تسريب كبير للمياه، وهي منذ سنوات بحاجة إلى عملية تجديد كاملة. كذلك، فإنّ الضخّ ضعيف في العادة، ولا يصل إلى بعض المناطق، منها حيّ الفيض في جبلة الذي تُعَدّ شبكته قديمة جداً، والأمر مماثل بالنسبة إلى ريف اللاذقية.

وكان مدير الشركة العامة للكهرباء في محافظة اللاذقية جابر العاصي قد صرّح، في أغسطس/آب الماضي، في حديث لشبكة "شام إف إم" المحلية الموالية للنظام، بأنّ أزمة المياه سوف تُحَلّ، وسوف يصير في إمكان المواطنين القاطنين في طبقات عالية تشغيل مضخّات المياه فترات أطول. لكنّ ذلك لم يحصل، والمشكلة ما زالت تتفاقم مع مرور الوقت.

المساهمون