استمع إلى الملخص
- يواجه سائقو النقل العام تحديات كبيرة بسبب ارتفاع تكاليف التشغيل، مما يدفعهم لتقليل عدد الرحلات أو التوقف عن العمل، حيث لا تغطي التعرفة الحالية التكاليف الأساسية.
- يأمل المواطنون في تحسين البنية التحتية لتخفيف الازدحام المروري، حيث أصبحت أزمة المواصلات تحدياً يهدد استقرار الحياة الاقتصادية والاجتماعية في دمشق.
تعاني العاصمة السورية دمشق أزمة مواصلات خانقة، تفاقمت بشكل كبير في السنوات الأخيرة بسبب ارتفاع أسعار المحروقات، وقلة وسائل النقل العامة، والاكتظاظ المروري المستمر، ما يؤثر بشكل مباشر على الموظفين والطلاب الذين يجدون أنفسهم أمام معاناة يومية في سبيل الوصول إلى وجهاتهم، في ظل ارتفاع التعرفة بشكل يفوق قدرتهم المالية. بدورهم، يواجه سائقو وسائل النقل العامة، خاصة خطوط النقل الداخلي، تحديات كبيرة بسبب ارتفاع تكاليف التشغيل، ما يدفعهم إما إلى تقليل عدد الرحلات وإما الامتناع عن العمل تمامًا.
ويقول علي أيوب، وهو سائق يعمل على خط قدسيا - دمشق، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "التعرفة الحالية البالغة 5000 ليرة سورية لا تغطي التكاليف، المسافة التي نقطعها تبلغ 13 كم، بينما يصل سعر ليتر المازوت إلى 10,000 ليرة، ومع ذلك نحن ملزمون بنقل الركاب بالتسعيرة المحددة. لدينا أربع رحلات يوميًّا، ونحتاج إلى تغطية أجور السائق الإضافي وتكاليف الصيانة، وهذا يجعل العمل غير مربح إطلاقًا". وأضاف أيوب: "عندما كان المازوت مدعومًا، كانت التعرفة 2000 ليرة، وكان هناك نظام تتبع (GPS) ينظم العمل، لكن بعد رفع الدعم، أصبحنا نعمل بخسارة".
من جهتهم، يعاني طلاب الجامعات بشكل خاص هذه الأزمة، إذ يحتاجون إلى التنقل يومياً بين مناطق سكنهم والجامعات في دمشق، بينما يجدون صعوبة كبيرة في تحمل تكاليف المواصلات. وتقول بتول العلي، طالبة جامعية، في حديث لـ"العربي الجديد": "نحن الطلاب نعاني كثيراً، فأسعار المواصلات أصبحت مرتفعة جداً. يومياً، نحتاج إلى النزول إلى دمشق، ولكننا غير قادرين على تحمل هذه التكاليف. لا يمكننا العمل أثناء الدراسة، وفرص العمل قليلة جداً، وحتى الذين كانوا يعملون اضطروا إلى ترك وظائفهم بسبب تدني الرواتب أو صعوبة التنقل".
أما الموظفون، فهم الفئة الأكثر تضرراً من ارتفاع تعرفة المواصلات، حيث ينفقون جزءاً كبيراً من رواتبهم المتدنية أساساً. علياء قجة، موظفة في دمشق، توضح لـ"العربي الجديد"، أن "راتبي 300 ألف ليرة سورية، لكنني أنفق ما يقارب 200 ألف ليرة على أجور المواصلات وحدها. هذا أمر مرهق للغاية، خاصة أننا نعاني أيضًا ارتفاع تكاليف المعيشة في مختلف الجوانب".
تعود أزمة المواصلات في دمشق إلى الاكتظاظ المروري الخانق يومياً، ما يؤدي إلى تأخير الرحلات وزيادة استهلاك الوقود، ومن ثم رفع التكاليف على السائقين. كما يأمل المواطنون في إيجاد حلول عملية تخفف من معاناتهم اليومية، مثل تطوير البنية التحتية لتخفيف الازدحام المروري وتحسين حركة السير. فأزمة المواصلات في دمشق لم تعد مجرد مشكلة يومية، بل أصبحت تحدياً يهدد استقرار الحياة الاقتصادية والاجتماعية للموظفين والطلاب. وبينما تستمر المعاناة، يبقى الأمل في إيجاد حلول سريعة وفعالة تنهي هذا الكابوس اليومي الذي يثقل كاهل المواطنين.