أب وطفله في الصيد... نمط التربية البدائية

أب وطفله في الصيد... نمط التربية البدائية

27 ديسمبر 2021
رحلات الصيد تعزّز العلاقات بين الأب وابنه (Getty)
+ الخط -

الصعوبات توّلد مهارات جديدة قد لا تكون متوقعة. هذا ما اكتشفه الأب ليل ستنكر حين واجه موقف الاعتناء بطفله رامونز بعدما حصل على إجازة أبوة مدفوعة خلال فترة جائحة كورونا، بخلاف زوجته التي اضطرت إلى استئناف عملها بموجب عقد. ونقل لي تجربته إلى موقع "مينز هيلث"، والتي جعلته كما يقول "أباً أكثر ثقة"، لكن ليس من خلال قيامه بواجبات رعاية طفله وتربيته فقط، بل من قيامهما برحلات صيد! يقول: "بالطبع كنت متحمساً لرعاية ابني والاهتمام بإطعامه وتجهيزه للنوم وفترات القيلولة، وتغيير حفاضاته. ومع مرور الأيام سألته إلى أين نذهب أيها الصغير فكل النشاطات الداخلية محظورة، وراودتني فكرة أن أصحبه للصيد. ووضعت خطة أن أغادر المنزل بعد توقيت غفوته وحصوله على زجاجة الحليب وتغيير حفاضه، ثم أدخلته إلى شاحنتي، واكتشفت على الطريق أن ابني يحب القيادة، لكنه يكره التوقف، إذ كانت الأضواء الحمراء تطلق بكاءه".
ويروي لي أنه ربط ابنه بصدره حين وصل إلى البحيرة، حيث حاول معرفة إذا كان ابنه تبول على ملابسه أو أنه تصبب عرقاً، واكتشف أنهما الأمران معاً، ثم أمضى بعض الوقت في جمع أسماك صغيرة زرقاء قبل أن يعود إلى السيارة، ويجرّه خلفه في عربة النقل التي تعامل معها رامونز بطريقة جديدة رغم أن المسار متعرج جداً. وأطعم لي ابنه زجاجة الحليب وغيّر حفاضه تحت شجرة، قبل أن ينام بعد بضع دقائق، فتخيل نفسه إنساناً بدائياً يعيش وسط غابة، ولم يصدق أن رحلته غير المألوفة والتي تخلو من أي رفاهية في العيش، أو حتى أدنى ظروف تكيّف طفل صغير مع محيطه تنجح.

قضايا وناس
التحديثات الحية

واعتبر لي أن سيره مع طفله في محيط بحيرة وفّر له متعة لا توصف، وليس شعوراً بأنه إنسان بدائي مجنون يواجه مصائب هواية غير مألوفة تفرض التعامل مع كل متطلبات الاستعداد للرحلة والتكيف مع البكاء، وارتداء قميص منقوع في البول، وقال: "استطعت الاسترخاء أخيراً مع ابني الذي أخذ قيلولة على صوت ريح الأشجار، واقتنعت منذ الرحلة الأولى أن ثقتي زادت كأب، وبت كلما احتاجت زوجتي إلى منزل فارغ، أركب السيارة مع طفلي لتفحص البحيرات والبرك المختلفة".
وقد اندمج الطفل رامونز في فن الحياة البدائية ومغامرات الصيد، في حين زادت قناعة الأب لي بأن التحديات الأكثر متعة ترتبط بالمفاجآت، والأفكار غير العادية التي قد يفكر بها الشخص في نمط حياة روتيني. ويخبر أن طفله أصبح أكثر تعلقاً به، وأنه ينحني نحو ذراعه حين يغيّر له الحفاض. ويعلم لي أن ابنه لن يتذكر رحلات الصيد الأولى التي أزعجه فيها. لكن الأهم أنه سعيد ونحن أيضاً.

المساهمون