آيات الرفاعي.. شابة سورية تفقد حياتها بعد اعتداء زوجها ووالديه عليها

آيات الرفاعي.. شابة سورية تفقد حياتها بعد اعتداء زوجها ووالديه عليها

05 يناير 2022
تعنيف المرأة ظاهرة متفشية في المجتمع السوري (Getty)
+ الخط -

فقدت السورية آيات الرفاعي (19 سنة) حياتها تاركة طفلة رضيعة، ليتبين أنها تعرضت للعنف الأسري لسنوات على يد زوجها ووالديه، وسط اتهامات بأن تعرضها للتعنيف الشديد في يوم وفاتها هو سبب الوفاة.

ونقلت الزوجة الشابة إلى المشفى في العاصمة دمشق، يوم الجمعة الماضي، لكنها عندما وصلت كانت قد فارقت الحياة، واكتشف الأطباء على رأسها وجسدها أثار العديد من الكدمات.
وقالت شقيقتها رهف الرفاعي: "كانت شقيقتي تخشى عائلة زوجها، وتكرر تهديدها بحرمانها من طفلتها، وقد تعرضت مرات عدة للعنف من قبل زوجها وعائلته، لكنها كانت تخفي ذلك، وفي إحدى المرات أخبرتنا أنها تعرضت للضرب على يد والدة زوجها، وعندما علم والدنا، توجه إلى عائلة زوجها، وحدث خلاف كبير، وبعدها ضغطوا على شقيقتي كي تتوقف عن إخبارنا بما يحدث معها".
وأوضحت شقيقة الضحية لوسائل إعلام محلية، أن "عائلة زوجها أبلغتنا بوفاة آيات عبر رسالة على تطبيق (واتس آب)، وقالوا فيها: آيات ماتت. تعالوا إلى المشفى، وعندما وصلنا إلى المشفى لم يكن هناك من عائلة زوجها سوى أحد أشقائه. تعرضنا لكثير من الضغوط والتهديدات من أجل التنازل عن حقها، لكن نشر القصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي حولها إلى قضية رأي عام".
وأثارت قضية آيات الرفاعي تفاعلا كبيرا، وأعادت إلى الواجهة قضية العنف الأسري في المجتمع السوري، وقالت الطالبة الجامعية علا الحسين، لـ"العربي الجديد"، إن "المجتمع يتعامل مع تعنيف المرأة باعتباره أمرا طبيعيا، فمنذ الصغر يعنفها والدها وإخوتها الذكور، ثم زوجها، ولا أحد يحمي النساء على أساس أبوك يكسر راسك، وأخوك يذبحك، وزوجك ساترك، والمشكلة أن كثيرا من النساء يشجعن على تعنيفهن ظنا منهن أن هذا أمر طبيعي".

واعتبر حسام خير الدين أن "آيات، وكثير من الفتيات، هن ضحايا الجهل، وعدم وجود نظام تربوي ينصف الفتيات، ويرسخ قيم المساواة بين الجنسين، إضافة إلى ضعف تطبيق القانون الرادع للانتهاكات، فدائما هناك أعذار تخفف عن الذكر عقوبة جرائمه بحق النساء"، موضحا لـ"العربي الجديد"، أن "المجتمع يعيب على المرأة مطالبتها بحقها، ويحرمها من حقها في الطلاق، واذا قدمت شكوى ضد زوجها توصف بأنها بلا أصل، وغالبا ما يبتز الرجل زوجته بحضانة الأطفال، وخاصة أن غالبية النساء ليست لديهن القدرة على إعالة أطفالهن".

وقالت وزارة الداخلية التابعة للنظام، عبر صفحتها الرسمية على موقع "فيسبوك"، إن "قسم شرطة القنوات في دمشق، أبلغ بدخول المواطنة المذكورة إسعافاً الى المشفى مفارقة الحياة من منزل زوجها في محلة المجتهد، وتم ضبط إفادة الطبيبة المسعفة، فأكدت توقف القلب والتنفس، وحضر والد المتوفية ووالدتها، وتقدما بادعاء بحق زوج ابنتهم المتوفية بسبب وجود خلافات، وأنها كانت تتعرض للضرب من زوجها، والمعاملة السيئة من والده وزوجة والده".
وأضافت الداخلية: "بالتحقيق معه، اعترف الزوج أن والده ووالدته كانا يقومان بضرب زوجته المتوفية بقصد تأديبها، وفي يوم وفاتها تعرضت للضرب من قبل والده مرتين، الأولى نتيجة خلافه معها بسبب الماء الساخن، والثانية بسبب خلاف على فقدان مفك براغي، وحصل بعدها شجار بينه وبين زوجته، فقام بضرب رأسها بالحائط، ثم تركها بالغرفة، وبعد ساعة حضر ابن شقيقه، وشاهدها بحالة مزرية، وتم إسعافها، وبالتحقيق مع والديه اعترفا بضرب المغدورة، وسيتم تقديمهم إلى القضاء".

المساهمون