آخر من تبقى من موظفات مطار كابول يكسرن حاجز الخوف

آخر من تبقى من موظفات مطار كابول يكسرن حاجز الخوف

12 سبتمبر 2021
يعود مطار كابول إلى العمل بشكل تدريجي (سعيد خوايبات سادات/الأناضول)
+ الخط -

بعد أقل من شهر على سيطرة حركة طالبان على العاصمة كابول، كسرت الأفغانية ربيعة جمال ومجموعة من زميلاتها حاجز الخوف، وتسلّحن بالجرأة للعودة إلى عملهنّ في مطار العاصمة.
كانت المخاطر واضحة أمام الموظفة بعد التفجيرات الانتحارية الدامية التي طبعت عملية الإجلاء الفوضوية، وفي ظل حالة عدم اليقين التي تسود البلاد. لكن ربيعة، الأم لثلاثة أطفال، لم تر خيارا آخر، وقالت من المطار: "أحتاج إلى المال لإعانة عائلتي. شعرت بالتوتر في المنزل. كنت خائفة ولم أستطع التحدث. اعتراني شعور سيئ، لكنني أشعر بتحسّن الآن".
ومن بين أكثر من 80 موظفة كنّ يعملن في المطار قبل سقوط العاصمة في أيدي طالبان في 15 أغسطس/آب، انضمت 12 إلى صفوف الموظّفين العائدين هذا الأسبوع. وهن من بين قلة قليلة من النساء في العاصمة اللواتي سُمح لهنّ بالعودة إلى العمل، إذ أمرت الحركة معظمهنّ بعدم استئناف وظائفهنّ حتى إشعار آخر.
ووقفت ستة من موظفات المطار العائدات عند المدخل الرئيسي، السبت، يتجاذبن أطراف الحديث، ويضحكن سويا بينما كنّ ينتظرن تفتيش مسافرات على متن رحلة داخلية.
وقالت قدسية جمال (49 سنة)، شقيقة ربيعة، والمعيل الوحيد لأطفالها الخمسة، إن سيطرة طالبان على العاصمة أحدثت "صدمة" لديها، وأوضحت بلغة إنكليزية ركيكة: "كنت خائفة جدا، وعندما قرّرت العودة إلى العمل خشيت عائلتي على حياتي. طلبوا مني ألا أعود، لكنني سعيدة حاليا ومرتاحة. لا مشاكل حتى الآن".
في مطار كابول، تؤكّد ربيعة أنها ستواصل العمل حتى تُجبر على التوقف عنه في هذا الشريان الحيوي الذي يستعد للانطلاق مجددا بكامل طاقته للمرة الأولى منذ أن أنهت الولايات المتحدة انسحابها في نهاية الشهر الماضي. وبموجب القوانين الجديدة، يمكن للمرأة أن تعمل "وفقا لمبادئ الإسلام"، كما أعلنت طالبان، إنّما من دون أن تفصح عن تفاصيل أكثر حتى الآن حول ما قد يعنيه ذلك.

 

وقالت ربيعة: "حلمي أن أكون أثرى فتاة في أفغانستان، ولطالما شعرت بأنني الأكثر حظا"، وتابعت موظفة المطار التي عملت منذ عام 2010 لصالح شركة "غاك" التي توفّر خدمات المناولة الأرضية والأمنية في المطار: "سأفعل ما أحبّه حتى يذهب الحظ مني".
أمّا زالا، زميلة ربيعة، فإنّها تحلم بشيء مختلف تماما. كانت الموظفة البالغة من العمر 30 سنة تتلقّى دروسا في اللغة الفرنسية في معهد في كابول، قبل أن تُجبر على التوقف، والبقاء في المنزل لمدّة ثلاثة أسابيع بعد سيطرة طالبان.
وقالت زالا بلغة فرنسية ضعيفة: "صباح الخير، خذني إلى باريس" وسط ضحكات زميلاتها الخمس، قبل أن تضيف: "ليس الآن، فأنا اليوم واحدة من بين آخر من تبقى من نساء المطار".

قيّدت طالبان حقوق المرأة في أفغانستان بشكل كبير في ظل فترة حكمها السابقة بين 1996 و2001، لكن منذ عودتها إلى السلطة الشهر الماضي، أعلنت الحركة المتشددة أنها سوف تطبّق نظاما أقل تطرفا.
وبحسب مسؤولي قطاع التعليم في طالبان، فإنّه سيُسمح للنساء بالالتحاق بالجامعة ما دامت غرف الدراسة مفصولة بحسب الجنس، أو على الأقل مقسومة بستارة، لكن يتعيّن عليهن أيضًا ارتداء عباءة ونقاب.
والأربعاء الماضي، حذّرت نائبة ممثلة "هيئة الأمم المتحدة للمرأة" في أفغانستان، أليسون دافيديان، من أنه رغم إعلان طالبان هذا "نتلقّى كلّ يوم تقارير عن انتكاسات" تتعلّق بهذه الحقوق.

(فرانس برس)

المساهمون