آباء يودعون أشلاء أطفالهم في إدلب... فصول المأساة السورية مستمرة

آباء يودعون أشلاء أطفالهم في إدلب... فصول المأساة السورية مستمرة

20 اغسطس 2021
الأهالي في وداع الضحايا الذين قضوا بالقصف الروسي لقرية كنصفرة في ريف إدلب بسورية (Getty)
+ الخط -

"أروني وجهه.. أريد رؤية وجهه فقط.. أريد رؤية وجهه". بهذه الكلمات، التي لا يكاد يقوى السوري محمد عجاج، الأب المكلوم بفقدان زوجته وثلاثة من أبنائه، على نطقها، يودع أحد أبنائه ممسكاً بأشلاء من جسده مطالباً من حوله بإلقاء نظرة أخيرة على وجه ابنه، لكن دون جدوى. 

حرمت القذائف الروسية عجاج من نظرة الوداع الأخيرة لزوجته وأولاده أحمد ومصطفى ومراد، وأحالت أجسادهم لأشلاء، في استمرار لفصول المأساة السورية، بعد قصف طاول بلدة بلشون في ريف محافظة إدلب شمال غربي البلاد، أمس الخميس.

ولم يمض يوم على مجزرة بلشون ومأساتها، حتى طاول القصف الروسي بلدة كنصفرة صباح اليوم الجمعة، ما تسبب بمقتل أربعة أشخاص من عائلة واحدة، أربعة أطفال أكبرهم آيات (12 عاماً)، ومحمد (9 أعوام) ومريت (6 أعوام) وحاتم الذي لم يبلغ عامه الثالث، وهم أبناء محمد فيصل الخليل، الذي ودع أبناءه بحرقة كما ودع محمد عجاج أبناءه وزوجته. 

وتستخدم روسيا في قصف القرى والبلدات المحررة في محافظة إدلب، قذائف "كراسنوبول" الموجهة بالليزر، التي يمكن استخدام المدفعية في إطلاقها، كسلاح جديد يسهل عليها ارتكاب المجازر وقتل الأطفال، حيث تكرر قصف روسيا للمناطق السكنية في المحافظة بهذه المدن والبلدات منذ عدة أشهر. 

وتركت المأساة السورية المستمرة فصولها، تفاعلاً على مواقع التواصل الاجتماعي، فتساءل "عبادة الذكرى" في منشور له على "فيسبوك"، واصفاً ما وصل إليه الحال في إدلب "هل أصبح روتيناً يومياً أن نستيقظ كل صباح على أخبار ومشاهد الأشلاء؟". 

أما مضر حماد الأسعد فكتب: "صباح مخضب بدماء الأطفال في سورية، مقتل 4 أطفال من عائلة واحدة، وإصابة مدنيين اثنين، صباح اليوم الجمعة 20 آب بقصف مدفعي لقوات النظام وروسيا بالقذائف الموجهة بالليزر، استهدف منازل المدنيين في بلدة كنصفرة بجبل الزاوية جنوبي إدلب".

وأكد أيمن فهمي أنه لا يمر يوم دون مجازر في جبل الزاوية، ودون أن ترتكب قوات النظام السوري وروسيا مجازر بحق المدنيين العزل، وقال: "بينما تقف هيئة تحرير الشام وبقية الفصائل مكتوفة الأيدي مع أن واجبها الشرعي بدفع الصائل الذي جرّسوا آذاننا به هو الدفاع عن هذه الأرواح التي أغمض العالم عينيه عن رؤية دمائها وهي تستباح بكل خسّة ووحشية".

وقال الدفاع المدني السوري، في تقرير له، إنّ قوات النظام وروسيا نفذت 425 هجمة على المناطق المحررة في شمال غربي سورية، أسفرت عن مقتل أكثر من 100 شخص، بينهم 32 طفلاً و18 امرأة، وجرح أكثر من 270 شخص بينهم أكثر من 67 طفلاً وطفلة تحت سن الرابعة عشرة.

تقارير عربية
التحديثات الحية

ويأتي التصعيد الروسي ضمن سلسلة خروقات لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل له في الخامس من مارس/ آذار 2019، الذي سبقه تقدم لقوات النظام وسيطرة على أجزاء واسعة من محافظة إدلب، وتهجير نحو 700 ألف شخص من قاطني المنطقة العازلة التي شملت أجزاء من محافظات اللاذقية وحماة وإدلب وحلب.

المساهمون