"يونسكو" تسعى إلى إعادة تأهيل البنى التحتية لمدينة صنعاء القديمة

"يونسكو" تسعى إلى إعادة تأهيل البنى التحتية لمدينة صنعاء القديمة

20 فبراير 2022
في أحد أحياء صنعاء القديمة المهدّدة بالإزالة من قائمة التراث العالمي (محمد حمود/ Getty)
+ الخط -

اجتمع مسؤولون من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) مع مسؤولين في حكومة الحوثيين باليمن، يوم الأحد، لمناقشة مشروع إعادة تأهيل البنى التحتية لمدينة صنعاء القديمة المدرجة في قائمة التراث الإنساني العالمي.

وضمّ الاجتماع المديرة الإقليمية لمكتب "يونسكو" في دول الخليج واليمن آنا باوليني إلى أمين العاصمة صنعاء حمود عباد أمين وأمين عام المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية والتعاون الدولي في حكومة الحوثيين إبراهيم الحملي.

وذكرت وكالة الأنباء اليمنية، التي يديرها الحوثيون، أنّ الاجتماع تطرّق إلى خطة الطوارئ والتدخّلات المطلوبة لإنقاذ صنعاء القديمة من الضربات الجوية لقوات التحالف العربي وآثار السيول التي تعرّضت لها واستكمال أعمال السور ومدخل المتحف الوطني للعلوم.

وفي هذا الإطار، صرّحت المسؤولة الأممية بأنّ الحفاظ على صنعاء التاريخية جزء أساسي ومهمّ ومن أولويات منظمة "يونسكو" للحفاظ على التراث الإنساني العالمي، وفقاً للاتفاقيات المبرمة مع الجهات الحكومية في هذا المجال. ودعت باوليني الجميع إلى التكاتف وبذل الجهود من أجل الحفاظ عليها وحمايتها من الشطب من القائمة العالمية والحدّ من مخالفات البناء العشوائي التي تهدّد وجودها في قائمة مدن التراث العالمي.

وكانت "يونسكو" قد أدرجت في عام 1986 صنعاء القديمة في قائمة التراث العالمي، نظراً إلى خصوصية تراث المدينة المعماري وصبغته الاستثنائية العالمية. لكن مع تزايد مخاطر المدينة من جرّاء تراجع الجهد الوطني في الحفاظ عليها وحمايتها، أقرّت المنظمة في عام 2015 وضع المدينة في قائمة التراث المهدّد بالخطر، وهي الخطوة التي تسبق عادة إخراج المدينة من قائمة "يونسكو" في حال لم تعمل السلطات الوطنية على إزالة المخالفات والتشويه.

ومع اندلاع الصراع في اليمن قبل نحو سبعة أعوام، تعرّضت المدينة لأضرار كبيرة فيما أوقفت وزارة المالية في صنعاء ميزانية تشغيل هيئة المدن التاريخية، الأمر الذي أدّى إلى تراجع جهود الحفاظ عليها والتي كانت بسيطة جداً، بالإضافة إلى تراجع التنسيق بين سلطات المدينة أكثر ممّا كان، وهو ما أدّى إلى تدهور أوضاعها، لا سيّما في موسم الأمطار، وتسبّب في التالي في انهيار عدد من المنازل.

وتتميّز مدينة صنعاء القديمة بطراز معماري فريد يُعرف بالطراز المعماري الصنعاني ومحوره الدُور المبنية على النمط العمودي ذات الطبقات المتعددة التي يصل ارتفاعها إلى ثماني وتسع طبقات، وهي مشيّدة في العادة من الحجر والطين والطوب المحروق والرخام والخشب والجص.

وتخضع صنعاء ومعظم شمال اليمن وغربه حيث الكثافة السكانية عالية، لسيطرة الحوثيين منذ إخراج حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المعترف بها دولياً من العاصمة في عام 2014.

وقد ذكرت وكالة الأنباء في صنعاء أنّ المسؤولين المحليين أطلعوا ممثّلي "يونسكو" ومن بينهم مديرة مشروع يونسكو في اليمن بويانا زيفوكوفيتش على أوضاع المدينة القديمة، وحثّوهم على استئناف عمل مكتب المنظمة الأممية للقيام بالتدخلات العاجلة والضرورية لإنقاذها.

ويأتي مشروع تطوير وإعادة تأهيل صنعاء القديمة على خلفية المخاوف التي أبدتها أخيراً "يونسكو"، على خلفية ما لحق بالمدينة من أضرار في بنيتها التحتية بفعل الصراع المسلّح فضلاً عن التشويه ومخالفة البناء المعماري الفريد للمدينة واستخدام الحديد والأسمنت في عملية البناء والترميم.

(رويترز)

المساهمون