"مطبخ كرموسة".. فرصة فلسطينيات لإعالة أسرهن

"مطبخ كرموسة".. فرصة فلسطينيات لإعالة أسرهن

غزة

علاء الحلو

avata
علاء الحلو
30 ابريل 2021
+ الخط -

لم تُعط الأوضاع الاقتصادية السيئة للفلسطينية نسرين إربَيِّع رفاهية الاختيار بعد توقف زوجها عن العمل، فدخلت سوق العمل واتّجهت إلى صناعة المأكولات الرمضانية، بغرض توفير دخل يعينها على إعالة أسرتها المكوّنة من سبعة أفراد.

وتنشغل إربَيِّع من منطقة "بطن السمين"، غربي مدينة خان يونس، جنوبي قطاع غزة، إلى جانب عدد من النساء الفلسطينيات داخل مطبخ "كرموسة"، التابع لجمعية البراعم التنموية، في صناعة مختلف أصناف الطعام، بهدف توفير الاحتياجات الأساسية لأسرهنّ التي لا تملك أي مصدر دخل، خاصة بعد تضاعف المعاناة بفعل الأزمة التي تسبّب بها تفشي فيروس كورونا.

مطبخ كرموسة- فلسطين (عبد الحكيم أبو رياش/العربي الجديد)
(عبد الحكيم أبو رياش/ العربي الجديد)

 

ويجاور إربَيِّع عدد من السيدات الفلسطينيات في صناعة المفتول يدوياً، فيما يركزن خلال شهر رمضان كذلك على تصنيع "السمبوسك" و"الكبة"، إلى جانب تصنيع المعجنات بأصنافها والكعك والمعمول وأنواع الكيك المنوّعة.

وتوضح إربَيِّع لـ "العربي الجديد" أنّ ساعات العمل تبدأ منذ الساعة السابعة صباحاً لتصنيع الأصناف الأساسية، فيما يضطررن إلى التأخّر بالعمل في بعض الأحيان لتصنيع وجبات الإفطار.

مطبخ كرموسة- فلسطين (عبد الحكيم أبو رياش/العربي الجديد)
(عبد الحكيم أبو رياش/ العربي الجديد)

 

وتمّ تجهيز المطبخ صغير الحجم، والذي يتمّ فيه الطهي وصناعة مختلف الأطعمة، عام 2016 لتدريب السيدات، فيما بدأن العمل عام 2017 على تدريب وتشغيل نساء المناطق المهمشة، بغرض دعمهن اقتصادياً، في ظلّ الظروف المعيشية الصعبة التي تمرّ بها أسرهن، التي لا تحصل على أي مصدر دخل، ويعتبر ذلك معياراً أساسياً من معايير توظيف السيدات.

وتنشغل النساء منذ بداية دوامهن اليومي في تنظيف وتعقيم وتحضير الأواني ومستلزمات الطهي، لصناعة الأكلات الرمضانية الأساسية، فيما يعملن كذلك على استقبال طلبات الإفطارات الرمضانية، وتتعلق بتجهيز أواني الرز واللحم أو الدجاج، وغيرها من أصناف المُقبِلات واللوازم.

 

وتحرِص الفلسطينية، وردة صقر، من مدينة خان يونس، وهي تعيل ستة أطفال، على استغلال الموسم الرمضاني لتصنيع أطباق المفتول والكبة وعجينة السمبوسك، و تقول لـ "العربي الجديد" إنّ "الإفطار الرمضاني لا يخلو منها (..) نصنع كل المأكولات والحلويات، لكن لشهر رمضان خصوصية في الطلبيات وأصناف المأكولات".

وتحافظ صقر وزميلاتها على وسائل الأمن والسلامة، من كمامة ومعطف طبي، كما على النظافة في ظلّ تفشي فيروس كورونا داخل قطاع غزة، ووصوله إلى نسب غير مسبوقة. وتنحصر ساعات العمل من الساعة السابعة صباحاً حتى الساعة الثانية مساءً، إلا أنها تزيد في شهر رمضان، بسبب زيادة الطلبات، في ظلّ عدم توفر الآلات التي يمكنها توفير الوقت والجهد.

واتجهت صقر لمهنتها بعد توقف زوجها عن العمل في السوق بفعل الأوضاع المتردية في قطاع غزة، المُحاصر منذ 14 عاماً، وعن ذلك تقول: "اضطررت للعمل لتوفير متطلبات أسرتي من عرق جبيني، بدلاً من مدّ يدي للناس، أو التوجّه للتسوّل من الجمعيات".

من ناحيتها، توضح مسؤولة مطبخ "كرموسة" ختام عرفات أنّ النساء العاملات في المطبخ ينتجن مختلف أصناف الطعام والحلويات والكيك، إلّا أنهنّ يُركزن في شهر رمضان على المأكولات التي تشتهر بها السفرة الرمضانية، وأبرزها المفتول "بنوعيه الأبيض والأسود"، والسمبوسك، والكبة.

مطبخ كرموسة- فلسطين (عبد الحكيم أبو رياش/العربي الجديد)
(عبد الحكيم أبو رياش/ العربي الجديد)

 

وتضيف عرفات في حديثها مع "العربي الجديد" أنّه تمّ استهداف النساء العاملات في المشروع، بهدف تحسين أوضاعهن الاقتصادية لإعالة أسرهن، خاصة في ظلّ تعطل أزواجهن عن العمل، وعدم توفر أي مصدر دخل.

وتسعى النساء العاملات إلى استغلال شهر الصوم، لصناعة المأكولات الخاصة به، فيما يحاولن تطوير أدائهن طيلة الوقت لكسب ثقة الزبائن بمنتجاتهن، التي يتمّ توزيعها على المحال التجارية، وهي تحمل اسم مطبخهنّ ومشروعهن الذي يأملن أن يكبر، لتحسين دخلهن، حتى يتمكنّ من توفير كافة مستلزماتهن دون نقصان.

ذات صلة

الصورة
توماس غرينفيلد في مجلس الأمن، أكتوبر الماضي (بريان سميث/فرانس برس)

سياسة

منذ لحظة صدور قرار مجلس الأمن الذي يطالب بوقف النار في غزة سعت الإدارة الأميركية إلى إفراغه من صفته القانونية الملزمة، لكنها فتحت الباب للكثير من الجدل.
الصورة
النازح السوري فيصل حاج يحيى (العربي الجديد)

مجتمع

لم يكن النازح السوري فيصل حاج يحيى يتوقّع أن ينتهي به المطاف في مخيم صغير يفتقر إلى أدنى مقومات الحياة غرب مدينة سرمدا، فاقداً قربه من أسرته الكبيرة ولمّتها.
الصورة

مجتمع

يقصد اليمنيون في شهر رمضان المدن القديمة والمساجد التاريخية المنتشرة في مختلف أنحاء اليمن ويتخذون منها أماكن للفسحة والتنزه.
الصورة
دانييلا فايس

سياسة

تواصل عرّابة الاستيطان وأحد أشد قادته دانييلا فايس تصريحاتها الفاشية المعادية للفلسطينيين، منادية بترحيلهم من غزة وسائر فلسطين والعودة للاستيطان في غزة.

المساهمون