"مشقّة الحياة"... صورة تمنح عائلة سوريّة حق اللجوء إلى إيطاليا

"مشقّة الحياة"... صورة تمنح عائلة سوريّة حق اللجوء إلى إيطاليا

22 يناير 2022
صورة "مشقة الحياة" التي حصدت الجائزة (موقع سيينا الدولية للتصوير)
+ الخط -

وصل السوري منذر النزال برفقة عائلته إلى العاصمة الإيطالية روما، أمس الجمعة، بعد أن منح حق اللجوء على خلفية ظهوره في صورة مؤثرة حازت على "جائزة العام" التي تنظمها منظمة "سيينا" الدولية للصور.

تحمل الصورة عنوان "مشقة الحياة"، وتظهر السوري منذر النزال بساق واحدة يحمل طفله مصطفى، المولود من دون أطراف سفلية أو علوية، وهي من التقاط المصور التركي محمد أصلان في الريحانية بمحافظة هاتاي التركية، على الحدود مع سورية، وفازت بصورة العام لجوائز "سيينا" الدولية للصور لعام 2021 في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وقادت منظمة "سيينا" جهوداً لتحصل العائلة "المنكوبة" على حق اللجوء في إيطاليا، وفق ما أفادت به صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية يوم الجمعة.

وتمنح إيطاليا اللجوء لأسباب إنسانية، لكنها تشترط حصول اللاجئين على رعاية من منظمة محلية، لذلك، فقد قررت المنظمة غير الربحية التي تنظم مهرجان التصوير الفوتوغرافي رعاية العائلة السورية.

وتسعى العديد من الجمعيات في إيطاليا للضغط على الحكومة من أجل السماح باللجوء الإنساني، لا سيما للحالات المرضية، خاصة أنّ هناك قوانين صارمة في الاتحاد الأوروبي بدأت تتفذ على نطاق واسع ضد اللاجئين والمهاجرين.

الرحلة من تركيا

استقلّت العائلة، المكونة من الأب والأم ومصطفى وابنتين تبلغان من العمر سنة وأربع سنوات، طائرة من أنقرة باتجاه إيطاليا.

وقال مصطفى، البالغ من العمر (6 سنوات)، مبتسماً في رسالة فيديو سُجلت قبل أن يستقل، هو وعائلته، الطائرة في أنقرة، يوم أمس الجمعة: "قادمون، شكراً". وأضاف: "نحن نحبّ إيطاليا".

وفقد الأب ساقه في الحرب السورية، فيما ولد ابنه من دون أطراف بسبب اضطراب خلقي ناجم عن الأدوية التي اضطرت والدته إلى تناولها بعد إصابتها بالغثيان؛ بسبب غاز الأعصاب الذي استخدم خلال الحرب.

حملة تبرعات

تصدرت الصورة الصادمة عناوين الصحف في إيطاليا، وانتشرت على الصعيد الدولي على وسائل التواصل الاجتماعي، ما دفع منظمي المسابقة إلى بدء حملة لجمع التبرعات لتمكين الأب وابنه من العلاج.

واتصل المنظمون بالدبلوماسيين والمستشفيات ومراكز إعادة التأهيل والأبرشية الكاثوليكية في مدينة سيينا الإيطالية، لاستضافة الأسرة السورية حتى يتمكن مصطفى ووالده من الحصول على العلاج والأطراف الصناعية.

ووصف لوكا فينتوري، وهو أحد مؤسسي مهرجان "سيينا" للتصوير الفوتوغرافي الذي منح الجائزة منذ حوالي ست سنوات، الصورة بأنها واحدة من الأعمال التي تفوق الخيال، بسبب "حجم الألم الذي تختزنه"، و"من هنا، حاولنا الضغط على السلطات الإيطالية لإصدار تأشيرات إنسانية"، بحسب قوله.

خلال الفترة الماضية، حاول فينتوري التواصل مع عائلة منذر النزال وحثّها على المجيء إلى إيطاليا، كما سعى جاهداً إلى مساعدتها من خلال إعطائها لمحة تاريخية وثقافية عن حياة المجتمع في مدينة سيينا، حيث ستقيم العائلة.

مساعدة صحية

لا تقف حدود المساعدة في إيطاليا على اللجوء الإنساني فحسب، بل أيضاً ستضمن للعائلة المعالجة الصحية، وهو ما أكده غريغوريو تيتي، مدير مؤسسة "Centro Protesi Inail" للأطراف الصناعية التي تأسست عام 1961 في شمال إيطاليا، إذ لفت إلى أنّ الأب يمكنه استعادة معظم قدرته على الحركة في غضون أسابيع قليلة.

أما في ما يتعلق بالطفل مصطفى فسيُعالج تدريجياً، بحسب تيتي، مشيراً إلى أنّ الطفل سيحتاج لعلاج طويل الأمد حتى يتمكّن من المشي أو العيش باستقلالية.

وستسعى جمعية "كاريتاس" لتأمين المنزل والاحتياجات اليومية للعائلة السورية، بحسب ما قالته مسوؤلة الجمعية آنا فيريتي.

منذ عام 2016، جلبت جمعية "Sant’Egidio" الخيرية الكاثوليكية، والعديد من الكنائس البروتستانتية في إيطاليا، أكثر من 4300 لاجئ من جميع أنحاء العالم، لا سيما من المخيمات في لبنان وإثيوبيا واليونان وليبيا.

وأعربت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإيطالية، في مذكرة الخميس، عن "ارتياحها الشديد لقرب وصول عائلة السيد منذر النزال والصغير مصطفى إلى إيطاليا"، بحسب ما ذكرته وكالة "آكي" الإيطالية.

وأضافت "في أعقاب حركة التضامن في إيطاليا، نشطت سفارة إيطاليا في أنقرة، بالتنسيق الوثيق مع المديرية العامة لسياسات الهجرة في وزارة الخارجية، في إجراءات تحديد مكان عائلة النزال وترتيب برنامج الاستقبال المناسب لها في البلاد".

وبيّنت أنّه "بفضل حملة جمع التبرعات التي روج لها منظمو (مهرجان جوائز سيينا)، سيتمكّن السيد منذر النزال وابنه مصطفى من الخضوع لعلاج طبي طويل الأمد في مركز للأطراف الصناعية".

المساهمون