"قلبي يرى" عين المكفوفين لقراءة الكتب في سورية

"قلبي يرى" عين المكفوفين لقراءة الكتب في سورية

18 يونيو 2021
يقوم المتطوعون بتسجيل الكتب بصوتهم ليمنحوا المكفوفين إمكانية القراءة (العربي الجديد)
+ الخط -

أطلقت مجموعة من المتطوعين حملة تحت عنوان "قلبي يرى" مخصصة للمكفوفين حيث يقومون بتسجيل الكتب صوتياً للمكفوفين لتكون أصواتهم عيوناً يرى من خلالها فاقدو البصر، في المناطق الواقعة شمال شرقي سورية

رامان حسي، المنسق العام للمبادرة، قال لـ"العربي الجديد" بدأنا الفكرة كمشروع من مجموعة على تطبيق واتساب، وجرى النقاش حول تقديم شيء يخدم المجتمع، وهنا طرحنا فكرة قراءة الكتب الصوتية كونها فكرة جديدة في المنطقة، وأردنا أن نتخصص بشكل أكبر في المجال، وبعد ذلك جاءت فكرة القراءة لفاقدي البصر وذوي الاحتياجات الخاصة.

ويضيف، بدأنا بإعلان تحت عنوان قلبي يرى، وفتحنا باب التطوع لمن يرغب بالمشاركة في المبادرة وخلال وقت قصير وصلتنا الكثير من الطلبات ممن أرادوا التطوع، بعد مدة وضعنا نماذج لتملأ بأسمائهم واللغات التي يحبون المشاركة بها، مشيراً إلى أن المجموعة الأساسية هي من المعلقين الصوتيين ومحبي الكتب ونخبة من الإعلاميين، الذين وضعت لهم ثلاثة نماذج باللغات العربية والكردية والإنجليزية من الروايات.

وبحسب "حسي" فقد عيّنوا لجنة تقييم وهذه اللجنة اختارت الأصوات اللازمة وتم التواصل مع المختارين لبدء العمل، وبعد ذلك تم التنسيق مع راديو "بوير إف إم"  ليساعد في تسجيل العمل، باستخدام أدوات أحدث، مضيفاً "وهنا حصلنا على وقت مخصص من الراديو، وخلال هذه المدة تواصلنا مع معهد خاص بالمكفوفين في مدينة عين العرب (كوباني)، وكلمنا مدير المعهد الذي كان كفيفاً، وأبلغنا أن هناك أطفالاً في المرحلة الابتدائية يحتاجون لمناهج تعليمية كون المناهج غير محضرة للمكفوفين، وهذا الأمر يخفف عنهم، وتم قبول الطلب بشكل جماعي، وأخذنا من هيئة التربية والتعليم نسخاً إلكترونية من الكتب، ووزعنا العمل وجهزناه حسب المجموعات".

مريم تمر، شاعرة وعضو في المبادرة، تحدثت عن المبادرة لـ"العربي الجديد" وقالت أنها تعمل في مجال الإعلام وتعرفت على مبادرة قلبي يرى عبر صفحات فيسبوك "جذبني الاسم وعلمت أن المبادرة تعمل على تسجيل المناهج لأجل الأطفال المكفوفين، وحينها شدتني الفكرة وتواصلت مع القائمين عليها، ومن بينهم أصدقاء يعملون في مجال الإعلام، وهذا الأمر كان دافعاً لي لأكون أحد أفراد المبادرة التطوعية في تسجيل المناهج، فأنا الآن أشعر أني عين لهؤلاء الأطفال فاقدي البصر".

تعد المبادرة الأولى من نوعها في المنطقة، وبحاجة لجهود ودعم لتطويرها كونها مبادرة تطوعية لا تتلقى أي دعم من أي جهة، وأوضح مدين عليان، أحد المشاركين في الحملة، لـ"العربي الجديد" أنها تحتاج إلى إشراف مختصين "نتمنى أن تستمر هذه المبادرة، لكن من الأفضل أن تكون تحت إشراف مختصين يدركون ما يحتاجه هؤلاء الأطفال، بالتأكيد لهم احتياجات نفسية خاصة ونحن نحاول إيصال الفكرة من خلال حاسة السمع"، مشيراً إلى أنه إلى الآن ليس هناك متخصصون يشرفون عليها، ويتم تسجيل الأصوات بأسلوب وشكل شخصي يعتمده المذيع أو المسجل بإحساسه، ويحاول توصيل محتوى الكتاب للطفل لتلقي المعلومات.

وتحدث خليل محمود، من مركز المكفوفين بكوباني، عن المبادرة موضحاً أهميتها، وقال لـ"العربي الجديد"، "بالنسبة للمبادرة فهي تساعد المكفوفين على مواصلة الدراسة ضمن المدارس بشكل أسهل، كونه سابقاً لم يكن هناك منهاج صوتي، وهناك طريقة خاصة بالنسبة للمكفوفين هي طريقة "برايل" وهي القراءة باللمس، نحن ليس لدينا إمكانيات حتى نطبع هذه الكتب بطريقة برايل، ومبادرة "قلبي يرى" ستكون الحل والخيار البديل لطريقة برايل، الطلاب سيواصلون الدراسة بالتسجيلات الصوتية، وسيكون منهاج صوتي يقدر من خلاله متابعة وحفظ دروسه".

يقوم المتطوعون بتسجيل الكتب بصوتهم ليمنحو المكفوفين امكانية القراءة (العربي الجديد)

ولفت محمود أنه وبعد تسجيل المنهاج المدرسي مبادرة قلبي يرى، سيسجلون كتباً ثقافية عامة للمكفوفين من الأعمار الكبيرة حتى يكونوا قادرين على قراءة الكتب بشكل سهل عن طريق التسجيلات الصوتية، مضيفاً أن هذه المبادرة تفيد الطالب بشكل كبير كونه حالياً لا توجد آلية لتدريس الطالب المنهاج. 

وتابع، "أما بالنسبة للمركز الذي نعمل به، بالنسبة لنا نحن عائلة مكونة من 5 أفراد مكفوفين ونحن كنا ندرس في دمشق، ودرسنا في الجامعة أيضاً، عام 2016 علمنا أن هناك دورات ستنظم للمكفوفين والكبار في السن لكن ليس لدى هيئة التربية والتعليم كادر متخصص في الإدارة الذاتية يعمل بهذا التخصص، فنحن اقترحنا أن نذهب لنسير هذا العمل، وأحببنا أن يكون هذا الأمر ليس لكبار السن فقط، إنما للطلاب ليتمكنوا من دراسة الجامعة والتخصصات التي يريدون، وأسسنا لجنة ضمن هيئة التربية وأسسنا جمعية وغيرها، وأنا حالياً مدير لجنة ذوي الاحتياجات الخاصة في لجنة التربية والتعليم في كوباني، لدينا كادر بالنسبة للمكفوفين، المنهج هو منهج معتمد من قبل هيئة التربية وعندنا نقص في الإمكانيات، فليس لدينا مكان مؤهل وليس لدينا بناية خاصة بالمكفوفين، اضافة ان بيوت الطلاب بعيدة لا نستطيع استقبال الطلاب من مختلف الأماكن في المنطقة بسبب البعد والمدرسة وحيدة ، نريد ان يكون هناك قسم خاص بالنوم بالنسبة للطلاب ضمن المدرسة وهذا الأمر غير موجود".

ونوه إلى أن هناك صعوبات تواجه التدريس للمكفوفين كونه لا توجد مدرسة أو مبنى خاص بالنسبة لهم، قائلاً "عندما نفتح المدرسة يكون عدد معين من الغرف ضمن مدرسة، نستخدمها في التدريس وهكذا يصعب على الطالب أن يأتي الى المدرسة، لذلك نحتاج مدارس خاصة، وهناك أمر آخر تم بجهد ذاتي ارتأينا أن هناك نقصاً بثقافة ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع فأحببنا أن نؤسس برنامجاً، عن ذوي الاحتياجات الخاصة، وأعددنا برنامجا اسمه الحياة أمل، كنت فيه المقدم والمعد، أنتجنا أغنية عن ذوي الاحتياجات الخاصة أيضاً، وكتبتها ولحنتها أختي، وكافة من عملوا على الاغنية هم من ذوي الاحتياجات الخاصة من المكفوفين، فقط المصور كان من الأشخاص المبصرين".

وتعتمد المبادرة على طاقات الشباب وفاعليتهم، لتعطي دلالة على مدى دورهم الفعال في المجتمع، وخاصة بما يتعلق بذوي الاحتياجات الخاصة الذين يحتاجون للوقوف معهم للنهوض بالحياة من جديد. 

المساهمون