"فيروس الجوع" يتفشى في 3 دول عربية

"فيروس الجوع" يتفشى في 3 دول عربية

09 يوليو 2021
النساء والأطفال في اليمن أكثر المتضررين من الأزمة (محمد حمود/Getty)
+ الخط -

نشرت أخيراً منظمة مكافحة الفقر "أوكسفام" تقريراً بعنوان "فيروس الجوع يتكاثر"، قالت فيه إنّ 11 شخصاً يموتون من الجوع كلّ دقيقة، وإنّ عدد الذين يواجهون ظروفاً شبيهة بالمجاعة في جميع أنحاء العالم قد زاد ستة أضعاف خلال العام الماضي.

ويشمل التقرير إحصاءات من الدول التي تعاني أسوأ أزمات الغذاء والمجاعات، منها إثيوبيا وأفغانستان، كما ظهر في اللائحة ثلاث دول عربية، هي اليمن وسورية والسودان.

وبينما تحدّث التقرير عن الوضع في اليمن وسورية، لم يذكر الكثير حول الوضع في السودان.

وأضاف التقرير أنّ الصراعات المستمرة في هذه الدول، إضافة إلى ازدياد حدّة الأزمات الاقتصادية بسبب انتشار وباء كورونا، كما تفاقم أزمة المناخ، دفعت بالملايين من الناس نحو مستويات حادة من الجوع. وهذا الرقم مرشّح للتعاظم إذا لم تُتَّخَذ إجراءات سريعة.

وبحسب تقرير "أوكسفام"، يعاني اليمن من ثاني أكبر أزمة غذاء في العالم بعد جمهورية الكونغو الديمقراطية. إذ منذ بدء انتشار وباء كورونا، 16500 يمني بدأوا يعانون من ظروف مشابهة للمجاعة، مع توقعات بارتفاع هذا الرقم ثلاث مرات، ليصل إلى 47000 في يونيو/حزيران 2021.

استمرار الحرب، إضافة إلى انتشار الوباء تركا 13.5 يمنياً مع نهاية العام 2020 يعانون من نقص الغذاء الحاد، وفق التقرير. وانضم إلى هذه اللائحة 3 ملايين شخص إضافيين بحلول يونيو/حزيران 2021.

وبحسب التقرير، فإنّ 70% أو21 مليون يمني يحتاجون إلى مساعدات إنسانية طارئة.

وأضاف التقرير أنّ النساء والأطفال هم أكثر المتضررين من الأزمة. إذ إنّه مع وصول سوء التغذية إلى مستويات قياسية في اليمن، أكثر من مليون امرأة حامل ومرضعة إضافة إلى 2.3 مليون طفل تحت سن الخامسة، يعانون من سوء التغذية. 

وبسبب الحرب، اضطر 4 ملايين يمني إلى ترك منازلهم، نتيجة لذلك 67% من هؤلاء فقدوا الأمن الغذائي.

كما أنّ نقص مادة الفيول والقيود المفروضة على استيرادها أدّيا إلى تأخّر تسليم الغذاء والماء في مخيمات النازحين، وإبطاء الخدمات الصحية.

وأخبر المزارعون "أوكسفام"، بحسب ما ذكرته في تقريرها، أنه ما عاد باستطاعتهم أن يدفعوا ثمن الفيول لضخّ الماء وريّ مزروعاتهم، بينما قال الصيادون إنه ما عاد بإمكانهم تشغيل قواربهم.

وتقول "أوكسفام" إنها منذ إبريل/نيسان 2020، ساعدت 150 ألف يمني في 9 محافظات بمبالغ مالية ومواد أساسية تساعدهم على الحياة، كما ساعدت على تدريب النساء اللواتي ترأسن أسرهنّ على إنشاء مشاريع صغيرة ومتوسطة.

وفي سورية، 3 من 5 سوريين أو 12.4 مليون شخص أصبحوا يواجهون الجوع، مع نهاية العام 2020، بزيادة بنسبة 88%عن العام 2019، وهي من النسب الأعلى في العالم.

وأشار التقرير إلى أنّ انتشار الوباء زاد الأزمة الناتجة عن الحرب المستمرة منذ عشر سنوات هناك سوءاً، كما أدّى إلى تراجع كبير للعملة الوطنية مقابل الدولار وزيادة 313% في سعر السلة الغذائية، خلال سنة واحدة فقط.

ولفت إلى أنّ الأزمة ضربت أيضاً البنى التحتية للزراعة في سورية، ما أثّر على إنتاج الغذاء.

هذه الأزمة هي أكثر قسوة على النساء والفتيات السوريات، وفق التقرير، إذ إنّ العديد منهنّ تحوّلن إلى المعيلات الوحيدات في عائلاتهن أو اضطررن للعمل لأول مرة، وهنّ لا يمتلكن أي خبرة أو معرفة في مجال العمل.

وبحسب "أوكسفام"، فإنّ العائلات التي تديرها النساء كانت الأكثر تأثراً بأزمة الجوع، كما أنّ العديد من الأسر لجأت إلى تزويج بناتها القاصرات لتعيل أنفسها.

لكبح الجوع، تقول "أوكسفام" إنها ساعدت أكثر من 120 ألف شخص في سورية منذ بداية الجائحة، عن طريق تأمين البذور والمعدات للمزارعين، وصيانة البنى التحتية للري وتأمين مبالغ مالية للأكثر عوزاً.       

المساهمون