"طوابير الموت" تختطف متقاعداً خامساً بمدينة السليمانية

"طوابير الموت" تختطف متقاعداً خامساً بمدينة السليمانية

25 مايو 2022
حصيلة طوابير المتقاعدين خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة بلغت 5 حالات وفاة (عن فيسبوك)
+ الخط -

أدى وقوف آلاف المتقاعدين في طوابير طويلة شهرياً للحصول على رواتبهم في مدينة السليمانية شماليّ العراق، إلى وفاة شخص جديد هو الخامس خلال أقل من ثلاثة أشهر، وسط مطالبات بمحاسبة المسؤولين عن هيئة التقاعد العامة والمصارف التي يتسلمون منها رواتبهم الشهرية وإعادة النظر بطريقة توزيع الرواتب للمتقاعدين، وخصوصاً من كبار السن.

وأعلنت دائرة صحة السليمانية في العشرين من مارس/ آذار الماضي، وفاة متقاعدين اثنين بسكتة قلبية خلال وقوفهما بالطابور أمام مبنى مصرف "باخان" الحكومي وسط المدينة، قبل أن تعلن وفاة متقاعد آخر في التاسع والعشرين من الشهر نفسه، يبلغ من العمر 81 عاماً، تبعه الإعلام منتصف الشهر الماضي عن وفاة رابع خلال انتظار دوره، وقد اضطر إلى الانتظار حوالى ثلاث ساعات. 

ويوم أمس الثلاثاء، أعلن مستشفى السليمانية العام - قسم الطوارئ، وفاة متقاعد يبلغ من العمر 75 عاماً ويدعى علي مجيد، سقط خلال وقوفه في طابور أمام مصرف رزكاري (حكومي) في مدينة السليمانية، ضمن إقليم كردستان العراق.

ويقول مسؤول في دائرة صحة السليمانية لـ "العربي الجديد" إن حصيلة طوابير المتقاعدين خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة بلغت 5 حالات وفاة، وتراوح أعمار المتوفين بين 69 و81 عاماً، بينهم معلمون وعسكريون. كذلك سجلت 32 حالة إغماء أدخلت المستشفى، وهم بحالة صحية حرجة، بسبب اضطرارهم إلى الوقوف ساعات طويلة والتدافع وقلة الأوكسجين داخل المكان الضيق، حيث يُحشر الكثير من الناس داخله بانتظار وصولهم إلى شباك الاستلام.

معتبراً أن مسؤولية ذلك تتحملها دائرة التقاعد العامة في بغداد وإقليم كردستان، وأيضاً طريقة تعامل المصارف مع هذه الشريحة دون مراعاة عامل السن.

 

لكن رئيس مجلس محافظة السليمانية، آزاد محمد أمين، دافع عن موقف حكومة المدينة المحلية، بالقول إنهم طالبوا من وزارة المالية في حكومة الإقليم بإيجاد حل سريع ومستمر لمشكلة تسلم رواتب المتقاعدين التي يعانون منها منذ سنوات، والتي تتمثل بعدم توافر مكان ملائم لانتظار المتقاعدين، فضلاً عن أن التسلم (يدوي)، الأمر الذي يرهق المتقاعدين في الانتظار لساعات طويلة"، متحدثاً في تصريحات لصحيفة "الصباح" الرسمية الصادرة في بغداد اليوم الأربعاء، عن أنهم طالبوا بزيادة منافذ توزيع المرتبات أيضاً.

من جهته، قال مدير مكتب مفوضية حقوق الإنسان في السليمانية صابر عبد الله كريم، إن تلك الطوابير هي "خرق لحقوق الإنسان"، موضحاً أن المفوضية نظمت زيارات ميدانية للمصارف للاطلاع على الظروف الصعبة التي يمرّ بها المتقاعدون كل شهر، "ووجدناهم يقفون في طوابير تمتد لمسافة كيلومتر في الشمس. وفي فصل الشتاء، كانوا يعانون من البرد. وطالبنا الهيئة بتحويل الرواتب إلى نظام الدفع الإلكتروني"، معرباً عن أمله في أن "تكون الإجراءات بتنفيذ البطاقة الإلكترونية سريعة لإنهاء المعاناة المتكررة شهرياً".

المساهمون