"طالبان" ترجئ فتح مدارس الفتيات إلى أجل غير معلوم

"طالبان" ترجئ فتح مدارس الفتيات إلى أجل غير معلوم

23 مارس 2022
عدن إلى منازلهن بعدما أبلغن بإغلاق المدارس (أحمد ساهل أرمان/فرانس برس)
+ الخط -

أعلنت حكومة "طالبان" عن إرجاء فتح مدارس الفتيات إلى أجل غير معلوم، بحجة أن الأجواء غير مهيأة حتى الآن. وكان من المفترض أن تفتح مدارس الفتيات اليوم الأربعاء، وكانت الحكومة قد وعدت بفتحها من دون استثناءات بحلول العام الشمسي الجديد. 

وسبق أن وجهت "طالبان" بياناً إلى المدارس الأفغانية تطالب فيه بفتح مدارس البنين والبنات وفق الآلية الجديدة بحلول العام الدراسي الجديد، ليفاجئ القرار الصادر اليوم الجميع.  

وتضمن قرار "طالبان" السابق فتح جميع المدارس، وخصوصاً مدارس الفتيات، أبوابها، إلا أن وزارة التعليم في حكومة "طالبان" طلبت منها توجيه قرار ثان بعدم فتح مدارس الفتيات (أعلى من الصف الخامس)، من دون تحديد تاريخ جديد.  

وذكر البيان أن "طالبان" تسعى إلى وضع آلية لتعليم الفتيات وفق الشريعة الإسلامية والأعراف الأفغانية. وإلى حين تهيئة الأجواء المناسبة، ستكون مدارس الفتيات مغلقة.

وقال مصدر في وزارة التعليم الأفغانية، رفض نشر اسمه، لـ"العربي الجديد": "شهدت الأسابيع الماضية جدالاً حاداً بين قيادات طالبان والوزارة. معظم قادة طالبان ما زالوا يؤمنون بعدم السماح للفتيات بالتوجه إلى المدارس"، وأعرب عن خيبة أمله حيال تعامل قيادات "طالبان" مع ملف تعليم الفتيات، في حين يفضل معظم الأفغان الهرب من البلاد بسبب سياسات الحركة، وخصوصاً حرمان الفتيات من التعليم.

وتوجهت الفتيات إلى المدارس اليوم إلا أنهن فوجئن بقرار "طالبان" بعدم فتحها. وتقول عائشة، التي تدرس في الصف التاسع في مدرسة خاصة في منطقة بركي، لـ"العربي الجديد": "ذهبت إلى المدرسة اليوم وكنت آمل أن أبدأ الدراسة من جديد، ولكن لما وصلنا إلى المدرسة، أبلغتنا الإدارة بأن طالبان منعتها من فتح المدارس فوق الصف الخامس"، وتسأل: "ماذا نفعل؟ حرمنا من التعليم لمدة سنتين بسبب الجائحة وسياسات طالبان ولا نعرف مصيرنا". 

وكان أكثر من مسؤول في "طالبان"، على رأسهم الناطق باسم الحركة ذبيح الله مجاهد، قد أكد أن مدارس الفتيات ستفتح أبوابها بحلول العام الدراسي الجديد، أي اليوم.

ويعد ملف تعليم الفتيات من أهم مطالب المجتمع الدولي من أجل الاعتراف بحكومة "طالبان"، لكن يبدو أن الأخيرة لم تقرر حتى الآن بشأن هذا الملف بسبب تباين وجهات النظر داخل قيادات الحركة، كما يبدو.

وأعربت الأمم المتحدة عن خيبة أملها و"إحباطها الكبير" بعد إغلاق ثانويات البنات في أفغانستان. وقالت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشليه في بيان: "أشارك تلميذات الثانويات الأفغانية شعورهن بالإحباط وخيبة الأمل، وقد منعن بعد ستة أشهر من الانتظار، من العودة إلى المدرسة اليوم"، واعتبرت أن "فشل سلطات الأمر الواقع في الوفاء بالتزاماتها على الرغم من التعهدات المتكررة بتعليم الفتيات، وخصوصاً خلال زيارتي إلى كابول قبل أسبوعين، يضر جداً بأفغانستان".

وأشارت باشليه إلى أن "الحرمان من الحق في التعليم ينتهك حقوق الإنسان للنساء والفتيات ويعرضهن أكثر للعنف والفقر والاستغلال".  

المساهمون