"تحدي الخير"... مُبادرة لترميم البيوت المهترئة في غزة

"تحدي الخير"... مُبادرة لترميم البيوت المهترئة في غزة

غزة

علاء الحلو

avata
علاء الحلو
31 يناير 2022
+ الخط -

تحقق حلم أسرة الفلسطيني أبو أسامة، من مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، بترميم حملة "تحدي الخير" لمنزلها المُتهالك، وتوقف مُعاناتها السنوية، مع دخول فصل الشتاء الذي كان يسبب لهم قلقا دائِما.

ووثّقت الحملة التي يُشارك في تنفيذها مجموعة من الصحافيين والصحافيات، عددا من البيوت المُتهالِكة في المناطق المُهمشة، ويُعاني أصحابها من ظروف اقتصادية صعبة، وأمراض، حالت بينهم وبين إمكانية إصلاحها أو ترميمها، لتحميهم من التحديات التي يواجهونها خلال ارتفاع أو انخفاض درجات الحرارة.

ويتخوّف أصحاب تلك البيوت المُتهالكة من السيول التي تُسبب لهم رعباً حقيقياً بغرق بيوتهم، إلى جانب الخوف من سقوط الأسقف المعدنية المُهترئة فوق رؤوسهم خلال هطول الأمطار، وهي الأسقف ذاتها التي تتحوّل إلى صفيح ساخن خلال موجات الحَر، ما دفع أصحاب حملة "تحدي الخير"، إلى إطلاق مبادرتهم المجتمعية، لجمع التبرّعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وترميم تلك البيوت.

وتقوم فكرة الحملة على ترويج كل إعلامي للأُسرة المُكلّف بجمع التبرعات لها عبر منصات ومواقع التواصل الاجتماعي، من خلال تصوير البيت المهترئ وسرد الأوضاع الصعبة للأسرة، بهدف تشجيع المُتابعين على التبرّع، ومن ثم انتقال التحدي إلى صحافي آخر بعد إتمام جمع المبلغ المطلوب والمُعلن عنه سلفاً لترميم المنزل، ويتفاوت المبلغ المطلوب، بحسب أوضاع المنازل المُستهدفة.

حملة تحدي الخير في غزة (عبد الحكيم أبو رياش/العربي الجديد)
(عبد الحكيم أبو رياش/العربي الجديد)

ولم تتردد الصحافية الفلسطينية أمل حبيب، في قبول التحدي، لترميم بيت أبو أسامة، الذي يحتاج إلى مبلغ "خمسة آلاف دولار" لترميمه ومساحة 90 متراً. وترى حبيب أنه من الضروري والمُنصِف أن ينعم الجميع بالدفء، وإزالة مُسبِبات الخطر، التي تُهدد الأُسر الفقيرة وأطفالها.

اللُغة الإنسانية المؤثِرة، التي تحدثت بها حبيب لمُتابعيها خلال وصف واقع الأسرة التي قبلت التحدي لتحسين أوضاعها، ساعدتها في إيصال معاناة الأسرة وجمع المبلغ المطلوب خلال 14 ساعة، بعد أن تمّ تخصيص 24 ساعة لجمعه. وعن ذلك تقول لـ"العربي الجديد"، إنها "لم تجمع المبلغ بشطارتها" إنما بإحساسها، ووصلت إلى قلوب الجميع، الذين بادروا مجتمعين للمساهمة، وإنهاء معاناة الأسرة المتعففة.

حملة تحدي الخير في غزة (عبد الحكيم أبو رياش/العربي الجديد)
(عبد الحكيم أبو رياش/العربي الجديد)

وتوضح أمل أنّ المُساهمين في التحدي كانوا من الطبقة الوسطى، ومن الموظفين و"الناس العاديين"، ما يُعطي دافعاً أقوى ودلالة أكبر على وجود الخير في قلوب الجميع، حتى وإن ساءت الأوضاع الاقتصادية العامة. وهي ترى أنّ ما يميز الحملة عن غيرها، أنها "ليست إغاثية مؤقتة، وإنما تستهدف ترميم البيوت التي تُشعِر أصحابها بالدفء والأمان، ومن الواجِب أن يصبِح ذلك نهجاً في حياة الجميع".

ولا تقتصر مُهمة الصحافي والمؤثر الذي يمتلك عدداً من المُتابِعين، وفق حبيب على إيصال الخبر أو المعلومة فقط، وإنما صناعتها، ومُحاولة تغيير الواقع إلى الأفضل، وترك بصمة مسؤولة في المجتمع.

قضايا وناس
التحديثات الحية

وتُشارِكها في الرأي الصحافية هالة شحادة، التي توضح لـ "العربي الجديد" أنّ مُشاركتها في حملة "تحدي الخير" جاءت بعد مُشاركة عدد من الصحافيين في المساعدة بترميم بيوت الأسر الفقيرة في المناطق المُهمّشة.

وتواصِل شحادة النشر على المنصات الخاصة بها، لجمع المبلغ المطلوب وقدره خمسة آلاف دولار ونصف، لترميم منزل "أبو عبيدة"، وهو منزل صغير على سطح إحدى البنايات في مدينة خان يونس، وتعاني أسرته من ظروف معيشية غاية في الصعوبة.

وتضيف شحادة أنّ وضع تلك الأسر الصعب، وما تعانيه بسبب بيوتها القديمة والمهترئة، تحديداً في فصل الشتاء، شجّعها على استغلال تواجدها على منصات ومواقع التواصل الاجتماعي للمُساعدة، أملاً في التخفيف من واقعهم الصعب.

ويقول الصحافي محمد البردويل، وهو صاحب فكرة الحملة ومنسّقها، إنّ الفكرة جاءت بعد تجارب عديدة، كانت سبباً في اكتشاف مدى تأثير وفاعلية مواقع التواصل الاجتماعي، كونها ساحة مهمة، يمكن استثمارها من خلال الشخصيات المؤثرة والموثوقة لصنع فارق في حياة العديد من الأسر الفقيرة.

حملة تحدي الخير في غزة (عبد الحكيم أبو رياش/العربي الجديد)
(عبد الحكيم أبو رياش/العربي الجديد)

ويوضح في حديث مع "العربي الجديد" أنّ الحملة تهدف في المرحلة الأولى إلى ترميم 50 بيتاً من بيوت الأسر الفقيرة، إيذاناً بالانطلاق نحو مراحل أخرى. وعن تنفيذ أولى خطواتها يقول: "قمنا بزيارة بعض المؤثرين لاقتراح الفكرة التي تقوم بالأساس على إشعال روح التحدي بين الصفحات القوية، بحيث يتم تجميع المبلغ المرصود لكل أسرة خلال وقت يتراوح بين 24 إلى 48 ساعة، وقد لاقت المُبادرة تجاوباً، بعد أن تم توفير المبلغ المطلوب لترميم البيوت الأولى، وكان ذلك الإنجاز حافزاً لإكمال الطريق".

وتمّ اختيار البيوت التي لا تتبع لأي تنظيم أو لون سياسي في الحملة، وفق معايير أهمها بحسب البردويل، شدّة الفقر، إلى جانب تراكم التحديات المُحدِقة بأفرادها وأطفالها وطلبتها.

ذات صلة

الصورة
دانييلا فايس

سياسة

تواصل عرّابة الاستيطان وأحد أشد قادته دانييلا فايس تصريحاتها الفاشية المعادية للفلسطينيين، منادية بترحيلهم من غزة وسائر فلسطين والعودة للاستيطان في غزة.
الصورة

منوعات

كشفت منظمة المراقبة الرقمية الإسرائيلية "فيك ريبورتر"، اليوم الثلاثاء، عن حملة إسرائيلية للتأثير على الرأي العام الغربي، بما يخدم إسرائيل ومصالحها وروايتها.
الصورة

سياسة

قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إن القتل والقصف وسفك الدماء مستمرة في غزة على الرغم من حلول شهر رمضان الذي يحتفل به المسلمون في أنحاء العالم.
الصورة
تعلّق جهات إغاثية عملها في قطاع غزة بسبب الفلتان الأمني

تحقيقات

يعمّق الاحتلال الإسرائيلي من حالة الجوع بغزة، عبر غضّ النظر عن عصابات نهب المساعدات التي تعمل بالقرب من نقاط تمركزه وأمام قناصته

المساهمون