"العفو" الدولية تحذر من أزمة صحية تهدد 3 ملايين شمال غربي سورية

"العفو" الدولية تحذر من أزمة صحية تهدد 3 ملايين شمال غربي سورية بسبب نقص المساعدات

06 مايو 2022
يواجهون خطر حرمانهم من الحصول على الرعاية الصحية (رامي السيد/Getty)
+ الخط -

يواجه نحو 3.1 ملايين شخص من بينهم 2.8 مليون نازح داخلي، أزمة صحية في شمال غربي سورية، التي تكافح فيها المستشفيات والمرافق الطبية للعمل بسبب نقص المساعدات الدولية الممنوحة للمنطقة، وفق ما كشف تقرير لمنظمة "العفو" الدولية، أمس الخميس.

وأكدت المنظمة، تراجع نسبة المساعدات الدولية لقطاع الصحة في المنطقة التي تعتمد بشكل كامل على تمويل مقدم من المجتمع الدولي للخدمات الصحية والأدوية، خلال الأشهر العشرة الماضية بنسبة 40%.

وطالبت مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة، لين معلوف، المانحين الدوليين بإعطاء أولوية لضمان التمويل الكافي للخدمات الصحية وغيرها من الخدمات الأساسية، كون "ملايين الأشخاص في شمال غرب سورية يواجهون خطر حرمانهم من الحصول على الرعاية الصحية وسط الأزمة المتفاقمة. يجب حماية حق كل فرد في الصحة، مما يعني القدرة على الوصول إلى الخدمات الصحية عند الحاجة، من دون القلق بشأن التكلفة المالية"، بحسب قولها.

وأضافت معلوف "من المفترض أن يكون بديهياً، بعد عامين من الوباء، أنَّ أنظمة الرعاية الصحية هي خدمات حيوية يحتاجها الناس للبقاء على قيد الحياة. لقد أدى الانخفاض الهائل في التمويل في العام الماضي على الفور إلى إغلاق المستشفيات والخدمات الحيوية، وترك ملايين السوريين – الذين عانوا من الصراع والعنف – يكافحون من أجل الحصول على الأدوية وخدمات الرعاية الصحية الأساسية".

ومع توقف العديد من المستشفيات والمراكز الصحية في المنطقة شمال غربي سورية، خلال الأشهر الماضية، جراء شح التمويل، ازدادت الضغوطات والتهديدات على المراكز الصغيرة العاملة في المنطقة، وهذا ما أكده محمود المر مدير "مركز زرزور غربي إدلب للرعاية الصحية الأولية"، موضحاً لـ"العربي الجديد"، أنّ احتياجات الأهالي أكبر من إمكانات المركز.

وقال المرّ: "لا نستطيع أن نخدم جميع الأعداد المتوافدة على المركز بسبب الضغط على العيادات، وخاصة عيادات الأطفال، فلا بد للطبيب أن يعطي لكل مريض الوقت الكافي في معاينته".

وأضاف "جلّ ما نخشاه في المستقبل هو شح الدعم الملحوظ عن المشافي والمراكز ونقص الأدوية والمستهلكات الطبية، وخاصة في ظل الحرب الروسية الأوكرانية، التي كانت سبباً في انقطاع الدعم عن المنطقة، أضف إلى ذلك الفيتو الروسي على المساعدات الذي أصبح ورقة ضغط على الدول من أجل تمرير مصالحها".

وكان "فريق منسقو استجابة سورية"، قد حذر، في 28 إبريل/نيسان الماضي، من عواقب التهديدات الروسية المستمرة لمنع دخول المساعدات الإنسانية من معبر "باب الهوى" الحدودي بين سورية وتركيا، منتقداً ادعاءاتهم التي تتحدث عن غياب أي مسوّغ لتمديد آلية إيصال هذه المساعدات بعد انتهاء مدتها في يوليو/تموز 2022.

وصرح مدير مديرية صحة الساحل الدكتور خليل آغا، في وقت سابق  لـ"العربي الجديد"، بأنّ الانعكاسات السلبية لتراجع تمويل قطاع الصحة "كبيرة على الناس"، موضحاً أنّه "في المناطق الساحلية وريف جسر الشغور الفقير، والتي لا يوجد فيها نشاط اقتصادي، وتضم تجمّعات لخيم نازحين، لا يملك المرضى قدرة على شراء وصفة دواء أو دفع أجور معاينة طبية، ونرى غالباً تخلّي أحدهم عن وصفة طبية حين يأتي إلى مستشفى ولا يجد الدواء فيه".

بدورها قالت النازحة من ريف إدلب الجنوبي آلاء الأحمد، لـ"العربي الجديد"، إنّ "أكبر المشاكل التي نواجهها في الوقت الحالي ارتفاع أسعار الأدوية، كون المركز الصحي قرب المخيم الذي نقيم فيه شمالي إدلب لا تتوفر فيه الأدوية المطلوبة في أغلب الأوقات"، مبينة أنّ انقطاع الدواء "سيسبب أزمة في الوقت الحالي وكارثة مستقبلاً".

وتم تأمين 25% فقط من الأموال المطلوبة للقطاع الصحي في سورية وذلك اعتباراً من ديسمبر/ كانون الأول 2021، وفق مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم  المتحدة، مقارنة بنسبة 67% في يوليو/ تموز 2021.

كما توقفت 10 مستشفيات من أصل 50 شمال غربي سورية وفق مديرية صحة إدلب، إضافة إلى 12 مركزاً للرعاية الصحية الأولية عن العمل جراء نقص التمويل خلال الأشهر الماضية من 2022.

المساهمون