"العجاج" أزمة موسمية ترهق سكان شمال شرق سورية

"العجاج" أزمة موسمية ترهق سكان شمال شرق سورية

22 مايو 2021
عاصفة غبار تضرب مدينة القامشلي السورية (فيسبوك)
+ الخط -

تضرب رياح موسمية محملة بالغبار والأتربة، مناطق شمال شرق سورية، مارة بمحافظات دير الزور والرقة والحسكة، ويطلق عليها محليا "العجاج"، وهي عبارة عن عاصفة غبارية تتشكل في وسط  صحراء شبه الجزيرة العربية، وتتجه شمالا نحو مناطق شمال وشمالي شرق سورية، وصولا إلى العراق، وتترك آثارا سلبية على الإنسان والحيوان والنبات، خصوصا الذين لديهم مشاكل وأمراض تنفسية كالربو، وتتسبب  هذه العواصف في حوادث مرورية،  كما أنها تتلف المحاصيل بسبب إغلاقها مسام الأوراق الخضراء مما يسرع في ذبولها، كما أنها تقضي على أنواع من الحشرات والكائنات الصغيرة مثل الفراشات واليرقات وغيرها.

ورغم أن عواصف الغبار هي عوامل وظواهر طبيعية مكررة لأسباب تتعلق بالمناخ والضغط الجوي واتجاهات الرياح،  إلا أن الحكومات المتعاقبة لم تبذل جهدا  للحد من آثارها السلبية، وذلك بإقامة مصدات الرياح الطبيعية من خلال زراعة الأشجار،  أو العمل على بناء  أحزمة المدن الخضراء، على غرار الدول التي  تسعى إلى منع التصحر.
تقول بهار الخطيب (40 سنة)، وهي ربة منزل تقيم مع عائلتها في مدينة القامشلي، لـ"العربي الجديد": "مع بدء وصول عاصفة الغبار التي نسميها (العجاج)  إلى القامشلي، امتلأت شرفة منزلنا بالتراب، وسرعان ما تأثرت كل غرف المنزل.  أخشى أن تموت كل النباتات نتيجة تراكم الغبار على أوراقها. حاولت رشّها بالماء لكن لا فائدة، وأرجو أن لا تستمر العاصفة طويلا، وإلا سوف أضطر إلى تنظيف  المنزل في كل يوم مرتين".


وتحدّث عثمان حسين، عن الصعوبات التي يواجهها في ظل العاصفة الحالية، قائلا : "الليلة الماضية كانت الكهرباء مقطوعة، والغبار في كل مكان. لم يكن التنقل بالسيارة مريحا، ويفاقم ارتفاع درجة الحرارة من تأثير العواصف، لم نعد قادرين على فتح النوافذ، أو مغادرة المنزل".
واجتاحت العاصفة مناطق شرق سورية، لتصل إلى محافظتي دير الزور والحسكة، قبل الوصول إلى المناطق الشمالية، ومنها بلدة سلوك التابعة لمنطقة تل أبيض.

وأوضح خالد عليان، المقيم بحي الكورنيش في مدينة القامشلي، في حديث لـ"العربي الجديد": "لا نستطيع فتح النوافذ أو الأبواب، والبيت أصبح صندوقا مغلقا، وليس فيه أي وسيلة لتخفيف الحر، كون الكهرباء مقطوعة بسبب التقنين. الوضع صعب، وأرجو أن تزول العاصفة بأسرع وقت ممكن، فالمياه أيضا مقطوعة عن معظم أحياء المدينة، وهذا يمنع الناس من غسل الشرفات، أو حتى فسحات البيوت العربية".
ومع حلول هذه العواصف، يسارع الأهالي إلى إغلاق منازلهم ومحالهم التجارية في مدن دير الزور والحسكة والرقة، لأنها تكون محملة بالأتربة والرمال الصحراوية، وتستمر هذه العواصف أحيانا لمدة أربع ساعات، وتحدث شللا في الحياة عند حدوثها، ويعاني السكان من آثارها لعدة أيام.

المساهمون