"التدوير" يدعم التعليم في مخيم برج البراجنة

"التدوير" يدعم التعليم في مخيم برج البراجنة

28 أكتوبر 2021
معلومات حول الإفادة من عبوات البلاستيك (العربي الجديد)
+ الخط -

تتفاوت مهارات الأطفال في عملية التعلم، ما يستدعي دعم أولئك الذين يواجهون صعوبات، وهو ما اختارت أن تفعله إدارة روضة القسّام في مخيم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين في لبنان عبر عملية إعادة تدوير البلاستيك والكرتون والملابس القديمة.
تقول المشرفة التربوية في روضة القسّام، مهى مرّة، لـ"العربي الجديد": "نطبق تخطيطاً تربوياً وتعليماً لتمييز مهارات الأطفال عبر الرسم وأساليب متاحة أخرى، وأنشأنا قسماً لأولئك الذين يواجهون صعوبات تعلمية، لكننا لم نستطع أن نتعامل معهم في شكل جيد بسبب جائحة كورونا العام الماضي حين لجأنا إلى حصص تعليم عن بعد، في حين هم أكثر احتياجاً للتعليم الحضوري. وفور إعادة إطلاق التعليم الحضوري في المدارس والجامعات، نظمنا نشاطاً خاصاً لدعمهم عبر صنع ألعاب تربوية وترفيهية تعتمد على إعادة تدوير البلاستيك والكرتون والملابس القديمة، ودعونا الأمهات إلى المشاركة. وفي ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة، تستطيع الأمهات أن يصنعن زينة للبيت عبر إعادة التدوير، والاستغناء عن شراء الألعاب من السوق".

تتابع: "استخدمنا في الدورة التي رعتها مؤسسة مساواة، عبوات مياه بلاستيك فارغة وكنزات صوف وشمعا وكرتونا. عملنا مع الأم والطفل، واستطعنا أن ننجز أشياء جميلة ومتعددة، ثم أقمنا معرضاً لأشغال الأطفال التي سنوزعها لاحقاً على مؤسسات في المخيم ورياض أطفال. كما ستحصل الأمهات على حصة من أعمالهن وتلك لأولادهن".

وتشير إلى أن "هذا النشاط يسمح للأطفال الذين يواجهون صعوبات تعلمية بكسب قدرات ومهارات معينة تساعدهم في إنجاز أشياء معينة، واكتشاف مناطق الضعف عندهم. كما يساهم في الحفاظ على البيئة من خلال عدم رمي المواد، وجعل الأطفال يعتادون على الفرز في البيت كي يعرفوا أن هذه الأشياء قد يحتاجها غيرهم".

الصورة
مهتم بالزراعة (العربي الجديد)
مهتم بالزراعة (العربي الجديد)

معارف جديدة
وتعلّق الزميلة صمود غزال، وهي أم لثلاثة أطفال، على هذا النشاط بالقول لـ"العربي الجديد": "التزمنا الحجر المنزلي خلال أزمة كورونا، ما زاد مشكلة ابنتي التي تعاني من الخجل، فتواصلت مع مديرة الروضة التي دعت ابنتي إلى المشاركة في مشروع التدوير وتطوير المهارات عند الأطفال".
تتابع: "حضرت ابنتي يومين في الأسبوع ورافقتها، وتعلمنا بأننا نستطيع عبر أشياء بسيطة أن نصنع ألعاباً في البيت، واكتشفنا أنه يمكن صنع معجون للأولاد من طحين، وألعاب من عبوات بلاستيك، وأشكال متعددة من أغطية هذه العبوات. ومن خلال مشاركة ابنتي في المشروع شعرت بأن شخصيتها تحسنت، كما حسّن المشروع عملية تواصلي مع أولادي بمساعدة المعلمات والمشرفات عليه".

الصورة
تعلمت فرز الأشياء في البيت (العربي الجديد)
تعلمت فرز الأشياء في البيت (العربي الجديد)

أشكال وأرقام
وتقول بثينة غنام، وهي من طيرة حيفا بفلسطين وتقيم في مخيم برج البراجنة: "أحد أولادي الأربعة عنيد جداً ومزاجي، فأحببت أن يشارك في هذه الدورة حتى نتعلم معاً مهارات جديدة. أكثر ما أحببته في هذا النشاط هو الزراعة التي قررنا أن نمارسها في البيت باستخدام عبوات بلاستيك، ويتولى ابني الاهتمام بالمزروعات حالياً".

الصورة
دمية من كنزة صوف قديمة (العربي الجديد)
دمية من كنزة صوف قديمة (العربي الجديد)

وتشير إلى أن ابنها تعلم أيضاً "صنع ألعاب تربوية من بلاستيك وكرتون، وصار يعمل منها أشكالاً وأرقاماً، ويستخدم أغطية عبوات البلاستيك لمعرفة الألوان. وفي البيت، صرنا نعمل على تدوير الكرتون والبلاستيك وكنزات الصوف العتيقة، في حين كنا نرميها في القمامة سابقاً، وأصبحنا بالتالي نحافظ على البيئة". وتقول: "تغيّر ابني بنسبة 70 في المائة. وأنا سعيدة بذلك، وبأنه بات أكثر حماسة للعب، وأكثر استعداداً لمساعدتي أيضاً".

أما رولا الأشوح التي تقيم في مخيم برج البراجنة، فتقول:" ابني شديد التعلق بالهاتف الخلوي وعنيد ويملك فائضاً في الحركة. عندما علمت بمشروع إعادة التدوير رغبت في أن يلتحق به، وعملنا على جمع عبوات بلاستيك فارغة وملابس عتيقة كي نستفيد منها في التدوير، ونصنع ألعاباً". 
تضيف: "يساهم هذا النشاط في تطوير مهارات الأطفال، ويمنع استخدامهم الهاتف الخلوي وقتاً طويلاً. وقد استفدت مع ابني من المشروع إذ بت أشعر لدى قيامي بذلك أنني لا أعيش في فراغ. وعموماً تحسّن سلوك ابني بفضل تعلمه هذه المهارات التي تجعله يفرغ طاقته في مكان محدد، فهو يحب الرسم والأشكال. كما تعلم الحفاظ على البيئة عبر عدم رمي العبوات الفارغة، ويهتم بتجميعها وتقديمها لجمعيات تساهم في التدوير".

المساهمون