"أوميكرون" يدفع المغرب إلى تمديد الطوارئ الصحية

"أوميكرون" يدفع المغرب إلى تمديد الطوارئ الصحية: مخاوف من انتكاسة وبائية

23 ديسمبر 2021
المغرب يسجل زيادة في إصابات "أوميكرون" (Getty)
+ الخط -

قرّرت الحكومة المغربية، الخميس، تمديد حالة الطوارئ الصحيّة لشهر إضافي لمواجهة تفشّي فيروس كورونا في البلاد، وذلك بالتزامن مع مخاوف من انتكاسة وبائية بسبب ارتفاع الإصابات بالمتحور الجديد "أوميكرون".

وأعلن الوزير المكلف العلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، مصطفى بيتاس، خلال مؤتمر صحافي عقده الخميس، أنّ المجلس الحكومي صدّق على مشروع مرسوم يقضي بتمديد مدّة سريان مفعول حالة الطوارئ الصحية في سائر أرجاء التراب الوطني لمواجهة كوفيد 19، لغاية يوم الجمعة 31 يناير/ كانون الثاني المقبل، الساعة 6 مساءً.

وكشف الوزير المغربي أنّ قرار الحكومة القاضي بتمديد حالة "الطوارئ الصحية" يأتي في سياق مسايرة جهود المملكة المغربية المبذولة لمكافحة تفشي جائحة فيروس كورونا، و"الاستمرار في ضمان فعالية ونجاعة الإجراءات والتدابير المتخذة من طرف السلطات العمومية الرامية إلى التصدي لانتشار جائحة كوفيد 19".

ويقضي مرسوم حالة الطوارئ بمنح صلاحيات لوُلاة الجهات وعمّال العمالات والأقاليم، في ضوء المعطيات المتوافرة عن الحالة الوبائية السائدة على مستوى عمالة أو إقليم أو جماعة أو أكثر، مع اتخاذ جميع التدابير الإجرائية التي يستلزمها حفظ النظام العام الصحي.

واتخذت الحكومة المغربية خلال الأيام الماضية مجموعة من الإجراءات الاحترازية للحيلولة دون تسرب السلالات الجديدة لفيروس كورونا، كان من أبرزها إغلاق المجال الجوي، ومنع احتفالات رأس السنة الجديدة، وفرض حظر تنقل في تلك الليلة ابتداءً من الساعة الثانية عشرة ليلاً.

وقالت الحكومة، في بيان، إن "هذه التدابير تشمل منع جميع الاحتفالات الخاصة برأس السنة الميلادية، ومنع الفنادق والمطاعم وجميع المرافق السياحية من تنظيم احتفالات أو برامج خاصة بهذه المناسبة، وإغلاق المطاعم والمقاهي عند الساعة الحادية عشرة والنصف ليلاً، وحظر التنقل الليلي ليلة رأس السنة من الساعة الثانية عشرة ليلاً حتى السادسة من صباح اليوم التالي".

ويأتي قرار التمديد في ظل تحذير السلطات الصحية من حدوث انتكاسة وبائية بالنظر إلى الارتفاع الملحوظ لعدد الحالات والبؤر الوبائية، وخاصة العائلية، جراء انتشار المتحور الجديد "أوميكرون" لفيروس كورونا في البلاد.

وفي وقت سابق، كشفت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، عن ارتفاع عدد الإصابات الجديدة بالمتحور "أوميكرون"، منذ تأكيد أول إصابة الأربعاء الماضي، إلى 28 حالة، بعد تسجيل 13 حالة بجهة الدار البيضاء - سطات، و11 حالة بجهة الرباط - سلا - القنيطرة، و4 حالات بجهة فاس مكناس.

وقالت وزارة الصحة، في بيان وصلت إلى "العربي الجديد" نسخة منه، إن 20 حالة إصابة بـ"أوميكرون" سُجِّلَت في إطار سبع بؤر عائلية، إضافة إلى 8 حالات معزولة، وقد أصابت 5 منها أطفالاً تراوح أعمارهم ما بين 4 أشهر و13 عاماً، فيما سُجِّلت 46 حالة محتملة، قيد التأكيد، منها 14 حالة بجهة مراكش ـ آسفي.

شبح "أوميكرون" يخيّم على الجامعات والمدارس

من جهة ثانية، دعت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، اليوم الخميس، في مراسلة وجهتها إلى رؤساء الجامعات المغربية، إلى تنظيم كل الامتحانات عن بُعد، حتى إشعار آخر، إلى جانب عقد كل الاجتماعات واللقاءات والندوات والتظاهرات العلمية والثقافية عن بعد.

وقالت الوزارة، في المراسلة، إن هذا القرار جاء في ظل تسجيل حالات إصابة بالمتحور"أوميكرون"، ما يستدعي المزيد من اليقظة والتزام التدابير الوقائية والاحترازية الصادرة عن السلطات المختصة لتطويق رقعة انتشار هذا الوباء.

ولفتت إلى أن الإجراءات التي اتخذتها تأتي "حرصاً على ضمان السلامة الصحية لمختلف الفاعلين بالجامعات ومؤسسات التعليم العالي من طلبة وأساتذة باحثين وأطر إدارية وتقنية".

ودعت الوزارة رؤساء الجامعات إلى رفع مستوى اليقظة في مواجهة الوباء، والتقيّد بأقصى درجات الصرامة بالتدابير الوقائية للحماية الفردية والجماعية الواردة في البروتوكول الصحي داخل الجامعات ومؤسسات لتعليم العالي.

ويأتي قرار اعتماد الامتحانات عن بُعد، بعد أيام من دعوة الوزارة مسؤولي الجامعات المغربية إلى الاستعداد لاعتماد التعليم عن بُعد وتوفير الموارد البيداغوجية السمعية البصرية لمختلف وحدات المسالك المعتمدة، تحسباً لأي تطور سلبي محتمل في الحالة الوبائية بالمغرب.

من جهة أخرى، اضطرت وزارة التربية الوطنية إلى إصدار قرارات بإغلاق 3 مؤسسات في ظرف 24 ساعة في كل من مدينة سلا والعاصمة الرباط، بعد اكتشاف حالات إصابة بكورونا في صفوف التلاميذ، وذلك "حفاظاً على سلامة المتعلمات والمتعلمين والأطر الإدارية والتربوية".

وفي ظل حديث عن توجه الحكومة إلى تمديد الإجازة المدرسية المقررة نهاية الأسبوع الحالي، بسبب ارتفاع عدد الإصابات وانتشار المتحور الجديد، قال الوزير المكلف العلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بيتاس، خلال مؤتمر صحافي عقده اليوم بعد انعقاد المجلس الحكومي، إنه في "إذا كانت الوضعية الوبائية في بداية يناير/ كانون الثاني المقبل تسمح بعودة الدراسة بشكل طبيعي وتفتح المدارس كلها، ستسير الحكومة في هذا الاتجاه، وإن كانت هناك وضعية غير مستقرة، سنتخذ قرارات تتناسب مع الوضعية التي ستحكم".

ومساء الخميس، كشفت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، عن تسجيل 475 إصابة جديدة بفيروس كورونا خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع العدد الإجمالي للمصابين بالفيروس إلى 954,199 حالة في المغرب، فيما سجلت 6 وفيات جديدة بالفيروس، ليصل العدد الإجمالي إلى 14,823 وفاة.

 

المساهمون