حققت الدراما العربية المشتركة تفوقاً ملحوظاً في السنوات الفائتة، وذلك على صعيد التسويق والولوج بسهولة كبيرة إلى منصات العرض الرقمية وشاشات التلفزيون.
وقد وجد المنتجون في هذا النوع من الدراما سوقاً خصبة للاستثمار، لا سيما بعد الانهيار الاقتصادي في لبنان، إذ يحصل المنتج اللبناني أو العربي على دولار "فريش" من المنصات الرقمية. وينتج العمل داخل لبنان بالليرة أي العملة المحلية، وبذلك لا يكون خاسراً، بل رابحاً أضعاف ما كان يجنيه من قبل. وهذا ما زاد من عدد المشاريع الدرامية على لائحة العرض أو التي بدأ التجهيز لها في هذا الصيف، وتزامناً مع ذلك فرضت منصات العرض حضور الممثل السوري، ما زاد من نسبة الممثلين السوريين في المسلسلات الجاري إنتاجها. وبعد تراجع حصة الحضور السوري خلال المواسم الفائتة، وتحول بعض المنتجين إلى "لبننة" المسلسل المشترك وتضييق نقابة الفنانين في لبنان لنسبة حضور الممثلين العرب في المسلسلات المنجزة داخل لبنان، حدثَ العكس مع إعادة الاتكاء على الممثلين السوريين في البطولة الذكورية للمسلسلات. إذ عاد الفنان السوري معتصم النهار عن قراره بالابتعاد عامين عن التمثيل ليقدم ثنائية جديدة مع الفنانة اللبنانية نادين نسيب نجيم في مسلسل "صالون زهرة". المسلسل المؤجل من مطلع العام كان مقرراً حضور الفنان السوري سامر إسماعيل في بطولته، قبل أن يتجه لتوقيع شراكة مع المنتج رائد سنان والحضور في بطولة مسلسل "داون تاون" للمخرج زهير قنوع، والاستعداد لبطولة مسلسل ثان مع ذات المنتج من كتابة رافي وهبي، وفي شراكة بالبطولة مع الفنان اللبناني عباس جعفر.
كما حضر الفنان السوري، خالد القيش، إلى لبنان مجدداً بعدما تعثر في تجربتين سابقتين، ليقدّم بطولة مسلسل "للموت" ويستكمل وجوده في الجزء الثاني في العام المقبل، حاله حال مواطنه الفنان محمد الأحمد بعد لمعان اسمه في بطولة مسلسل "عروس بيروت" ليكون في بطولة "للموت" ويكون من أبرز المرشحين لبطولة مسلسل "شتي يا بيروت".
الفنان السوري عابد فهد أيضاً سيكون في لبنان للعب بطولة مسلسل "شتي يا بيروت" للكاتب بلال شحادات والمخرج إيلي السمعان، كما حظي بترشيح للعب دور البطولة في مسلسل يروي سيرة حياة المطرب السوري جورج وسوف. الفنان السوري محمود نصر بدوره موجود في لبنان لتصوير مسلسل مصري يحمل اسم "60 يوم"، وهو التجربة الأولى لنصر باللهجة المصرية إلى جانب الفنانة ياسمين رئيس. وكذلك الفنان السوري قصي خولي موجود في بيروت للتحضير لمشروع قادم، كما في جعبته بطولة الموسم الثاني من مسلسل "2020" بعد النجاح الكبير للجزء الأول. كما انضم مؤخراً إلى قائمة الفنانين السوريين في لبنان، الفنان مهيار خضور في أولى بطولة له ضمن الدراما المشتركة في مسلسل "السجين" لصالح شركة "جينوميديا" الإماراتية مع المخرج الأردني محمد لطفي. الفنان السوري مكسيم خليل أنهى بدوره تصوير مسلسل قصير مع المخرج التونسي مجدي السميري، في حين يجري التفاوض معه لصالح عشارية من إنتاج شركة "الصبّاح" اللبنانية.
كما أن للشباب حضوراً في الدراما المشتركة، إذ يشارك إيهاب شعبان في بطولة مسلسل "السجين"، ويستعد فارس ياغي لمسلسل مشترك جديد، وأنهى أنس طيارة تصوير دوره في مسلسل "سنوات الحب والرحيل" عقب المشاركة الخليجية له في مسلسل "دفعة بيروت".
الهجرة السورية إلى الدراما المشتركة دفعت المنتجين للتساؤل عن المرشحين للعب أدوار البطولة الذكورية في مسلسلات الموسم القادم، خاصة مع تراجع الأجور في سورية وضعف الإنتاجات الضخمة وانحياز الدراما لأعمال البيئة الشامية التي أثقلت كاهل الصناعة، وحولت الأعمال إلى نسخ متشابهة لا تحمل ملامح مميزة.
