وزير الخارجية الأميركي يندد بسيطرة الجيش السوداني على السلطة

وزير الخارجية الأميركي يندد بسيطرة الجيش السوداني على السلطة... وبيان مرتقب لمجلس الأمن

28 أكتوبر 2021
أكد بلينكن دعم الشعب السوداني في مطالبته بالعودة إلى الديمقراطية (فرانس برس)
+ الخط -

ندد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في اتصال هاتفي مع وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي، اليوم الخميس، باستيلاء الجيش السوداني على السلطة واعتقال القادة المدنيين في البلاد.

وقال بلينكن على "تويتر"، إنه بحث مع الوزيرة السودانية أفضل السبل المتاحة أمام الولايات المتحدة لدعم الشعب السوداني في مطالبته بالعودة إلى الديمقراطية.

وكان قائد القوات المسلحة السودانية، عبد الفتاح البرهان، قد أعفى مساء الأربعاء، ستة سفراء من مناصبهم، في وقت أكد فيه رئيس الوزراء الذي عُزل من منصبه عقب الانقلاب العسكري، عبد الله حمدوك، أنه لا يزال ملتزماً التحول المدني الديمقراطي.

وكان مصدر دبلوماسي قد قال لـ"رويترز"، الثلاثاء إنّ سفراء السودان لدى 12 دولة، منها الولايات المتحدة والإمارات والصين وفرنسا، رفضوا استحواذ الجيش على السلطة في السودان يوم الاثنين.

بيان مرتقب لمجلس الأمن حول السودان

إلى ذلك، توقعت مصادر دبلوماسية في الأمم المتحدة، الأربعاء، إمكانية صدور بيان عن مجلس الأمن الدولي صباح اليوم الخميس، يعرب فيه عن "القلق" من إجراءات الجيش السوداني الأخيرة.

وقالت المصادر الأممية لـ"الأناضول"، مفضلة عدم الكشف عن هويتها، إنّ الوفد البريطاني في مجلس الأمن صاغ مشروع بيان يعرب فيه عن القلق من سيطرة الجيش السوداني على السلطة في الخرطوم. وأضافت أنّ الوفد البريطاني حدّد موعد صدور مشروع البيان بحلول الساعة 10.00 صباحاً بتوقيت نيويورك (2.00 بتوقيت غرينتش).

وأوضحت المصادر أنه إذا لم تكسر أي دولة عضو في المجلس حاجز الصمت بحلول هذا الموعد، فإن مشروع البيان سيكون صادراً عن المجلس بإجماع كل أعضائه البالغ عددهم 15 دولة، مشيرة إلى وجود فرصة معقولة لصدور البيان بصياغته الأخيرة المطروحة حالياً، حيث خلا النص من أي إشارة إلى وقوع "انقلاب عسكري" في السودان، ولم يتضمن إدانة لإجراءات الجيش.

ويعبّر مشروع البيان عن "القلق الشديد بشأن الاستيلاء العسكري على السلطة في السودان، وتعليق بعض المؤسسات الانتقالية، وإعلان حالة الطوارئ، واحتجاز رئيس الوزراء عبد الله حمدوك (أطلق الجيش سراحه لاحقاً)، فضلاً عن أعضاء آخرين في الحكومة".

ويطالب السلطات العسكرية السودانية بـ"إعادة الحكومة الانتقالية بقيادة مدنية على أساس الوثيقة الدستورية وغيرها من الوثائق التأسيسية للمرحلة الانتقالية".

ويحث مشروع البيان "جميع أصحاب المصلحة على الانخراط في حوار دون شروط مسبقة، من أجل التنفيذ الكامل للوثيقة الدستورية واتفاقية جوبا للسلام".

ويتطلب إصدار البيانات الرئاسية أو الصحافية من المجلس موافقة جميع ممثلي الدول الأعضاء البالغ عددها 15 دولة.

وتعذّر، الأربعاء، خلال جلسة مجلس الأمن التوصل إلى إعلان مشترك حول السودان بسبب رفض روسيا إدانة استيلاء العسكر على السلطة، وفق ما نقلت "فرانس برس" عن دبلوماسيين.

وقال نائب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة ديمتري بوليانسكي إنّ المفاوضات مستمرة، واصفاً المسألة بأنها "دقيقة للغاية".

ورغم الموقف الحاسم للاتحاد الأفريقي، جرت نقاشات صعبة في مجلس الأمن الأربعاء للاتفاق على إعلان مشترك بشأن السودان مع معارضة روسيا لإدانة الانقلاب.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إنّ مبعوث الأمم المتحدة للسودان، الألماني فولكر بيرثيس، التقى، الأربعاء، البرهان وكذلك حمدوك.

وأضاف خلال مؤتمره الصحافي اليومي، إنّ المبعوث "التقى الفريق أول البرهان للبحث في التطورات الأخيرة" في السودان، رداً على أسئلة عن الانقلاب العسكري. وقال دوجاريك إنه "أكد له" التطورات التي تطالب بها الأمم المتحدة، وهي "العودة إلى العملية الانتقالية" بموجب الوثائق الدستورية و"بالطبع الإفراج الفوري عن جميع الذين اعتقلوا تعسفياً".

وقال أيضاً إنّ المبعوث الأممي أتيحت له "الفرصة منذ بعض الوقت للقاء رئيس الوزراء حمدوك في مقر إقامته، حيث لا يزال تحت الحراسة". وقال المتحدث: "إنه قيد الإقامة الجبرية نوعاً ما. ليس حراً في التحرك، ويجب أن يكون حراً".

الاتحاد الأوروبي يؤكد دعمه لفترة انتقالية بقيادة مدنية في السودان

وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الأربعاء، إنه تحدث مع حمدوك وكرر دعمه لفترة انتقالية بقيادة مدنية. وكتب بوريل في تغريدة: "كل ما عدا ذلك هو خيانة لتطلعات الشعب الذي قاد الثورة قبل عامين".

السفير السعودي في الخرطوم يلتقي البرهان

وأكد السفير السعودي في الخرطوم علي حسن بن جعفر، خلال لقائه البرهان، الأربعاء، دعم المملكة "لكل ما يؤدي إلى تحقيق الوفاق بين القوى السياسية"، وفق بيان نشرته القوات المسلحة السودانية في صفحتها على "فيسبوك".

وتتجه الأنظار إلى الخطوات المقبلة التي سيقدم عليها عبد الفتاح البرهان، بعد إعلانه حالة الطوارئ في جميع أنحاء السودان، وحلّ مجلسي السيادة والوزراء في البلاد، وكذلك تعليق العمل في بعض مواد الوثيقة الدستورية.

المساهمون