صحة إدلب تنفي الادعاءات الروسية حول فتح معابر لخروج المدنيين

صحة إدلب تنفي الادعاءات الروسية حول فتح معابر لخروج المدنيين

16 فبراير 2021
أكثر من 10 مشاف وعيادات ومراكز رعاية تعمل بشكل مجاني على مدار الساعة في إدلب (Getty)
+ الخط -

نفى مدير صحة إدلب ومتحدّثٌ عسكري باسم إحدى التشكيلات التابعة للمعارضة لـ"العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء، الادعاءات الروسية حول طلب المدنيين في المحافظة، شمال غربي سورية، فتح معابر بسبب تدهور الرعاية الصحية، مؤكدَين أن الأوضاع الاجتماعية والصحية في إدلب مستقرّة، وأنّ الحركة تتمّ باتجاه معاكس؛ أي من مناطق النظام إلى مناطق سيطرة المعارضة، نظراً للأوضاع المعيشية الصعبة هناك.

وكان نائب رئيس قاعدة حميميم الجوية الروسية في سورية، اللواء فياتشيسلاف سيتنيك، قد زعم أنّ "ثلاثة معابر إضافية ستفتح أمام الراغبين بالخروج من إدلب إلى مناطق سيطرة النظام السوري"، مضيفاً، في حديث لوكالة "نوفوستي" الروسية، ليل أمس الاثنين، أنّ "السلطات السورية بمساعدتنا ستفتح معابر من سراقب شرق إدلب، وميزناز غرب حلب، وأبو الزندين شرق حلب، أمام الراغبين بمغادرة إدلب عبر حدود منطقة وقف التصعيد"، وأنّ "المعابر ستفتح في ظل كثرة الطلبات المقدمة من سكان منطقة وقف التصعيد في إدلب، بسبب نقص الرعاية الطبية والوضع الاجتماعي والاقتصادي الذي نشأ بسبب العقوبات الأميركية".

جاء ذلك بعد توجيه سيتنيك اتهاماً جديداً لمنظمة الدفاع المدني السوري المعروفة بـ"الخوذ البيضاء"، قبل أمس الأحد، بأنها تنوي المشاركة في هجوم "استفزازي" بإدلب ضد قوات النظام، سبقه اتهام آخر، الأربعاء الفائت، عندما أعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيانٍ لها، أنّ "الدفاعات الجوية لقواتها الموجودة في سورية ضمن قاعدة حميميم الجوية بمنطقة جبلة بريف اللاذقية، غربي سورية، تصدّت لهجوم نفذته التنظيمات الإرهابية الموجودة في ما يُعرف بمنطقة خفض التصعيد الرابعة (إدلب وما حولها) على القاعدة".

وعلى النقيض من ذلك، قال مدير صحة إدلب الدكتور صالح عبدان لـ"العربي الجديد": "يوجد في محافظة إدلب حوالى 60 مشفى ومركزاً طبياً تخصُصياً، و80 مركز رعاية صحية أولية، و30 عيادة متنقلة، تعمل بشكلٍ مجاني بكامل طاقتها لخدمة الأهالي على مدار الـ24 ساعة، بالإضافة لـ20 مشفى خاصاً، وعيادات خاصة للأطباء وحوالي 500 صيدلية".

وأشار إلى أنّ "الخدمات الصحية النوعية متوفرة في جميع أشكالها في محافظة إدلب، من جراحة قلب، وعلاج كيميائي للسرطان، ومراكز غسيل الكلى، وسيارات إسعاف حديثة"، لافتاً إلى أنّ "عدد الكوادر الطبية الموجودة في المحافظة كافية لتأمين الرعاية الصحية الجيدة للأهالي، فتضم المحافظة حوالى 800 طبيب عام، بالإضافة لـ1500 ممرض، و500 فني تخدير، و400 قابلة قانونية".

وأكد أنّ ثمة "معبراً إنسانياً في منطقة باب الهوى شمالي إدلب مع تركيا، يقوم بتحويل المرضى الذين هم بحاجة إلى علاجات طبية متقدمة جداً للمشافي التركية"، وأنّ "المعبر يستقبل بشكلٍ يومي حوالي 15 إلى 20 مريضاً، يتم علاجهم بالمجان داخل تركيا".

وأردف مدير الصحة أن "هناك الكثير من الحالات المرضية التي تأتي من مناطق سيطرة النظام إلى محافظة إدلب، بسبب نقص الخدمات الطبية لديه، منها حالات السرطان التي تتوافد إلى مشافي المحافظة من أجل التحويل إلى تركيا، بالإضافة للعمليات النوعية وحالات تبديل المفاصل التي تأتي إلى مشافينا لتلقي العلاج بالمجان أو بتكلفة بسيطة".

من جانبه، أوضح النقيب ناجي المصطفى، المتحدث الرسمي باسم "الجبهة الوطنية للتحرير"، أهم التشكيلات العسكرية في إدلب والتابعة لـ"الجيش الوطني" المعارض، أنّ "هذه ليست المرة الأولى التي يتحدث الروس فيها عن وجود معابر لخروج المدنيين من مناطق إدلب باتجاه مناطق سيطرة النظام، سبقها مرات عديدة إعلانات وتصريحات حول فتح معابر في سراقب والترنبة والصالحية شرق إدلب، ولكن جميع تلك التصريحات والإعلانات كانت عبارة عن كذب وتهويل وخدعة سياسية تريد روسيا من خلالها إظهار نفسها كراعي سلام مهتم بالمدنيين أمام المجتمع المدني، متجاهلةً قصفها مع قواتها الحليفة من النظام والمليشيات الإيرانية الذي لم يتوقف في ظل إعلان وقف إطلاق النار في منطقة خفض التصعيد"، الذي تم توقيعه بين الجانبين الروسي والتركي في الخامس من مارس/ آذار العام الماضي.

وأكد المصطفى، لـ"العربي الجديد"، أنّ "المناطق المحررة لم تسجل عودة أي مدني إلى مناطق سيطرة النظام السوري وحليفته روسيا منذ إعلانها عن فتح معابر في مارس/ آذار العام الماضي".

ولفت إلى أنه "على العكس تماماً، سجلت المناطق في إدلب وحلب عودة العشرات من المدنيين من مناطق سيطرة النظام السوري، نتيجة تدهور وسوء الوضع الاقتصادي والاجتماعي الذي تشهده مناطق النظام"، مُشيراً إلى أن "طوابير المدنيين أمام أفران الخبز ومحطات الوقود ضمن مناطق سيطرة النظام ما زالت مستمرة، وثمة احتجاجات بين الحين والآخر في عمق المناطق الموالية له، بسبب حرمان تلك المدن والبلدات من المواد الأساسية كالطحين والسكر والزيوت، وانقطاع الماء والكهرباء بشكلٍ مستمر".

ومن جهته، أشار الناشط الإعلامي محمد الضاهر، عضو المركز الإعلامي العام الناشط في إدلب ومحطيها، لـ"العربي الجديد"، إلى أن "العديد من الوقفات الاحتجاجية والمظاهرات خرجت في مدن وبلدات مختلفة من أرياف حلب الشمالية والشرقية وإدلب الشمالية والغربية، رافضةً فتح المعابر مع النظام، وحتى فتحها للحركة التجارية، وطالب الأهالي المجتمع الدولي بإخراج روسيا والمليشيات المساندة لها من المناطق التي احتلتها ضمن الحملة العسكرية الأخيرة على منطقة خفض التصعيد الرابعة".

ولفت الضاهر إلى أنّ "جميع النازحين والمُهجرين خرجوا من مدنهم وبلداتهم رافضين البقاء تحت سلطة الأسد ومليشياته، خشية الاعتقال والإعدامات الميدانية"، موضحاً أن "قوات الفرقة 25 المدعومة من روسيا أحرقت مُسناً فاقد الأهلية وسط مدينة معرة النعمان، فور إعلانها السيطرة على المدينة في الـ28 من يناير/ كانون الثاني العام الماضي، تلاها بأيام إعدام مُسن آخر والتمثيل بجثته في المدينة، بعد أن عثر عناصر الفرقة عليه مختبئاً داخل منزله".

المساهمون