روس ودبلوماسيون غربيون يحيون ذكرى اغتيال نيمتسوف

روس ودبلوماسيون غربيون يحيون ذكرى اغتيال نيمتسوف

27 فبراير 2021
نيمتسوف قُتل على جسر بالقرب من الكرملين (Getty)
+ الخط -

أحيا عدة آلاف من الروس ودبلوماسيون غربيون، اليوم السبت، الذكرى السادسة لاغتيال السياسي المعارض بوريس نيمتسوف عند جسر بموسكو حيث قتل بالرصاص، فيما قالت الولايات المتحدة إنها "قلقة جدا" مع تنامي عدم تسامح الكرملين مع حرية التعبير.

وكان نيمتسوف أحد أشد منتقدي الرئيس فلاديمير بوتين حتى قُتل على جسر بالقرب من الكرملين في 27 فبراير/ شباط 2015.

تأتي الذكرى السادسة على مقتله مباشرة بعد الحكم بإرسال أليكسي نافالني، أبرز منتقدي بوتين الحاليين، إلى معسكر للعمل القسري حيث سيقضي حكما مدته أكثر من عامين، وهو يعتبره ذا دوافع سياسية.

وزادت هذه الخطوة العلاقات المتوترة بالفعل مع الغرب، مع تحرك الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات على موسكو.

منذ صباح السبت، تدفق روس ودبلوماسيون غربيون على وضع الزهور في نصب تذكاري موقت في المكان الذي أصيب فيه نيمتسوف بأربع رصاصات.

وقال رئيس الوزراء السابق والسياسي المعارض، ميخائيل كاسيانوف، للصحافيين في المسيرة: "نجتمع في هذا المكان في مثل هذا اليوم من كل عام لنظهر للسلطات أننا لم ننس ولن ننسى"، مضيفاً: "أنا متأكد من أن ما حارب بوريس من أجله -الحرية للروس ورفاهيتهم وحياتهم الكريمة- سوف يتحقق قريباً".

وعادة ما يتم الاحتفال بالذكرى السنوية بمسيرة للمعارضة في وسط موسكو. لكنهم اختاروا التجمع هذا العام عند النصب التذكاري الموقت الذي تفككه السلطات بانتظام، حيث لا تزال القيود المفروضة على التجمعات الجماهيرية سارية بسبب جائحة كوفيد-19.

وقالت هيئة "وايت كاونتر"، التي تحصي عدد الحضور في المسيرات، إنّ 7800 شخص تجمعوا بحلول الساعة 5:30 مساء (14:30 بتوقيت غرينيتش).

وأفادت المحامية إيرينا دروزدوفا (44 عاماً) وكالة "فرانس برس" قبل وضع الزهور على النصب التذكاري بأنه "قال الحقيقة وهو ما يجعلك تقتل في بلدنا".

وحضرت زوجة نافالني يوليا نافالنايا الحدث أيضًا وأحضرت باقة زهور حمراء.

وقام سفراء الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي لدى روسيا، من بين ممثلين غربيين آخرين، بوضع باقات زهور.

مصدر إلهام للكثيرين
وقالت المتحدثة باسم السفارة الأميركية، ريبيكا روس، إنّ السفير الأميركي، جون سوليفان، أشاد برجل "كرّس نفسه للسعي من أجل مستقبل أفضل لبلاده".

وكتبت على "تويتر": "لا يزال مصدر إلهام للكثيرين ممن يناضلون من أجل العدالة والشفافية والحرية".

بدوره، أعرب وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في بيان عن "قلقه الكبير" إزاء "عدم تسامح" روسيا المتزايد مع حرية التعبير. وأشاد بلينكن بنيمتسوف باعتباره الرجل الذي "كرّس حياته لبناء روسيا حرة وديمقراطية".

وفي 2017، دانت محكمة شرطيا سابقا في قوات الأمن الشيشانية بارتكاب جريمة قتل نيمتسوف وحكمت عليه بالسجن 20 عاما. كذلك، دين أربعة آخرون بالتورط في عملية القتل.

لكن أسرة السياسي المعارض وأنصاره يصرون على أن السلطات لم تحاكم العقول المدبرة لعملية الاغتيال.

بعد أكثر من خمس سنوات على وفاة نيمتسوف، تعرض نافالني في أغسطس/ آب لتسميم شبه مميت بواسطة غاز الأعصاب "نوفيتشوك" الذي يعود إلى الحقبة السوفييتية، والذي ألقى باللوم فيه على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وينفي الكرملين مراراً هذا الادعاء.

وبعدما أمضى أشهراً في ألمانيا يتعافى من التسمم، تم القبض على السياسي المعارض البالغ 44 عاماً عند عودته إلى روسيا الشهر الماضي، ما أثار احتجاجات حاشدة أسفرت عن اعتقال حوالي 11 ألف و500 متظاهر.

ووافق الاتحاد الأوروبي على معاقبة أربعة مسؤولين روس على خلفية الحملة على نافالني وأنصاره، وأشار بلينكن السبت إلى الهجوم عليه.

وقال، في بيانه، إنّ "الذين يدافعون عن حرياتهم وديمقراطيتهم في روسيا ما زالوا هدفا للهجمات والاغتيالات. الشعب الروسي يستحق أفضل من ذلك".

(فرانس برس)