روحاني: لن نطرد المفتشين الدوليين ولن نتفاوض حول الصواريخ

روحاني: لن نطرد المفتشين الدوليين ولا نسعى للسلاح النووي ولن نتفاوض حول الصواريخ

17 فبراير 2021
روحاني وصف الحديث عن نية طهران طرد المفتشين الدوليين بأنه "شائعات ودعاية" (الأناضول)
+ الخط -

انتقد الرئيس الإيراني حسن روحاني، اليوم الأربعاء، ما اعتبرها "دعاية أجنبية" حول قرار بلاده وقف تنفيذ البروتوكول الإضافي من الاتفاق النووي، بدءاً من 23 فبراير/ شباط الحالي، قائلاً إنه مع هذه الخطوة "لن يحدث شيء مهم"، وواصفاً الحديث عن نية طهران طرد المفتشين الدوليين بأنه "شائعات ودعاية".

وأضاف روحاني، في كلمة له خلال اجتماع لحكومته، بثّها التلفزيون الإيراني، أن وقف العمل بالبروتوكول "لا يعني إخراج نشاطنا النووي من الرقابة الأممية"، داعياً إلى الحديث عن هذا الموضوع "بدقة"، منتقداً الأصوات الداخلية.

وقال إنّ "من يتحدث عن أننا سنطرد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يُفهَم كلامه هذا في العالم على أننا نسعى إلى امتلاك الأسلحة النووية". 

وأكد الرئيس الإيراني أنه "ليس من المقرر طرد المفتشين الدوليين مع وقف تنفيذ البروتوكول الإضافي"، كاشفاً عن طلب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي زيارة طهران. وأضاف أنه "يمكنه إجراء الزيارة وإن أراد التفاوض سنتفاوض معه".

وشدد روحاني على أن الحكومة ستنفذ القانون الذي أقرّه البرلمان الإيراني، حول خفض التعهدات "رغم موقفها منه".

وبدءاً من 23 فبراير/ شباط الحالي، ستوقف إيران تنفيذ البروتوكول الإضافي الذي تعهدت به "طوعاً" في الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع المجموعة السداسية الدولية.

تعاون في إطار اتفاق الضمانات

وأوضح أنّ التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، سيكون في إطار اتفاق الضمانات، وهو نظام للتفتيش والتحقق من الاستخدامات السلمية للمواد النووية كجزء من معاهدة حظر الانتشار النووي.

وشدد الرئيس الإيراني على أن "لا مكانة في سياساتنا لأسلحة الدمار الشامل، بما فيها الأسلحة النووية، وهذا قرار حاسم للنظام، وإيران لا تريد امتلاك الأسلحة النووية كما تؤكد ذلك فتوى القائد" (علي خامنئي)، مضيفاً: "إننا لا نسعى إلى ممارسة أنشطة نووية سرية، لا بالأمس ولا اليوم ولا غداً، بغضّ النظر عن المواقف الأميركية والأوروبية".

وجدد روحاني تأكيد موقف طهران من تنفيذ الاتفاق النووي، قائلاً إنها مستعدة للعودة إلى الاتفاق "بمجرد رفع العقوبات"، معتبراً أنّ الحديث عن خفض التعهدات من دون الإشارة إلى العقوبات "الظالمة" "هروب إلى الأمام".

وأضاف في السياق: "أبلغت مساء أمس مسؤولاً أوروبياً، تحدثنا معاً هاتفياً، بأنّ الحل واضح، ارفعوا العقوبات، ينحل كل شيء، واليوم إن رفعوا العقوبات غداً صباحاً ننفذ جميع التزاماتنا بعد عدة ساعات من تحققنا من رفعها".

وأعلن روحاني رفض إيران ضمّ مواضيع أخرى إلى الاتفاق النووي، مخاطباً الأوروبيين بالقول: "لتعلم أوروبا أنه لو كنا نريد القبول بمجرد مناقشة موضوع الصواريخ (الباليستية) والمنطقة وليس إضافتهما إلى الاتفاق النووي، لعاد (الرئيس الأميركي السابق دونالد) ترامب عن مساره". 

وأكد رفض إيران التفاوض على قدراتها وسياساتها الإقليمية وتمديد القيود المفروضة على برنامجها النووي في الاتفاق النووي.

وكان رئيس الاتحاد السويسري غاي بارملين، الذي ترعى بلاده المصالح الأميركية لدى إيران، قد أجرى مساء الثلاثاء اتصالاً هاتفياً بالرئيس الإيراني، في محاولة على ما يبدو لكسر الجليد في المأزق الراهن بشأن تنفيذ الاتفاق النووي، وحثّ طهران على وقف خطواتها النووية، وعدم تعليق العمل بالبروتوكول الإضافي.

وحسب تقرير موقع الرئاسة الإيرانية، فقد احتلت تطورات الاتفاق النووي حيزاً كبيراً في المباحثات بين روحاني وبارملين، إذ أكد روحاني أنّ كرة الاتفاق النووي باتت في الملعب الأميركي، قائلاً إنه "عندما تُلغى جميع العقوبات غير القانونية بشكل عملي، فكل شيء يعود إلى مساره الصحيح".

إلى ذلك، جدّد المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، تأكيد موقف بلاده في ما يرتبط بأزمة تنفيذ الاتفاق النووي مع الغرب، مخاطباً الإدارة الأميركية والأطراف الأوروبية بالقول إنها ستبني على أفعال الطرف الآخر وليس أقواله.

وكشف خامنئي، في كلمة له في لقاء عبر خدمة "الفيديو كونفرانس" مع مسؤولين ونخب من محافظة آذربيجان الشرقية، عن أنّ طهران تلقت وعوداً حول الاتفاق النووي، من خلال القول إنّ "هناك وعوداً وأقوالاً، لكنني أريد التأكيد أننا سمعنا وعوداً كثيرة وأقوالاً جيدة، لكن عملياً تصرفوا عكسها وضدها".

وانطلاقاً من ذلك، شدد خامنئي على أن "لا فائدة من الوعود، وهذه المرة لن نبني إلا على الأفعال فقط، والجمهورية الإسلامية هذه المرة لن تقتنع بالأقوال والوعود". وشدد بالقول: "إذا رأينا أن الطرف الآخر قام بإجراءات عملية، نحن أيضاً سنقوم بالمثل".

ظريف: أميركا ستواجه وضعاً جديداً

من جهته، قال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، اليوم الأربعاء، في تصريحات لوسائل الإعلام على هامش اجتماع الحكومة، إن الإدارة الأميركية الجديدة "تواصل سياسة الضغوط القصوى" للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، داعياً إياها إلى التخلي عن هذه السياسة.

وأكد أن "جميع الخطوات التي نتخذها قابلة للعودة عنها، لكن الولايات المتحدة ستواجه وضعاً جديداً، أي ستستمر زيادة عدد أجهزة الطرد المركزي والاحتياطيات (اليورانيوم)، وهذا الوضع".

 وخاطب واشنطن بالقول إنه "إذا كانوا يتصورون أن سياسة الضغوط القصوى الفاشلة تشكل أداة ضغط لهم، فعليهم أن يعلموا أيضاً أنه في المقابل، في إيران تطورات تحدث على أرض الواقع"، في إشارة إلى الخطوات النووية الإيرانية الأخيرة.

وأضاف ظريف أن رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية على البرنامج النووي الإيراني "ستستمر" مع وقف العمل بالبروتوكول الإضافي، مشيراً إلى طلب المدير العام للوكالة بزيارة طهران.

وفي السياق، قال في معرض الرد عن موعد الزيارة "لا أعلم إن كان سيأتي اليوم أو لا، لكنني سمعت أنه طلب زيارة إيران والطرف الذي سيتفاوض معه هم زملائنا في هيئة الطاقة الذرية الإيرانية".

وعن مدى استعداد طهران لإجراء تفاوض مباشر مع واشنطن، أكد الوزير الإيراني أن "هناك اتفاقاً كان حصيلة المفاوضات المباشرة والثنائية ومتعددة الأطراف مع الولايات المتحدة لمدة عامين، وهي توصلت إلى نتيجة والاتفاق على الطاولة، لكن لا حاجة إلى مفاوضات أخرى، ويجب تنفيذ الاتفاق النووي".

ورفض تغيير بنود الاتفاق النووي، قائلاً إن "الأميركيين مخطئون عندما يتحدثون عن تغيير الاتفاق، والأشخاص الذين يعملون في الإدارة الأميركية الجديدة هم من الذين أجروا المفاوضات، وهم يعلمون أن الاتفاق يتضمن نقاطاً ليسوا راضين عنها، كذلك فإننا أيضاً لسنا راضين عن نقاط فيه"، موضحاً "أننا لم نكن نرغب في تحجيم برنامجنا النووي أو فرض قيود على شرائنا الأسلحة، لكن الاتفاق فيه الأخذ والعطاء".