دانيال كريتنبرينك... سلاح بايدن لمواجهة الصين

دانيال كريتنبرينك... سلاح بايدن لمواجهة الصين

16 يونيو 2021
يُجيد كريتنبرينك اللغتين الصينية واليابانية (فرانس برس)
+ الخط -

مع تحديد الإدارة الأميركية بقيادة جو بايدن أولوياتها الخارجية، خصوصاً عبر إيلاء الملف الصيني الاهتمام الأساس، باشرت تفعيل أجهزتها الدبلوماسية في المنطقة، عبر الاستعانة بخبراء فيها، ومن هؤلاء دانيال كريتنبرينك، الذي رشحه بايدن في 26 مارس/ آذار الماضي، لتولي منصب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون شرق آسيا. ومساء أمس الثلاثاء، استمع مجلس الشيوخ للمرشح العتيد، الذي تعهّد بأن يواصل بايدن تعزيز علاقاته مع تايوان، من دون أن يدعم بشكل واضح فكرة مراجعة الاتفاقات الحساسة مع الصين بشأن هذه القضية.

كان كريتنبرينك مواكباً لقمم ترامب ـ كيم الثلاث في عامي 2018 و2019

وقال كريتنبرينك إن علاقة الولايات المتحدة بتايوان "أقوى اليوم مما كانت عليه في أي وقت" منذ عام 1979، عندما اعترفت واشنطن ببكين ممثلاً رسمياً وحيداً للصين. وأكد رداً على أسئلة أعضاء في مجلس الشيوخ يدعون إلى زيادة الدعم الأميركي لهذه الجزيرة: "من واجبنا أيضاً مواصلة تطوير علاقاتنا القوية مع تايوان في جميع القطاعات". واعتبر أن السياسة الأميركية الحالية، بما فيها اتفاق الاعتراف ببكين وحدها: "ضمنت الاستقرار عبر المضيق وأمن تايوان لعقود عدة". وأضاف: "مع تزايد التهديد من جمهورية الصين الشعبية، والسلوك العدواني والمخيف تجاه تايوان، أعتقد أن ردنا يجب أن يكون محدداً"، معبّراً عن قناعته بأن "الإطار" الحالي "يمنحنا كل الأدوات" للقيام بذلك.

ولا يُعتبر كريتنبرينك غريباً عن الشرق الآسيوي، وعن جنوب شرقي آسيا، فمنذ بدء مهامه الدبلوماسية عام 1994، عمل في السفارة الأميركية في العاصمة اليابانية طوكيو بين عامي 1994 و1995، ثم انتقل إلى القنصلية الأميركية في سابورو اليابانية بين عامي 1995 و1997. وعمل في الكويت بين عامي 1997 و1999، ثم نُقل إلى مكتب الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى بين عامي 1999 و2000، قبل أن يعود إلى طوكيو مجدداً بين عامي 2000 و2004، وتزوج مواطنة يابانية وأنجب منها ولدين. وبين عامي 2005 و2009، عمل كريتنبرينك في السفارة الأميركية في العاصمة الصينية بكين، ثم عمل قائماً بأعمال السفير الأميركي حتى عام 2015، حيث أتقن اللغة الصينية، بالإضافة إلى اليابانية.

ويُعدّ كريتنبرينك نقطة التقاء جمهورية ـ ديمقراطية، إذ عيّنه الرئيس السابق، دونالد ترامب، سفيراً للولايات المتحدة في فيتنام، عام 2017، مؤدياً في الوقت نفسه دور المستشار الرئيسي في ملف كوريا الشمالية في وزارة الخارجية، في الأعوام الأربعة السابقة. وهي الفترة نفسها التي تمّ فيها عقد ثلاث قمم بين ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ـ أون؛ واحدة في عام 2018 واثنتان في عام 2019. وأثار في فبراير/ شباط الماضي اهتمام رواد الإنترنت بعد نشره تسجيلات فيديو وهو يغني الراب، احتفالاً بالسنة القمرية الجديدة، في فيتنام.

عمل كريتنبرينك في السفارة الأميركية في الصين سنوات عدة

ومن المؤكد أن اختياره يكشف عن تطور مرتقب في الأداء الدبلوماسي الأميركي، خصوصاً مع تزايد الحراك الميداني في مضيق تايوان، بين الصين وخصومها، بحراً وجواً، سواء برحلات العبور الروتينية للسفن الحربية الغربية، الأميركية، أو بالانتهاكات الجوية المستمرة للصين لأجواء تايوان، وآخرها إرسال 28 طائرة عسكرية صينية إلى أجواء تايوان أمس. ويتعلق الأمر بمصير الاتفاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، فضلاً عن مصير منشأ فيروس كورونا، والذي بات بايدن يعتمد خطاباً مقارباً لسلفه في هذا الصدد، خصوصاً في ما يتعلق بإخفاء الصين تفشي الوباء وعدم الإعلان عنه، في أواخر عام 2019. وتولي الإدارة الأميركية أيضاً اهتماماً كبيراً بوضع إقليم شينجيانغ ووضع الإيغور، فضلاً عن ملف هونغ كونغ. وبالتالي، لن يكون كريتنبرينك أمام أمر جديد في حياته الدبلوماسية، إذ سبق له أن كان محور الأحداث، ففي فبراير 2014، استدعى نائب وزير الخارجية الصيني آنذاك، زانغ ييسوي، كريتنبرينك للاحتجاج على لقاء الرئيس السابق باراك أوباما بالزعيم الروحي لبوذيي التيبت الدلاي لاما الذي تتهمه الصين بالسعي إلى انفصال الإقليم. 

(العربي الجديد، فرانس برس)