ترقب حذر في الناصرية جنوبي العراق.. ومخاوف حكومية من التصعيد الشعبي

ترقب حذر في الناصرية جنوبي العراق.. ومخاوف حكومية من التصعيد الشعبي

08 ديسمبر 2022
خلال تشييع قتيلين قضيا خلال التظاهرات (أسعد نيازي/ فرانس برس)
+ الخط -

تسيطر حالة من الترقب في مدينة الناصرية، جنوبي العراق، في ظل انتشار أمني مكثف إثر تظاهرات أمس الأربعاء، والتي شهدت سقوط قتلى وجرحى بنيران عناصر الأمن، في وقت تسعى حكومة محمد شياع السوداني إلى السيطرة على الوضع في المدينة، التي تعتبر مركز محافظة ذي قار، عبر وعود التحقيق بالأحداث ومحاسبة المسؤولين عن إطلاق النار.

وسقط 3 قتلى ونحو 23 جريحاً، مساء أمس الأربعاء، إثر اشتباكات بين الأمن العراقي ومتظاهرين في الناصرية طالبوا بإسقاط التهم عن الناشط حيدر الزيدي، الذي أصدر القضاء العراقي قبل أيام حكماً عليه بالسجن ثلاث سنوات بتهمة الإساءة إلى "الحشد الشعبي"، كما طالبوا بإسقاط التهم "الكيدية" عن المتظاهرين.

واتخذت القوات الأمنية، منذ ليل أمس الأربعاء، إجراءات مشددة في ساحة الحبوبي وسط المدينة وفي الشوارع القريبة منها، ونشرت العشرات من عناصرها، في محاولة للسيطرة على الوضع ومنع خروج التظاهرات. وأكد ضابط في قيادة شرطة المحافظة لـ"العربي الجديد"، مشترطاً عدم ذكر اسمه، أنّ "التوجيهات نصّت على حماية المتظاهرين وحفظ أمن المدينة".

وأضاف أنّ "القوات الأمنية انتشرت وسط المدينة وعند دوائرها المهمة، وسيكون التعامل بحزم مع كل من يحاول استغلال التظاهرات لأجندات خاصة".

أما رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، فوجّه بإرسال لجنة أمنية عليا إلى محافظة ذي قار لإجراء التحقيق في حادث سقوط ضحايا من المتظاهرين.

ووفقاً لبيان للمتحدث باسمه اللواء يحيى رسول، فإنّ "التظاهرات السلمية حق كفله الدستور العراقي، واللجنة ستقف على ملابسات إطلاق النار على المتظاهرين وسقوط ضحايا منهم ومعرفة المقصرين ومحاسبتهم ومن أي جهة كانت". وأضاف أنّ "السوداني شدد على أنّ القوات الأمنية هي المسؤولة عن حماية المتظاهرين السلميين، وأنّ الحكومة تسعى إلى تحقيق المطالب الجماهيرية".

ودعا المتظاهرين إلى "الابتعاد عن الاحتكاك مع عناصر الأمن والالتزام التام بتوجيهات الأجهزة الأمنية التي وجدت لحمايتهم، وعلى الجميع كشف العناصر المغرضة وأصحاب الأجندات التي تسعى لتصعيد الموقف الأمني، وإخراج التظاهرات عن مسيرتها السلمية".

من جانبه، أقال وزير الداخلية العراقي عبد الأمير الشمري قائدَ شرطة محافظة ذي قار من منصبه إثر التظاهرات، وقال بيان للوزارة إنه "تنفيذاً لتوجيهات السوداني، فإنّ وزير الداخلية وجه بتعيين العميد مكي شناع قائداً جديداً لشرطة المحافظة".

إلى ذلك، طالب ناشطون في محافظة ذي قار بمحاسبة عناصر الأمن الذين يكررون استخدام الرصاص الحي ضد المتظاهرين في كل مرة.

وقال الناشط علي الغزي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "مشاهد قمع التظاهرات يوم أمس تثبت أنّ نهج القمع لم يتغير عما كان عليه في الحكومات السابقة"، معتبراً أنّ "اللجان التحقيقية وعزل قائد الشرطة هي مجرد إجراءات لتهدئة الشارع فقط. نحن نريد محاسبة قانونية علنية وعقوبات لا يستثنى منها كل من قتل ووجه بقتل المتظاهرين العزل".

بدوره، كتب الباحث في الشأن السياسي شاهو القرة داغي، في تغريدة له، أنّ "الحكومات تتغير، والعنف والقتل ثابتان ومستمران.. وقوع ضحايا وعشرات الإصابات في تظاهرات ذي قار مؤشر على بقاء عقلية القمع والتعامل الأمني مع مطالب المواطنين، وعدم تعلم الطبقة السياسية من دروس الماضي".

وتعد مدينة الناصرية مركزاً رئيساً لـ"احتجاجات تشرين"، التي انطلقت في أكتوبر/ تشرين الأول 2019 احتجاجاً على تردي الواقع الخدمي، واتسعت لتشمل أغلب المحافظات العراقية، وانتهت باستقالة حكومة عادل عبد المهدي، التي كانت قد قمعت التظاهرات، وسقط حينها نحو 800 قتيل وأكثر من 27 ألف جريح.

المساهمون