النظام السوري يستغل تجمعات المونديال لتوقيف مطلوبين أمنيا أو للتجنيد

النظام السوري يستغلّ تجمّعات متابعة المونديال لتوقيف مطلوبين أمنياً أو للتجنيد

08 ديسمبر 2022
عودة إلى التشديد الأمني على حواجز النظام جنوبي دمشق (فيسبوك)
+ الخط -

نفّذت أجهزة الأمن التابعة للنظام السوري، في الأيام الأخيرة، حملات توقيف في مناطق جنوبي دمشق، خلال تجمعات للشبان لحضور مباريات كأس العالم لكرة القدم، عبر شاشات عرض في بعض الأماكن العامة.

وذكر مصدر في جنوب العاصمة، رفض الكشف عن هويته لأسباب أمنية، لـ"العربي الجديد"، أن دوريات تابعة للأمن العسكري تجوب بشكل منتظم المقاهي والمطاعم التي يتردد إليها الشبان لمتابعة المونديال في بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم والقزاز وجرمانا، جنوبي دمشق، وتوقيف عشرات "المطلوبين" لسوقهم الى الخدمة العسكرية أو على خلفية قضايا أمنية.

وأضاف المصدر أن أجهزة النظام تستغل اضطرار الشبان لمتابعة المونديال في الأماكن العامة، بسبب انقطاع الكهرباء الدائم تقريبا في المنازل، لتوقيف المطلوبين. وتوفر العديد من المقاهي متابعة المباريات بواسطة شاشات عرض تعمل على الوقود أو البطاريات، ووجدت قوات أمن النظام في ذلك فرصة للبحث عن المطلوبين الذين يتوخون الحذر في تنقلاتهم عبر الحواجز الأمنية، أو لا يغادرون مناطق سكنهم إلا نادرا بسبب تخوفهم من الاعتقال. 

وتشهد أحياء دمشق الجنوبية، منذ مطلع الأسبوع الجاري، تشديداً أمنياً على الحواجز الأمنية وتسيير دوريات ليلية.

وذكر موقع "صوت العاصمة" إن الحاجز الرئيسي المؤدي إلى بلدة ببيلا من جهة طريق المطار يقوم بعمليات تفتيش دقيقة للسيارات، ويمررها عبر أجهزة كشف المتفجرات، فضلاً عن إجراء الفيش الأمني لجميع المارة، وذلك بعد فترة من التساهل من جانب تلك الأجهزة، أوقفت معها عمليات الفيش الأمني للسيارات والبضائع.

وأضاف الموقع أن بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم تشهد تسيير دوريات ونصب حواجز مؤقتة ليلاً، وإيقاف المارة بشكل عشوائي بحثاً عن مطلوبين لقضايا أمنية وآخرين للتجنيد الإجباري، ما جعل الدخول والخروج من المنطقة أمراً صعباً مع عودة طوابير السيارات لتقف على الحواجز لأكثر من ساعة قبل السماح لها بالمرور. كما تمنع الحواجز الأمنية نقل الأثاث إلى خارج المنطقة إلا بعد الحصول على إذن للنقل من مفرزة الأمن العسكري في ببيلا، وموافقة البلدية والمختار.

تشليح وسلب

رغم التشديد الأمني بحثا عن مطلوبين للخدمة العسكرية أو قضايا أمنية، تشهد مناطق ريف دمشق فلتانا أمنيا، مع انتشار عمليات نهب وتشليح من جانب قطاع الطرق الذين ينتحلون غالبا صفات أمنية.

وذكر "صوت العاصمة" أن طريق صيدنايا – التل في ريف دمشق شهد عمليات سلب وتشليح، خلال الأسبوع الجاري، من قبل عناصر مسلحة، حيث نصب مجهولون حاجزاً مؤقتاً بصفة أمنية، وأوقفوا سيارات المارة وسلبوا منهم ما يحملون من هواتف، ونقود، ومصاغ ذهبي.

وأضاف أن ثلاث سيارات أوقفت على الطريق المذكور، مع انتشار عمليات التشليح ومحاولات خطف في المنطقة، خاصة الطرق الفرعية والجبلية.

وأوضح أن المنطقة الممتدة بين حي القزاز وحي سيدي مقداد ومدخل مدينة جرمانا، من جهة طريق المطار، تشهد يومياً في ساعات المساء حوادث نشل وتشليح وخطف، مع الانقطاع شبه الدائم للتيار الكهربائي في المنطقة، وأن بعض تلك الحوادث تقع في مناطق تبعد نحو 200 متر عن حواجز أمنية لـ"فرع فلسطين"، أو بالقرب من مبنى الفرع المذكور.

المساهمون