النظام السوري يخرق ضمانات روسيا لتسويات درعا... ويقصف ريف اللاذقية

النظام السوري يخرق الضمانات الروسية لتسويات درعا... ويقصف ريف اللاذقية

04 أكتوبر 2021
قوات النظام اعتقلت مدنيين في درعا (Getty)
+ الخط -

اعتقلت قوات النظام السوري مدنيين، مساء أمس الأحد، في ريف درعا، في ظل عمليات التسوية التي تجرى برعاية روسية في المحافظة الحدودية مع الأردن، بينما قتل شخص في بلدة المزيريب بهجوم مسلح من مجهولين، في حين جددت قوات النظام قصفها المدفعي على شمال غربي البلاد الخاضع لاتفاق وقف إطلاق النار.

وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إن قوات النظام السوري اعتقلت تسعة أشخاص، خلال عمليات تمشيط قامت بها في محيط بلدتي طفس واليادودة اللتين خضعتا للتسوية في ريف درعا جنوبي البلاد، وذكرت المصادر أن عملية الاعتقال وقعت بالقرب من محيط منطقة البحوث العلمية التابعة للنظام.
وأفادت المصادر بأن عملية الاعتقال مخالفة للضمانات الروسية لاتفاقات التسوية، وهي ليست المرة الأولى التي تعتقل فيها قوات النظام المدنيين خلال عمليات التمشيط، مضيفة أن قسما من المعتقلين جرى نقلهم إلى مدينة درعا ومصيرهم لا يزال مجهولا، في حين أطلق سراح 4 منهم.

في غضون ذلك، هاجم مجهولون شخصاً في بلدة المزيريب غرب درعا أثناء عمله على حافلة نقل ركاب، ما أدى إلى مقتله على الفور. ونقلت مصادر "العربي الجديد" اتهامات للشخص بالعمل لصالح مخابرات النظام، وشهدت البلدة سابقا عدة هجمات مماثلة على عناصر يعملون مع النظام ومليشياته، فيما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن تلك الهجمات.

تقارير عربية
التحديثات الحية

وكانت قوات النظام قد بدأت، أمس، بعملية التسوية في مدينة جاسم بعد وصول التسوية إلى مدينة نوى، ومن المقرر أن تنتقل هذه العمليات بعد مدينة جاسم إلى بلدتي نامر والحارة بريف درعا الشمالي الغربي، وتشمل عمليات التسوية جميع المنشقين والمطلوبين أمنيًا ومن بحقهم إذاعة بحث لأي جهة أمنية والذين ما زال في حوزتهم سلاح.

وسبقت ذلك سلسلة تسويات جرت في بلدات المزيريب ونوى وتل شهاب واليادودة وطفس ودرعا وقرى مناطق حوض اليرموك، تنفيذا للاتفاقات بين النظام واللجنة المركزية للتفاوض برعاية روسيا.

إلى ذلك، جددت قوات النظام السوري، صباح اليوم، قصفها المدفعي على مناطق في جبل الأكراد بريف اللاذقية ومناطق من جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، موقعة أضرارا مادية في ممتلكات المدنيين، فيما يستمر التحليق المكثف من طيران الاستطلاع التابع للنظام فوق المنطقة الخاضعة لوقف إطلاق النار.
من جانب آخر، قتل عنصران من قوات النظام جراء انفجار لغم أرضي من مخلفات تنظيم "داعش" في بادية الرصافة جنوب غربي الرقة، وهي الحادثة الثانية للأسبوع الثاني على التوالي، حيث قتل عناصر من النظام جراء انفجار ألغام أرضية أو عبوات ناسفة خلّفها تنظيم "داعش" إبان سيطرته على المنطقة.
وتشهد بادية الرصافة عمليات تمشيط من قوات النظام ضد خلايا تنظيم "داعش"، ترافقها طلعات جوية وضربات من الطيران الحربي الروسي.
من جهتها، عثرت مليشيات "قسد" على جثتي عنصرين لها فقدا في وقت سابق، حيث قتلا على يد مجهولين بالقرب من بلدة الحوس في ريف الرقة الشرقي. فيما اعتقلت المليشيات عدة أشخاص في الرقة ومحيطها، بتهمة التعامل مع "داعش" والمعارضة السورية والجيش التركي.
وتحدثت مصادر مقربة من "قسد"، مع "العربي الجديد"، عن إطلاق المليشيات سراح 54 قاصرا كانت قد جندتهم سابقا في صفوفها، وأشارت المصادر إلى أن المليشيات سلمت القاصرين بشكل مباشر لذويهم في مدينة عامودا بريف الحسكة، شمال شرقي سورية. وقالت المصادر إن المليشيات قبيل هذه العملية أقدمت على اعتقال والد طفلة مجندة لديها.
وقالت عدة مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن ما تسمى "الشبيبة الثورية" التابعة للمليشيات هاجمت منزلا في مدينة الدرباسية لعائلة طفلة مجندة قسرا تمكنت من الهرب سابقا من معسكرات "الشبيبة الثورية" المتهمة بالولاء لـ"حزب العمال الكردستاني".

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان أيضا إن العناصر المقتحمين اعتقلوا والد الطفلة في وقت سابق، وقاموا هذه المرة باحتجاز الأجهزة الخلوية وتفتيش المنزل، وكانت الطفلة قد تمكنت سابقاً من الفرار إلى جهة مجهولة لم تفصح عنها عائلة الطفلة.

وتعمل "الشبيبة الثورية"، وفقا للمصادر، على تجنيد الأطفال في صفوف القوات العسكرية ضمن مناطق "سيطرة قوات سورية الديمقراطية"، وهي متهمة بنقل الأطفال إلى معسكرات لها في شمال العراق.

موالون للنظام السوري يحتجون على حكم إعدام بحق عنصر من قواته

 

على صعيد آخر، تظاهر العشرات من الموالين للنظام السوري، اليوم الإثنين، وقطعوا طريق حمص طرطوس، احتجاجاً على حكم إعدام صدر بحق أحد عناصر قوات النظام المتهمين بجريمة قتل موظف في حمص، مطالبين النظام بالتراجع عن الحكم ومعاملة العنصر كما يعامل من يقوم بعمل تسوية لهم من المعارضين في مناطق أخرى.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن العشرات من أهالي قرية الحجر الأبيض بريف حمص الغربي قطعوا طريق أتوستراد طرطوس وحمص ذهابا وإيابا، ومنعوا المارة من العبور عند جسر ناحية الزارة في منطقة تلكلخ.

وجاء قطع الطريق بهدف التعبير عن رفضهم لصدور قرار بالإعدام بحق عنصر من قوات النظام، قام برفقة ثلاثة آخرين بقتل مدير فرع المخابز في مدينة حمص، في وقت سابق، أثناء مروره على أوتستراد حمص طرطوس.

ونقلت مصادر لـ"العربي الجديد" أن المحتجين تراجعوا عن الطريق بعد تدخّل قوات أمن النظام وإرسال تهديدات للمحتجين بالمحاسبة. 

يُذكر أن مناطق سيطرة النظام السوري شهدت مؤخراً ارتفاعا في الجرائم نتيجة انتشار السلاح في المناطق التي تنتشر فيها الحاضنة الشعبية لمليشيات النظام، إذ سُجلت عدة جرائم استخدمت فيها أسلحة نارية وقنابل يدوية على خلفية شجارات عائلية.

المساهمون